طعمة عزيز ألسعدي 07 11 2022
رئيسُ وزراءٍ جديد، يبعثُ ألأملَ، و ليتَهُ يضربُ بيدٍ من حديدٍ، بحَقٍّ، و بِقوَّةِ ألقانون ألصارم، و ليس ألقانون ألمهادن ألمُسَوَّف على يد قضاة ألتحقيقِ، و قضاةِ ألمحاكم، و بينهم وبينَ ألمحاكمِ وألمتهمِ سمسارٌ لجلبِ ألمغانم، فيُصدرُ القاضي أحكاماً هي مكافأةٌ، و ليستْ عقاب بسَببِ ميوعتها، في وقتٍ نحن بحاجةٍ إلى ألضربِ بيدٍ منْ حديدٍ بسببِ إستفحال ألفساد بين ألعبادِ، حيثُ صار ألقاعدة و ليسَ ألإستثناء. إصلاح ألقضاء من قمة الهرم حتى حاكم ألتحقيق ضرورة ملحة، و يجب، و يجب طرد ألقضاة وحكام ألتحقيق ألفاسدين دون أي تأخير.
ألفسادُ آفةُ ألأممِ ألذي يؤدي إلى إنحطاطها بدلاً من رقيِّها، فيسودُ فيها ألجاهلُ، و يُحتَقَرُ ألعالمُ، فتُطمسُ ألكفاءاتُ، و يُرفَعُ شأن ألمتخلّفين في المجتمعِ و وظائف الدولة و كلّ مؤسساتها، و أخطرها ألتعليم و القضاء و أجهزة ألشرطة، و أجهزة ألأمن و ألمخابرات.ُ و على ذكرِ ألتعليم ألذي هو أساسُ رُقِيِّ ألأمم و إزدهارها، و لبنات بنائها ألصلبة تذَكَّرتُ أبيات ألشاعر … ألتي تعلمناها في الإبتدائية في ألعهد ألملكي ألزاهر، و هي:
ربوا بنيكم ،علَّموهم، هذبوا…..فتياتكم، فالعلمُ خيرُ قـوامِ
والعلم مالُ المعدمين إذا هموا….خرجوا إلى الدنيا بغـيرِ حطامِ
وأخو الجهالة في الحياة كأنـه…..ساعٍ إلى حرب بغيـر حسامِ
فالجهل يخفضُ أمـةً ويذلــها…..والعلم يرفعُها أجلّ مقامِ
هذه أبياتٌ لا يُمَرُّ عليها مُرورَ ألكرامِ، بلْ يجبْ أنْ تُدرَسْ، و تُدَرَّسْ للجِنسَينِ كِلَيْهِما، فما رَقى شعبٌ دونَ تربيةٍ سليمةٍ عظيمةٍ لكلِّ ألمجتمعْ من رِياضِ ألأطفال، إلى نهاية ألمرحلةِ ألجامعية، و يجبْ أن تحضى ألمرأةُ بتعليمٍ كاملٍ كالرجل، فالجنسان متكافئان متضامنان في بناء مجتمعٍ زاهرٍ و أمةٍ نتفاخر فيها بين ألأمم.
فحيثُ وُجدَ ألتعليم ألراقي في أية دولة، رقى بها ألتعليمُ إلى أعلى ألمراتبِ، فَمَثَلاً حققتْ الدنمارك مرتبة أكثر الدول ازدهاراً في ألعالم، تلَتْها النرويج، ثمَّ السويد، تليها فنلندا و بعدها سويسر ألتي عِشتُ وأهلي فيها سبع سنوات، و تخرَّجت منها بنتي ريم من ألمدرسة ألإبتدائية، و كانت ألأولى على ألمدرسة بتفوّق واضح و فرق كبير بينها و بين ألثاني على ألمدرسة، و هذه دلالةٌ واضحةٌ على ذكاء ألعراقيين ألمعروف تفوقهم إذا حصلوا على تعليمٍ راقٍ، على يدِ معلمين ذوي كفاءةٍ عالية. وجاءت مرتبة العراق 141 من 167 دولة عالمياً سنة 2021. و هذه مرتبة مخزية تدلُّ على نوعية حكام ألعراق، و ليس ألمواطن العادي.
لذلك يجب، ثمَّ يجب، ثمَّ يجب تعليم ألمعلمّين و ألمدرسين إلى أرقى مستويات ألتعليم، و وضع أرقى مناهج التعليم لكي نحصل على أجيالٍ راقية ألثقافة مثل ألدنمارك، لأنَّ ألعراقيين، و بدون تحيُّزْ من أذكى شعوب ألعالم، فهم أشجارٌ رائعةٌ مثمرةٌ إذا حصلوا على ألتعليم ألراقي، و يجِبْ إنتشالهم مما هم فيه من تفاهة ألتعليم و ألمعلّم (أحياناً)، حتى بلغ ألإنحطاط أن تدنو نفس بعض ألمعلِّمين لأخذ ألرشوة من ألطالب، أو أهله لإنجاحه في الإمتحان. مثل هذا ألمعلم مِعولٌ يهدِّمُ قوام ألمجتمع و يقف حجر عثرة في مجال رقيِّ ألشعب ألعراقي وتقدُّمه.
و ألتعليم لا يعتمد على ألمعلمين فقط، بل على كل أجهزة ألتعليم في دوائر الدولة من مراحلها ألأولية حتى ألدراسة ألجامعية، و مديريات ألتعليم ألمختلفة و على رأسها ألوزير ألذي يعتبر قائدها و موجهها، كقبطان السفينة ألذي يقود سفينته و يتغلب على الصعوبات، و يوصلها إلى أهدافها. و واضحٌ أنَّ ألتعليم ألإبتدائي هو ألذي يزوّد الجامعات فيما بعد بتلاميذ أذكياء رائعين، أو أغبياء جهلة لا يجيدون القراءة الصحيحة باللغة العربية كما هي الحال الآن، ناهيك عنِ أللغات ألأجنبية، و هذه حقيقة واقعة، و ليست تهمة، و من يريد ألبرهان فاليختبر أولئك ألطلاب، إن كان هو يجيد أللغة ألعربية حقّأً.
كما أنَّ قائد ألسفينة مسؤول عن ركابها، فكذلك وزير ألتربية مسؤول عن ألتربية في البلاد و يجب أن يرشَّح و يُختبَر و يُخْتارُ من أرقى مؤسسات ألدولة، و تُعرَف أهدافه في ألسموِّ بوزارته إلى أرقى ألمستويات مسبقاً قبل إستيزاره. و يا لخيبتنا رشَّحَ وزير ألتربية في حكومة ألأخ ألسوداني ألذي أحترمه و مدحته و تأملتُ به خيراً في مقالتي ألسابقة ألمعنونة: لم أسمع عن ألسيد محمد شياع ألسوداني فساداً، فلماذا لا تسانده يا دعيّ محاربة ألفساد؟
تمَّ ترشيح وزير ألتربية ألحالي (ألذي يجب أن يُطرَدْ) من قبل رئيس كتلةٍ تافهة فاسدة من رأسها إلى قدمها، لا يهمها لا العراق و لا شعب ألعراق، فرئيسها تفاخر بفديو مصوَّر أنه لو كان لديه مليون دولار، فسيصرفها على (ألكاولية)، و عليه ما يقارب ألمئة قضية من قضايا ألفساد و غير ألفساد، و رأيته في شريط فديو (يُفَشِّرْ بأدرك و أقذر ألكلمات ضد إبن عمه في ألعشيرة مشعان ألجبوري لأنه فضح بعض جرائمه). و رئيس ألكتلة هذا لا يجيد ألقراءة و زوَّر شهادات من أجل أن يرشح إلى مجلس النوّاب و أصبح عضواً فيه (ألا لعنة على هذا ألزمان و على هذا ألسقوط في قيم ألمجتمع ألعراقي). ويعلم ألكثير من ألعراقيين، و أهالي محافظة صلاح ألدين خصوصاً، أنَّ رئيس تلك الكتلة عليه أكثر من تسعين قضية فساد. و إنتشر فديو مسجّل قبل فترة قصيرة من ألزمن يظهر فيه مرشَّح لتِلك ألكتلة يؤدي قسماً مشابهاً لقسم ألنواب و الوزراء و وزير ألجمهورية بالولاء للشعب و الوطن، يتعهد فيه ألمرشح لخدمة رئيس ألكتلة و يطيع أوامره حرفيّاَ (في ألنهبِ طبعاً). و مختصر ألقول: أطلب من ألأخ ألسوداني طرد هذا ألوزير و أي وزير رشحته كتلة أبو مازن، و لعنَ ألله ألمحاصصة و ألمحاصصين ألذين يقودون ألبلاد إلى الخراب ونهب ميزانية الوزارات و خزينة ألدولة دون حساب أو عقاب. و يطمع أبو مازن بالحصول على رأس الهرم، أي رئاسة الوزراء كما صرَّح شخصيّاً. و ربما رشّضح لنا غجريات راقصات لبعض ألوزارات و المناصب الحكومية، و من هالمال حمْل جْمال.
لقد أصبح طلب ألوظائف لا للرواتب، بل للمكاسب، و أي مكاسب؟ألوظيفة تباع و تشترى لسرقة مليارات ألدولارات و بعض أبناء شعبنا يبحثون عن لقمة ألعيش في ألمزابل حيث يجدون زجاجات فارغة، أو علب مشروبات غازية أو كحولية فارغة يبيعونها لمن يبيعونها بدورهم إلى مصانع ألتدوير. إنَّ ألأطفال ألذين يبحثون في المزابل معرَّضونِ لشتى ألأمراض و مخاطر صحية، و هم غير مسجلين أو هاربين من ألمدارس بدفعٍ من أهلهم ألذين يتقاضون رواتب الإعانة ألإجتماعية، و أغلبهم أصحاء يمارسون مهناً مختلفة. لذلك على الدولة إنتشالهم من هذا ألمستنقع بكل ألوسائل ألممكنة و معاقبة أولي أمرهم إن كانوا يستلمون رواتب الرعية الإجتماعية و ألحصة ألتموينية.
و أخيراً،و ليس آخراً، إنَّ عبء رئيس ألوزراء ثقيل، و عليه، و على وزرائه ألعمل من ألسادسة صباحاً لغاية ألعاشرة ليلاً، عملاً حقيقياً، و بعكسه لا أمل في حل مشاكل البلادِ و ألعباد. و ألتنحي أفضل.
طعمة عزيز ألسعدي/ لندن 07 تشرين ثاني 2022.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط