فشل الأحزاب الإسلامية ليس مخصوص للشيعة

فشل الأحزاب الإسلامية ليس مخصوص للشيعة، نعيم الهاشمي الخفاجي

‏هناك من يروج لفكرة معينة وبسبب خلاف حزبي أو شخصي، ليقول أنه اتصل به أحد الملحدين وبدأ بانتقاد الاديان، وان هذا الملحد قال إن الإسلاميين أنهم غير مؤهلين على ادارة روضة وليس دولة بحجم العراق، وأن هذا الجهبيز قال لهذا الملحد لا تأخذ من تجربة الإطار الشيعي في قيادة الدولة مثال على فشل الأديان، أقول إلى هذا الجهبيز هل وجدت ملحد يؤمن بتجارب للحكم ذات طابع ديني، الملحد يرى الأديان كذبة، ورغم ذلك معنى الكافر بالغة العربية يعني تغطية حبة القمح بالتراب، ولكن تم تضخيم معنى الكافر وأصبح مصطلح سبة ومنقصة وتحريض على القتل من قبل أصحاب الأفكار الدينية الوهابية المتطرفة، الشيعة ينتشرون في الكثير من الدول العربية والإسلامية وفي دول أوروبا وأستراليا وأمريكا…..الخ حتى حكومات دول أوروبا وبشهادة مدراء الشرطة واحدهم مدير شرطة كوبنهاغن الدنمارك في إحياء مناسبة عاشوراء قال الشيعة عناصر تدعم الاستقرار وبعيدين عن العنف والقتل.

قضية أن تذكر تجارب حكم دينية ناجحة وهي دول ناشرة للإرهاب والكراهية ليست مزاجية، اقول إلى هذا الجهبيز إنما من يحكم دول الخليج دول بداوة وهابية، بشهادة وزيرة خارجية السويد السابقة قالت السعودية تحكم بعقلية القرون الوسطى رغم أنهم مخلوقين في زماننا هذا.

العراق يعاني من صراع قومي مذهبي مستدام، وبما أن الصراع مازال مستمر يبقى الوضع السياسي مضطرب، ولا يمكن إن يوجد لدينا ساسة رجال دولة وإنما ساسة رجال مكونات، مانراه من ثرثرة داخل الساحة الشيعية العراقية كان نتيجة طبيعية لخلافات حزبية وكل طرف يتهم الطرف الآخر بالقول أنتم

‏ماتصيرون رجال دولة حتى لو ينزل وحي، تبقون فاشلين وتبقون تعتبرون المنصب هو الهدف….الخ، والعجيب كيف الملحد أتصل بهذا الجهبيز وأنتقد الأديان، هل هذا الجهبيز المتحدث الرسمي بالأديان السماوية، وهل يعقل ان هذا الملحد انعجب بمنشورات هذا الجهبيز، لدى الشيعة تجارب جيدة، منها بالعراق بمناطق الشيعة تجد مقرات شيوعيين وعلمانيين وأكراد وسنة بينما لا تجد مثل هذه المقرات بمناطق الحواضن السنية،تجربة إيران بات دولة قوية تمتلك مقومات صناعية بمختلف أمور الحياة، تحملت عقوبات وحروب ومؤامرات، بل حتى الأعداء من غير العرب والمسلمين ينظرون إليها كدولة تمتلك مقومات الصمود.

عندما نقرأ منشورات وتغريدات محبطة فإنها تتلائم مع أفكار وآراء الكثير من الناس البسطاء الذين تعرضوا إلى تفكير كثير من الناس إلى تجهيلهم وزرع الكراهية بداخلهم تجاه أبناء مذهبهم، نعم لدينا أفضل تجربة دولة الإمام علي (عليه السلام) كانت حكومة شيعية إسلامية، بسبب تعرض الشيعة لقرون طويلة من الزمان لاضطهاد قاسي انتج لنا ناس تدعي الثقافة والسياسة وهم يشعرون بعقد العبودية والدونية وجلد الذات، للأسف هناك في بيئتنا ‏ ينظر بعين عوراء، لو كان هذا الجهبيز متابع إلى التاريخ بشكل جيد لما نشر منشورات ساذجة، كلمات بها افتراءات على التشييع فدولة الرسول ص وبعده دولة الامام علي ع كانتا من أنجح الحكومات وحتى هناك وثيقة في الأمم المتحدة تقول الإمام علي افضل حاكم عادل مر على التاريخ وفي عصرنا الحديث.

ابتلينا بكثرة الحمقى وقد كتب الكثيرون عن صفات الشخص الأحمق، لذلك ذكر بعض الحكماء، من أخلاق الحمق العجلة والخفة، والجفاء والغرور، والفجور والسفه، والجهل والتواني، والخيانة والظلم، والضياع والتفريط، والغفلة والسرور، والخيلاء والفخر، والمكر، إن استغنى بطر وإن افتقر قنط، وإن فرح أشر وإن قال فحش، وإن

‏‎سُئِل بخل وإن سأل ألح، وإن قال لم يحسن وإن قيل له لم يفقه، وإن ضحك نهق وإن بكى خار.

العراق يحكم من كل المكونات بالوضع الحالي لذلك لايمكن تحميل الشيعة فقط مسؤولية الاخفاقات، ابتلينا بكثرة الثرثارون، والسذج، لتكن الكتابات نحو زرع روح الأمل والتفاؤل والكف عن نشر ثقافة التجهيل والخداع والكذب.

المفكر المصري اليساري أحمد ماهر عبده كتب التغريدة التالية في حسابه بمنصة تويتر( ‏جهر أحد الملحدين بإلحاده وتصور بأن حرية الرأي وحرية الدين ان يسب الناس بألفاظ تخدش الحياء فهذه خطورة اللاديني والملحد لأنه ليس له رادع ولا ضابط إلا ما يقرره هو بذاته

فما الذي يمنعه من الزنا

وما الذي يمنعه من السرقة وهتك الأعراض

إنه ذاته وما وضعه لنفسه من ضوابط يمكنه التخلي عنها).

هذا كلام مفكر مصري يساري يعاني من تطرف وتعصب بعض اللادينيين، فهل يعقل يتم أخذ كلام شخص بوصفه نفسه صاحب فرية أن من يحكم العراق الشيعة من شخص مجهول يوصفه بملحد اتصل به وهو يكره الإسلام بسبب تجربة حكم شيعة العراق، صاحب هذا الكلام خلال متابعتي لكتاباته فهوليس من الشيعة المستقلين ابدا ولو كان مستقل لما حاول الإساءة للمذهب الشيعي بحجة تجربة مشاركة الاسلاميين الشيعة بحكم العراق بمحاصصة مع المكونات الاخرى، للاسف الاختلافات مابين الأحزاب الشيعية العراقية فتح الباب للكثير من المرضى النفسانيين من أنصار هذا الحزب وذلك التجمع الشيعي ليسيء لمن يختلفهم معهم حزبيا بالتطاول على المذهب والقيم والمبادىء، نحن بحاجة لعمل مبادرات مصالحة لتوحيد الصفوف وإنهاء حالات التشرذم والخلاف.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

11/11/2022

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here