إقليم كردستان ينجح في إطلاق مشروع الإدارة الرقمية لجذب الاستثمارات

ترجمة: حامد احمد

أطلقت حكومة إقليم كردستان في تشرين الأول ستراتيجية “التحول الرقمي” والتي سيتم بموجبها ادخال نظام الترقيم في مجالات متعددة من مهام المؤسسات الحكومية في الاقليم.

وقال هيوا أفندي، مدير مكتب تكنولوجيا المعلومات في حكومة إقليم كردستان بان نظام الترقيم سيساعد في جلب استثمارات إلى إقليم كردستان.

وأضاف افندي، بحسب تقرير لموقع (المونيتر)، “كلما انتقلت أكثر نحو الاسلوب الرقمي، كلما كان ذلك اكثر شفافية واكثر كفاءة وسيكون منظورا للمستثمرين المحتملين.”

وكانت حكومة الإقليم قد حققت أصلا بعض التقدم في التحول الرقمي، ولكن قسما من المستثمرين يقولون ان هناك كثيرا من الخطوات تنتظر تفعيلها بهذا الخصوص، ويشمل ذلك على المستوى الفيدرالي، ليتمكن الإقليم من استقطاب مزيد من الاستثمارات وكذلك العراق الفيدرالي بشكل عام.

استنادا لوثيقة رسمية فان ستراتيجية حكومة إقليم كردستان الانتقال الى النظام الرقمي تعد بحد ذاتها خطة طموحة لجعل مؤسسات الحكومة في الإقليم بحلول العام 2025 من اكثرها اتباعا للنظام الرقمي في منطقة الشرق الأوسط.

هذا يعني انه بحلول هذا الموعد تكون خدمات المؤسسات الحكومية كافة تجرى رقمياً، جباية الضرائب وتسجيل الاعمال والشركات التجارية هي من بين الخدمات التي تخطط حكومة الإقليم لجعلها رقمية.

وتشير الوثيقة أيضا الى ان حكومة الإقليم تريد أيضا تعزيز الجانب الإبداعي لهذا التطبيق التكنولوجي الحديث.

وتقوم كل من شركتي، (آدم سميث انترناشنال) و(سكوتكنوغ)، البريطانيتين بتقديم الاسناد لتنفيذ هذه الستراتيجية.

وكانت شركة (هواوي) الصينية العملاقة لتصنيع معدات الاتصالات والالكترونيات قد ساعدت أيضا في تنظيم احدى الفعاليات الرسمية لهذا المشروع في شهر آذار.

وكانت حكومة الإقليم قد حققت فعلا بعض التقدم في هذا المجال، ومن الأمثلة على ذلك افتتاح مركز للمعلومات الذي جعل عملية تجديد اجازات السوق يجري بأسلوب رقمي.

قسم من جهد النظام الرقمي هو ان تتوفر هناك معلومات مكشوفة عن شركات مسجلة في إقليم كردستان.

ولكن استنادا الى مدير مكتب تكنولوجيا المعلومات أفندي، فان مثل هذه المعلومات غير متوفرة حاليا على الانترنت.

وأضاف قائلا “عندما تكون كل المعلومات متوفرة سيجعل ذلك المستثمرين يشعرون بالأمان.”

عامر صالح، المدير التنفيذي والمؤسس لموقع (IQ Cars) الالكتروني لبيع السيارات في العراق، يصف خطوة حكومة الإقليم للتحول نحو الاسلوب الرقمي في انجاز المعاملات بالمؤسسات الحكومية بانها خطوة إيجابية.

وقال صالح للمونيتر، “عملهم هذا سيعجل بتطوير هذا التطبيق التكنولوجي الجديد. القانون الاتحادي العراقي الذي يطلب من شركات مسجلة في البلاد بمسؤولية محدودة بان تكون 51% من الأسهم او أكثر مملوكة للعراق هو عائق كبير أمام الاستثمار الأجنبي.”

وأضاف صالح بالقول “هذا يخيف المستثمرين الأجانب ويبعدهم، التطبيقات الإلكترونية الجديدة تحتاج الى مستثمرين متعددين، وإذا كانت تريد ان تنمو أكثر في هذا المجال فان المستثمرين الأجانب سيمتلكون اكثر من 51% لانهم يستثمرون أموالا ضخمة في المشاريع.”

وأشار صالح أيضا الى ان استثناءات ضريبية لعدة سنوات لشركات عاملة في العراق الفيدرالي وفي إقليم كردستان غير متوفرة لتنفيذ مشاريع حديثة، اما بلدان أخرى في الشرق الأوسط مثل الأردن ومصر والإمارات والمملكة العربية السعودية فقد عملت الكثير لدعم المشاريع الحديثة من خلال الاعفاء من الضرائب كحد أدنى.

من جانبه أثنى الباحث في الاعمال الاستثمارية والمصرفية العراقي رواز رؤوف، على خطة إقليم كردستان للتحول الرقمي وتطبيق ذلك في تنفيذ المعاملات، ولكنه أشار الى ان قانون التملك بنسبة 51% يعيق الاستثمار من قبل الشركات الأجنبية.

وقال رؤوف، “يجب ان يزال هذا الشرط، اغلب الشركات على نطاق العالم تخدم في عدة أسواق وفي عدة بلدان”.

وأضاف بقوله “من اجل تحقيق ستراتيجية رقمية نحتاج الى حلول تسديد رقمية مستقرة، حتى بالنسبة لرواتب الموظفين فيجب ان يتبع نظام الحساب المصرفي المرخص والتوقف عن دفع الرواتب بأوراق نقدية.”

وقال رؤوف ان نظام التسديد الرقمي سيساعد في تحفيز تطور التطبيقات التكنولوجية المبتكرة الحديثة في إقليم كردستان والتي تشمل تطوير تطبيقات الهاتف النقال في عملية التسديد، مشيرا الى انه في حالات معينة مثل تسديد فاتورة الكهرباء يمكن ان يتم ترقيمها حيث بإمكان أي مواطن في الإقليم ان يقوم بهذه التسديدات على أي تطبيق يختاره.

وقال الباحث الاستثماري رؤوف إن البلد يعيش الان حالة من الاستقرار والأمان بعد الانتهاء من صفحة عصابات داعش الإرهابية، وهذه فرصة للمضي قدما بالتوجه التكنولوجي الرقمي المستقبلي والاستفادة من قدرات جيل الشباب الجديد الذي تعرف على تقنيات الهواتف الذكية مع توفر المعلومات وهو وقت مناسب لهذا التحول.

عن موقع (المونيتر)

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here