اشارات الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر عن القرآن الكريم من سورة التوبة (ح 84)

الدكتور فاضل حسن شريف

جاء في كتاب الصلاة للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: في أوقات الصلوات: إذا راجعنا المتشرعة واطلعنا على ارتكازهم, لوجدنا بكلِّ تأكيدٍ أنَّ الأوقات تختلف في درجة الفضل عند الله سبحانه وتعالى, سواءٌ في ذلك أوقاتُ النهار والليل, أو أيام الاسبوع, أو أيام الشهر, أو أيام أشهر السنة. ولكنَّ ذلك لا يمكن إثباته بالعلم الطبيعي, لوضوح أنَّ الزمان متساوي الأجزاء وجارٍ على حدٍّ واحدٍ على كلِّ الأشياء. لكننا بالرغم من ذلك يمكن أن نثبت ذلك على عدَّة مستويات: المستوى الأول: إنَّ الفضل ليس للزمان نفسه, وإنما شاءت الإرادة الإلهية وجود التوقيت لكثيرٍ من الواجبات والمستحبات, لمصلحةٍ في الأمر أو في المتعلق كما شرحنا، باعتبار حرية تلك الإرادة. فالله سبحانه يحبُّ أن يرى عبده متعبداً ومتوجهاً، في هذا الزمان وذاك، على غير تعيينٍ سوى مجرد الإختيار الإلهيِّ له. وأما كون هذا المستوى صحيحاً أم لا، فهذا مما لا ينبغي الدخول في تفاصيله، وسيأتي في المستويات القادمة ما يصلح أن يكون جواباً على ذلك المستوى. المستوى الثاني: ما دلَّ من القرآن الكريم على اختلاف الأزمان. وأوضحُ ذلك ما دلَّ على وصف الزمان نفسه بوصفٍ مهمّ، كقوله تعالى: “مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ” (التوبة 36).

جاء في محاضرة للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره عن الموعظة: كيف تستطيع أن تهدي الناس في حين انه أنت لست عندك الهداية المطلوبة، هذا ليس له معنى، تناقص في التصور وعمل لا تدرك نتائجه، وإنما الإنسان ينبغي ان يبدأ بنفسه فلا يضر بالآخرين. فأول خطوة هو عدم الإضرار بالآخرين، وعدم المكر بالآخرين، وعدم الكذب على الآخرين، وخداع الآخرين، من جملة الأدوار الرئيسية في الحوزة هي هذه مضافا إلى بعض الأمور الأخرى، ولكنه من الأدوار الرئيسية هي هذه على كل المستويات، في يوم ما واحد ممن أعرف هناك في المكتب يقول لي أنت طيب القلب قلت له ان شاء الله بحسب فضل ربي، ولكنه أنا أخاف أنني إذا دخلت إصبعي في الدواة تخرج سوداء، وفعلا يعني حينما يرى الإنسان وجود ردود أفعال ضده ماذا سوف يفعل؟ لا تكون المشابكة الا بالمشابكة بطبيعة الحال. لكن لا إذا الكل تركوا المشابكة وتورعوا وتجردوا لله سبحانه وتعالى، فلسنا إلا أولياء “وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ” (التوبة 71) لا اكثر ولا اقل، فبعد الآن لا حاجة للمشاجرة والمصالحة كل شيء يجلس في مكانه، لكننا ينبغي ان نذكر الله أولاً وأخيرا, (يا أبا ذر ليكن لك في كل شيء نية) بقصد، أي بقصد قربى، وانظر إن الله تعالى هل يجيز أن أتنفس هذا النفس أم لا، هل يجيز أن أأكل هذه اللقمة أم لا، هل يجيز أن انظر هذه النظرة أم لا، هل يجيز أن أسير هذا القدم أم لا، وهكذا، فإذا كان الانسان على هذا المستوى فأكرم به وانعم، والحمد لله رب العالمين.

جاء في منتدى جامع الائمة في خطب الجمعة للسيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: واللُحمة من الالتحام وهو الاتصال، والشذوذ هو الابتعاد، إما التحم وإما شذّ، فاللحمة هي الالتحام، والشذوذ هو الابتعاد، والشاذ هو المبتعد ونعبر بالشاذَّ عن كل ما هو غير طبيعي، لأنه مبتعد عن المستوى الطبيعي، فيكون المراد أنه لن تبتعد عن رسول الله لحمته، او قل لن يبتعد عن رسول الله قربه والتحامه ولصوقه. وقوله: لن تشذ للتأبيد، لن يعني، لن الى الأبد بهذا المعنى وانها ستبقى ملتحمة ولن تبتعد اطلاقا الى ما لا نهاية، او يكون المراد الاشارة الى الشأنية يعني ليس من شأنها ان تبتعد وغير قابلة للابتعاد اصلا، وما ليس من الشأن يكون مستحيلا أو بمنزلة المستحيل كقوله تعالى: “وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ” (التوبة 115)، فإضلاله للقوم يكون مستحيلا او بمنزلة المستحيل، أي ليس من شأنه وديدنه ذلك، وما البلاء الدنيوي، من قبيل اعطاء فرصة، لعلهم يتفكرون، لعلهم يتذكرون، لعلهم يتوبون، لعلهم يؤبون، لعلهم ينوبون، أما الله تعالى يواجه منا أذُنا غير صاغية، أُذُنا صماء فهل هذا مما يحمد عقباه،‍ كل واحد بحسابه وكتابه. ثم يقول سلام الله عليه: (بل هي مجموعة له في حضيرة القدس)، لن تشذ وانما هي مجموعة ومرتبة ومركبة له في حضيرة القدس، قوله، بل ه ، يعني اللحمة مجموعة له لأنه يجتمع برسول الله صلى الله عليه واله، وأمير المؤمنين وأمه فاطمة الزهراء عليهم افضل الصلاة والسلام، يعني بأرواحهم العليا وليس بأجسامهم الدنيوية بطبيعة الحال، يعني بأرواحهم العليا في حضيرة القدس كما قال في نفس الخطبة: (وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب الى يوسف)، وإنما هو واله الى تلك الارواح العليا والمقامات السامية وليس إلى الوجودات الدنيوية بطبيعة الحال على أنها مقدسة جدا وأقدس ما هو موجود على وجه الارض، لكن طبعا تلك المقامات أقدس منها اكيدا بما لا يقاس وما لا يتناهى .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here