معظم الأطفال الذين تبانهم الشواذ في السويد من المهاجرين!

إيهاب مقبل

التبني يعني أن شخصًا أو شخصين بالغين يخضعون لإجراءات قانونية ليصبحوا الوالدين الشرعيين لطفل يعود لأسرة أخرى.

وبحسب الإتحاد الوطني لحقوق الشواذ في السويد، ومقره في العاصمة ستوكهولم، فإن السويد سمحت في العام 2003 للشاذين «المتزوجين» من نفس الجنس تبني الطفل قانونيًا. وفي العام 2018، سمحت السويد أيضًا للشاذين العزاب من نفس الجنس تبني الطفل قانونيًا. وزيادة على ذلك، فقد سمحت السويد أيضًا للشاذ الذي يعيش بمفرده تبني طفل بصورة قانونية كما يقول الإتحاد.

ويضيف الإتحاد على موقعه الرسمي الناطق باللغتين السويدية والانجليزية أن «الغالبية العظمى من الأطفال الذين تم تبنيهم من قبل الوالدين في السويد ولدوا في بلدان أخرى غير السويد، وهو ما يسمى التبني الدولي». وهذا يعني أن معظم الأطفال الذين يتبناهم الشواذ في السويد من المهاجرين المولودين والمقيمين خارج السويد، وفي معظم الحالات لا يلزم استحصال قرارًا من المحكمة المحلية للتبني الدولي.

ويتابع الإتحاد على موقعه الرسمي أن «حوالي 20 طفلًا سنويًا ممن ولدوا في السويد يتم تبنيهم في البلاد، وهو ما يسمى التبني الوطني». وفي هذا النوع من التبني، فإنه ينبغي استحصال قرارًا من المحكمة المحلية. ولكن حتى هذا النوع من تبني الأطفال بين الشواذ يكون ضحاياه بالمرتبة الأولى الأطفال المولودين في السويد لأسر مهاجرة «بما في ذلك أسر عربية ومسلمة»، وهؤلاء في الأساس من الأطفال المخطوفين من والديهم البيولوجيين من قبل دائرة الشؤون الإجتماعية المعروفة بالسوسيال السويدي، أو الأطفال المولودين عن طريق «التلقيح الاصطناعي» لأمراة سويدية تستأجر رحمها بالباطن للشواذ بإعتبار أن القانون يحظر تجارة الأرحام، كما أن تطرف الشواذ من جنس الذكور لا يسمح لهم بمضاجعة امرأة لإنجاب الأطفال.

لدى السويديين العرقيين وعي كامل حول مخاطر تنشئة الأطفال بين أسرة شاذة من نفس الجنس، ولذلك يصعب على السوسيال السويدي منح أطفالهم المسحوبين منهم قسرًا إلى الشواذ بحجة «المصلحة الفضلى للأطفال»، إذ تشير أبحاث العلوم الاجتماعية الدولية إلى الدور الحيوي والفريد للأباء والأمهات في تنمية الطفولة.

وأظهرت الأبحاث أيضًا الآثار النفسية والسلوكية والتعليمية والاجتماعية السلبية على الأطفال الذين حُرموا من النمو في منزل مع كلا الوالدين البيولوجيين المتزوجين من بعضهما البعض، إذ يقول البروفيسور الأمريكي روجر كوباك في بحثه بعنوان الديناميات العاطفية للاضطرابات في علاقات التعلق: «1. يفضل الرضع والأطفال الصغار أمهاتهم على آبائهم للحصول على الراحة من الجوع أو الخوف أو المرض أو أي ضائقة أخرى، 2. تميل الأمهات إلى أن تكون أكثر هدوءًا في التعامل مع الأطفال، 3. الأمهات أكثر استجابة لصرخات الأطفال المميزة، فهن أكثر قدرة من الآباء، على سبيل المثال، على التمييز بين صراخ أطفالهن إذا كان صراخ جوع أو صراخ ألم، 4. كما أنهن أفضل من الآباء في اكتشاف مشاعر أطفالهن من خلال النظر إلى وجوههم ومواقفهم وإيماءاتهم، فليس من المستغرب إذن أهمية دور الأم، 5. الأطفال الذين حُرموا من رعاية الأم خلال فترات طويلة من حياتهم المبكرة يفتقرون إلى الشعور، ولديهم علاقات سطحية، ويظهرون ميولًا معادية للمجتمع أثناء تطورهم إلى مرحلة البلوغ».

تشير التجربة السريرية إلى أن انعدام الأم يسبب ضررًا أكبر للطفل، وذلك لأن دور الأم بالغ الأهمية في تأسيس قدرة الطفل على الثقة والشعور بالأمان في العلاقات. وهذا لا يعني أن دور الأب أقل أهمية، فدور الأب والأم معًا ضروريًا لتربية وتنشأة الطفل، إذ يقول كوباك في بحثه: «1. الآباء يتفوقون على الأمهات عندما يتعلق الأمر بتوفير الانضباط واللعب وتعليم أطفالهم على مواجهة تحديات الحياة، 2. يقدم الآباء القدوة الأساسية للأولاد، 3. وجود الأب في المنزل يحمي الطفل من الخوف ويقوي قدرته على الشعور بالأمان».

وكشفت دراسة كندية أُجريت العام 2013، والتي حللت بيانات من عينة سكانية كبيرة جدًا، أن أطفال الأزواج الشواذ والشاذات «المثليين والمثليات» لديهم معدلات تخرج أقل مقارنة بالأطفال الأخرين، وأن الفتيات أكثر استعدادًا للنضال أكاديميًا من الأولاد.

كما ركزت دراسة أسترالية على التطور الاجتماعي والتعليمي لـ58 طفلًا يعيشون مع أسر متزوجة من جنسين مختلفين، و58 طفلًا يعيشون مع أسر شاذة، إذ وجدت الدراسة أن الأزواج من جنسين مختلفين يوفرون أفضل بيئة للتطور الإجتماعي والتعليمي للطفل من الأسر المؤلفة من الأبوين من نفس الجنس.

وفي دراسة أجرتها البروفيسورة الأمريكية آبي غولدبرغ على 36 شخصًا بالغًا نشأوا على يد آباء شاذين، وجدت أن 15 منهم، «وهو ما يعادل 42٪»، يواجهون صعوبات في الثقة بالآخرين.

وفي دراسة للبروفيسورة الأمريكية ثيودورا سيروتا على 68 امرأة نشأت مع آباء من نفس الجنس، و68 امرأة نشأت مع آباء من جنسين مختلفين، متوسط أعمارهن في كلا المجموعتين 29 سنة، وجدت أن النساء اللاتي تربين مع آباء من نفس الجنس أقل ارتياحًا للآخرين، وأقل قدرة على الثقة بالآخرين والاعتماد عليهم، كما تعاني هذه النساء من قلق أكثر في العلاقات مقارنة بالنساء اللاتي نشأن مع أسر من آباء من جنسين مختلفين.

وفي دراسة أجراها البروفيسور البريطاني دانيال بوتر في العام 2012، واستندت إلى مسح كبير للأطفال في سن المدرسة، وجد أن «الأطفال في أسر الوالدين من نفس الجنس سجلوا درجات أقل من أقرانهم الذين يعيشون في أسر متزوجة ذات أبوين بيولوجيين» في نتيجتين أكاديميتين. وخلص بوتر إلى أن هذه الاختلافات يمكن أن تُعزى إلى مستويات أعلى من عدم الاستقرار الأسري في العائلات المتعاشرة أو المتزوجة من نفس الجنس، مقارنة بالعائلات المتزوجة السليمة بيولوجيًا.

وفي السنوات الأخيرة، اكتسب الشاذون والشاذات من نفس الجنس، المتزوجون منهم أو المتعايشون، أطفالًا من خلال التلقيح الاصطناعي أو ما يُعرف بالإخصاب في المختبر. أظهر البحث المنشور في العام 2010، والذي أعده معهد القيم الأمريكية، بعض النتائج السلبية من التلقيح الاصطناعي: «كان الشباب في المتوسط، والذين تم حملهم من خلال التلقيح الاصطناعي أكثر ارتباكًا، ويشعرون بمزيد من العزلة عن عائلاتهم، وكانوا يعانون من المزيد من الألم النفسي والاكتئاب والانحراف وتعاطي المخدرات مقارنة بمجموعة مماثلة من الأطفال الذين ولدوا بصورة طبيعية».

المصادر حسب التسلسل

– الإتحاد الوطني لحقوق الشواذ في السويد
https://www.rfsl.se/verksamhet/foralder/att-bli-och-vara-foralder/adoption/

– روجر كوباك: الديناميات العاطفية للاضطرابات في علاقات التعلق: الآثار المترتبة على النظرية والبحث والتدخل السريري
https://www.semanticscholar.org/paper/The-emotional-dynamics-of-disruptions-in-attachment-Kobak/c8970adbabbc820fd01522ec02a78cf9b11a6ff9

– الدراسة الكندية
https://terpconnect.umd.edu/~pnc/allen-ss-grad.pdf

– الدراسة الاسترالية
https://www.cambridge.org/core/journals/children-australia/article/abs/children-in-three-contexts-family-education-and-social-development/BA0DB5DC62B9E7D955454A5BB165F7F8

– دراسة آبي غولدبرغ
https://onlinelibrary.wiley.com/doi/abs/10.1037/0002-9432.77.4.550

– دراسة البروفيسورة ثيودورا سيروتا
https://www.sciencedirect.com/science/article/abs/pii/S0883941708001611

– دراسة البروفيسور دانيال بوتر
https://onlinelibrary.wiley.com/doi/abs/10.1111/j.1741-3737.2012.00966.x

– دراسة معهد القيم الأمريكية
https://books.google.se/books/about/My_Daddy_s_Name_is_Donor.html?id=fj9EYgEACAAJ&redir_esc=y

انتهى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here