هطول أمطار استثنائية على الوسط والجنوب تفوق الطاقة الاستيعابية

بغداد/ نبأ مشرق

شهدت مناطق وسط وجنوبي العراق خلال الساعات الماضية هطول كميات كبيرة من الأمطار، تبشر بموسم رطب بخلاف ما كان عليه العامين السابقين اللذين شهدا جفافاً كبيراً أثر على الخزين المائي.

ويؤكد مسؤولون أن الكميات التي هطلت فاقت الطاقة الاستيعابية في بغداد، لكنهم أشاروا إلى أن الملاكات الفنية تعاملت معها بنحو سريع وتمكنت من تجفيف الشوارع الرئيسة خلال وقت قياسي، وتحدثوا عن إمكانية الاستفادة منها في حل المشكلات الزراعية وتأمين جزء من احتياجات الأهوار.

وذكر مدير إعلام هيئة الانواء الجوية عامر الجابري، في تصريح إلى (المدى)، أن «قسم التنبؤ التابع إلى الهيئة سبق أن أشار إلى إمكانية هطول أمطار استباقية وهو ما حصل فعلاً في المناطق الشمالية وانتقل خلال اليومين الماضيين إلى الجنوب والوسط».

وأضاف الجابري، ان «التوقعات تشير إلى استمرار موجات الأمطار»، مؤكداً أن «مجرد تسجيلنا موجات مطرية تفوق الـ 10 ملم، تعد غزيرة لكن بغداد سجلت 30.9 ملم، والكوت كانت 43.5 ملم».

ولفت، إلى أن «جميع المراقبين يرون أن هذه الكميات تفيد بأننا أمام سنة مطرية تختلف عن الموسمين السابقين».

إلى ذلك، قال الراصد الجوي صادق عطية، إن «العراق تعرض إلى حالة جوية خريفية اثرت على مناطق عديدة من مناطق الوسط والجنوب».

وتابع عطية، أن «ذلك أدى إلى تعرض تلك المناطق بداية من مساء الجمعة حتى صباح السبت إلى حالة جوية ممطرة».

وأشار، إلى أن «هذه الحالة تركزت الجمعة في المناطق الجنوبية وثم انتقلت إلى الوسط عند ساعات الليل وصولاً إلى صباح السبت، وشملت بغداد وديالى وصولاً إلى جنوب صلاح الدين».

وبين عطية، ان «الكمية الأمطار الرعدية التي هطلت على العاصمة بغداد سجلت أمس 31 ملم، أما في البصرة فقد كانت 20 ملم».

وشدد، على أن «هذه الكمية خلال الساعات التي سقطت فيها كانت كافية لطفح أغلب شوارع العاصمة بغداد، إضافة إلى المناطق الجنوبية».

وأورد عطية، أن «حصة مناطق غربي وشمالي البلاد كانت قليلة، ولم تشملها الحالة الجوية الممطرة كما حصلت في باقي المناطق».

ويواصل، أن «موسم الامطار عادة يبدأ مع مطلع شهر تشرين الثاني، وينتهي في منصف شهر أيار أو أواخر أيامه»، موضحاً أن «موسم الشتاء يختلف فهو يبدأ في الأول من كانون الأول، حتى الأول من شهر آذار، وهو موسم البرودة».

ولفت عطية، إلى أن «الحالات الجوية الخريفية متقبلة، والأمطار تكون فيها غزيرة في الكثير من الأحيان بسبب نوع السحب المتكونة، وهي (ركامية حملية شائطة) يصل ارتفاعها إلى مستويات عالية تصل إلى 12 كم وتلامس طبقة الغلاف الجوي».

وتحدث، عن «عدم إمكانية تقديم العذر إلى المسؤولين عن الملف الخدمي، إذ هناك قصور واضح في هذا المجال».

لكنه عاد ليؤكد، أن «كمية 30 ملم إن هطلت على منطقة معينة، بالتأكيد ستترك بعض الاثار، مع ضرورة ألا تستمر حالات الغرق لمدة طويلة لأن ذلك يعني وجود القصور».

إلى ذلك، أفاد مدير إعلام أمانة بغداد محمد الربيعي، في حديث تلفزيوني تابعته (المدى)، أن «كميات الأمطار خلال اليومين الماضين وصلت إلى 31 ملم، وقدرتنا هي 22 ملم».

وتابع الربيعي، أن «واحدة من المعرقلات التي واجهتنا إضافة إلى كميات الأمطار، هو انطفاء الكهرباء المركزية لمدة ساعتين، عند الـ 5:20 دقيقة صباحاً».

ولفت، إلى أن «هذا أدى إلى توقف محطات الضخ الحاكمة، لكن هذا البديل هو اللجوء إلى المولد الكهربائي الذي عمل بكامل طاقته بإشراف غرفة العمليات، وخفف الحمل عن بغداد، بنحو تمكنا من خلاله تصفير جميع الشوارع الرئيسة في الساعة 12 ظهراً».

وأقر الربيعي، بـ «وجود بعض التلكؤ وإهمال بعض المؤسسات مثل جزء من بلديات المنصور والغدير وبغداد الجديدة والدورة، وقد تم تشخيص ذلك من قبل أمين بغداد».

ونوه، إلى أن «بعض مواقع التواصل الاجتماعي قد تداولت مقاطع تظهر شوارع في بغداد تحت الغرق، لكن الحقيقة أن هذه المقاطع تعود إلى عام 2013، ولا يوجد غرق حالي في تلك الشوارع».

ومضى الربيعي، الى أن «الجهود مستمرة بالطاقة القصوى، لأن المشاريع المفتوحة في أطراف بغداد وضمن حدود الأمانة تحتاج إلى عمل مستمر، وستكون هذه المشاريع خالية من المياه خلال يومين على أكثر تقدير، مع جهود داعمة من قبل المحافظة تشمل المناطق الزراعية التي تخلو من الصرف الصحي».

من جانبه، ذكر وزير الموارد المائية عون ذياب في بيان تلقته (المدى)، أن «كميات الأمطار التي سقطت ستؤمن جزءاً من احتياجات مناطق الأهوار».

وأضاف ذياب، ان «الامطار التي كان أعلاها 67 ملم في موقع سدة الكوت سيكون لها تأثير إيجابي في تخفيف حدة التنافس على المياه خصوصا للأراضي الزراعية».

وأشار، إلى أن “الوزارة ستكون لديها الفرصة لمعالجة شحة المياه في المناطق الجنوبية”، منوهاً إلى “الايعاز الى دوائر الوزارة كافة لغرض التعاون مع دوائر البلديات في المحافظات كافة لفك الاختناقات الحاصلة نتيجة الأمطار”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here