لماذا قانون خدمة العلم ؟

ادهم ابراهيم

بدأ مجلس النواب العراقي مناقشة قانون الخدمة العسكرية الالزامية بهدف اقراره .

وهذا القانون كان ساريا في العراق قبل الاحتلال الامريكي عام 2003 حيث تم حل الجيش العراقي بقرار من الحاكم المدني بول برايمر . كما تم تعليق العمل بقانون الخدمة الالزامية .

ان اعادة النظر في تشريع هذا القانون مجددا قد اثار خلافا حادا في المجتمع العراقي ، بين مؤيد او معارضا له .

يدعي المناهضون له ان هذا القانون يستهدف الطبقات الفقيرة ، او انه يؤدي الى عسكرة المجتمع .

لكن بعض الفعاليات الاجتماعية تعتقد ان تشريع القانون سيساهم في القضاء على المحاصصة لكونه يضم مختلف طوائف الشعب العراقي .

ويبدو ان كثيرا من الكتل والاحزاب الحاكمة لاترغب باصدار هذا القانون رغم ادعائها الموافقة عليه .
حيث ان مثل هذه الخطوة تمثل خطرا على ميليشياتها المسلحة , ولذلك فهي لاترغب في وجود منافس قوي لها , اضافة الى ان بعض القوى الدولية والاقليمية تعارض تشريع مثل هذا القانون ايضا خشية على مصالحها التي تتعارض مع وجود دولة عراقية قوية يحميها جيش محترف متمرس كالجيش العراقي .

ان الخشية من عسكرة المجتمع ليس لها مابررها حيث اننا نعاني الان من العسكرة اكثر من اي قت مضى . فهناك عسكرة العشائر , وعسكرة الفصائل المسلحة الحزبية , والحشد الشعبي . اضافة الى المافيات والعصابات المسلحة التي تجوب الشوارع في كل وقت وحين .
ان قيام الاحزاب بتجنيد منتسبيها في فصائل مسلحة هو الذي ادى الى عسكرة المجتمع . وان التجنيد الالزامي سيستقطب كل هؤلاء في تنظيم عسكري واحد ، حتى تنتفي الحاجة لوجود رديف للجيش العراقي .

اضافة الى كل هذا فان قانون خدمة العلم سيحقق منافع عديدة للفرد والمجتمع ، لكونه مؤسسة تضم مختلف الاختصاصات يتم تدريب المجندين عليها او تطوير مهاراتهم . مما سيوفر فرص العمل في القطاعين الخاص والعام من خلال رفدهما بعناصر متدربة وماهرة .

ومن خلال هذا القانون سيتعلم الافراد ايضا الشعور بالمسؤولية والانضباط ، والالتزام بالواجب والولاء للوطن ، واحترام الآخرين ، والعمل الجماعي ، والقدرة على التكيف ، واحترام الوقت .
ويبعدهم عن الكسل والتسكع او اللجوء الى المسكرات والمخدرات ويجعل منهم رجالا قادرون على خوض معترك الحياة .

كما ان التجنيد الالزامي يحقق اندماج وتجانس افراد المجتمع الواحد , ولا يفرق بينهم على اساس الدين او الطائفة او القومية , هذه التفرقة المصطنعة من قبل الاحزاب السياسية الحاكمة لضمان بقائها في السلطة من خلال المحاصصة المقيتة .
وسيحقق التآلف والتآزر بين ابناء الشعب الواحد حيث يكون التدريب والنوم المشترك والعرضات والاستراحات والمناورات فرص للاندماج والشعور بانهم ابناء وطن واحد .

تتولى بعض قطعات الجيش حاليا مهمة اعادة بناء وترميم المدارس والطرقات في بعض المحافظات بعد عجز الحكومة والادارات المحلية من القيام بهذه المهمة للفساد المستشري فيها . . وهكذا فان الجيش سيكون قادرا ليس فقط للدفاع عن الوطن وقطع الايادي الطامعة فيه , وانما وسيلة للبناء والنظام في اوقات السلم ايضا

ان الجيش العراقي الباسل كان وسيظل حارسا امينا مخلصا لوحدة الاراضي العراقية وحاميا لامنه وحدوده , لكونه يجمع كل العراقيين في مؤسسة وطنية واحدة , تجمع ولاتفرق ، تحمي ولا تتخاذل , ولنا في تاريخه المجيد شهادات وعبر لكل اولئك الحاقدين على الجيش العراقي في الداخل والخارج .
ان تشريع قانون خدمة العلم سيحقق كل هذه المكاسب ويصبح تشريعه ضرورة وطنية قصوى .
ادهم ابراهيم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here