مسؤول محلي: الجفاف يتسبب بهلاك آلاف الحيوانات في ذي قار

ذي قار/ حسين العامل

كشفت مديرية زراعة ذي قار عن وصول معدلات نفوق الجاموس إلى 4000 رأس، وأرجعت ذلك إلى جفاف 98% من مساحة اهوار المحافظة.

كما أكدت المديرية هلاك أكثر من 2550 رأس من الابقار والاغنام، وتحدثت عن نفوق مجمل الثروة السمكية وتحول المئات من الصيادين الى عاطلين عن العمل.

يأتي ذلك في ظل اسوأ موجة جفاف تمر بها البلاد ومحافظة ذي قار التي اخذت تفقد مساحات واسعة من اهوارها واراضيها الزراعية وتواجه نزوحا سكانيا كبيرا بين اوساط الفلاحين والصيادين ومربي المواشي الذين باتوا يواجهون مخاطر جمة اخذت تنعكس سلبا على مجمل الحياة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وتهددهم بالحرمان من مصدر دخلهم الرئيس.

وقال مدير زراعة ذي قار صالح هادي في حديث مع (المدى)، إن “اللجنة التي شكلتها مديرية الزراعة لحصر اضرار الجفاف في مناطق الاهوار سجلت لغاية 30 تشرين الاول المنصرم هلاك أكثر من 4 آلاف رأس من الجاموس و450 رأسا من الابقار و2100 من الأغنام”.

وأضاف هادي، أن “المناطق التي شملها حصر الاضرار تتمثل بأقضية الجبايش وسوق الشيوخ ونواحي المنار والطار وكرمة بني سعيد”. وأشار، إلى أن “فرق حصر الاضرار مازالت تواصل عملية الجرد في هذا المجال لتشمل المناطق التي لم يتم حصرها لغاية الوقت الحالي”. وكانت مديرية زراعة ذي قار قد اعلنت يوم الاثنين (10 تشرين الاول 2022) عن احصاء 2053 رأس جاموس، نفقت في 3 وحدات ادارية بسبب جفاف الاهوار مرجحة ارتفاع الارقام بصورة أكبر عند حصر 7 وحدات ادارية أخرى.

وعاد هادي ليقول، إن “مناطق اهوار محافظة ذي قار تعاني من نقص كبير وانخفاض في مناسيب المياه انعكس سلبا على مجمل الحياة في مناطق الاهوار”.

ولفت، إلى “تعرض 98% من مساحات الاهوار الى الجفاف”، مبينا ان “الجفاف أثر على كامل الثروة السمكية وتسبب بهلاكها وهو ما ادى الى فقدان أكثر من 1500 صياد مسجل رسميا لفرص عملهم في هذا المجال”.

وأكد هادي، أن “تداعيات الجفاف انعكست سلباً على الجوانب الطبيعية والبيئية والمعيشية للسكان المحليين”. ونوه، إلى “هجرة العديد من مربي الجاموس من مناطقهم الى صدور الانهر والى محافظات مجاورة كالكوت وبابل والبصرة وبغداد وكربلاء”.

وكانت الحكومة المحلية في ذي قار قد اعلنت في منتصف تشرين الاول المنصرم عن نزوح أكثر من 2000 عائلة تمتهن تربية الجاموس من مناطق اهوار الناصرية الى مناطق ومحافظات اخرى بسبب الجفاف، واشارت الى أن تلك العائلات تتوزع بواقع 1200 عائلة نازحة من قضاء الجبايش و800 عائلة من ناحية كرمة بني سعيد. وفي ذات السياق انتقد النائب عن محافظة ذي قار داخل راضي السياسة الخارجية للحكومات العراقية المتعاقبة في ادارة ملف المياه مع دول الجوار وعجزها عن تأمين الحصة المائية للعراق.

وقال راضي في بيان صحفي تابعته (المدى)، إن “ما تتعرض له مناطق الاهوار من تداعيات الجفاف دليل واضح على اخفاق الحكومات السابقة في رسم السياسة الخارجية ومنها وزارات الخارجية والموارد المائية والزراعة”.

وأشار، إلى أن “الوزارات لم تكن موفقة في مجال العلاقات الثنائية في ظل وجود تبادل تجاري مشترك وعلاقات اقتصادية واتفاقيات ثنائية مع البلدان المتشاطئة”، منوهاً إلى “تفاقم مشكلة المياه بسبب تلك السياسة”.

ومضى راضي، إلى أن “ممثلي المحافظة في البرلمان العراقي سيعملون على إيصال صوت ابناء الاهوار من اجل انصافهم ومعالجة المشاكل التي استفحلت”.

وكان اتحاد الجمعيات الفلاحية في ذي قار دعا شهر آب الحكومتين المحلين والمركزية الى اعلان المحافظة منكوبة زراعياً وتبني خطة طوارئ عاجلة لمساعدة المزارعين واصحاب المواشي المتضررين من الجفاف، وفيما أكد تضرر 80% من المحاصيل الزراعية والتمور، كشف عن هجرة ونزوح آلاف الاسر الفلاحية الى مراكز المدن والمحافظات اخرى.

فيما دعت منظمات فلاحية ومجتمعية “الحكومتين المحلية والمركزية الى تبني خطة طوارئ لدعم السكان المحليين ولاسيما الفلاحين واصحاب المواشي ومساعدتهم على تحمل الاضرار والخسائر الجسيمة التي تكبدوها”.

وأكدت تلك المنظمات “ضرورة التدخل العاجل للحد من مخاطر ازمة المياه ودعم الفلاحين واصحاب المواشي عبر توفير الاعلاف المدعومة وتأمين مواقع بديلة تتوفر فيها المياه والنباتات لحين عودة المياه لإنعاش الاهوار، فضلاً عن شمول من فقدوا فرص عملهم بسبب الجفاف بمنحة الحماية الاجتماعية”.

وكان الاهالي في قضائي الاصلاح وسيد دخيل المتاخمتين لمناطق اهوار الناصرية حذروا مطلع الشهر الحالي من تفاقم تداعيات ازمة المياه وجفاف الاهوار على حياة السكان المحليين، وفيما اشاروا الى ان 150 ألف نسمة من سكان قضائي الاصلاح وسيد دخيل باتوا مهددين بالعطش، تظاهر المئات من اهالي قضاء الاصلاح للمطالبة بالحل.

وتشكل مناطق الأهوار خمس مساحة محافظة ذي قار وهي تتوزع على عشر وحدات إدارية من أصل 22 تضمها المحافظة، إذ تقدر مساحة أهوار الناصرية قبل تجفيفها مطلع تسعينيات القرن الماضي، بمليون و48 ألف دونم، في حين تبلغ المساحة التي أعيد غمرها بالمياه بعد عام 2003 نحو 50 بالمئة من مجمل المساحة الكلية لأهوار الناصرية، إلا أن هذه المساحة باتت اليوم اشبه ما تكون بالصحراء القاحلة نتيجة أزمة المياه التي تمر بها البلاد وهو ما اعاد السكان المحليين الى المربع الاول من الفقر والبؤس والحرمان.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here