رؤية لم يتبناها ويسترشد بها قبلك … أحد؟!

أ. د. جواد كاظم لفته الكعبي

حسب بيان المكتب الإعلامي لوزارة النفط في 6 تشرين الثاني 2022، قال نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة وزير النفط الجديد حيان عبد الغني، خلال زيارته لشركة غاز البصرة: “.. نحن نثمن جهود العاملين في الشركة في دعم المجتمع المحلي من خلال تنفيذ مشاريع بناء المدارس ومشاريع خدمية أخرى لها علاقة بالمحتوى المحلي، ونأمل أن تستمر هذه الجهود والانجازات..”:
1) لم يسبق لأحد من مسؤولي سلطاتنا النفطية الاتحادية، أن أقر أو اعترف أو حقق شيئا له صلة بمفهوم (المحتوى المحلي) في مناطق استخراج النفط والغاز، وهو انقلاب نوعي وكبير في الرؤية الإستراتيجية لإدارة مواردنا الوطنية، إذا ما كان فهم صاحبه يتطابق مع ما كتبته عن هذا المفهوم وتجاربه العالمية وكيفية تحقيقه في عاصمة العراق النفطية البصرة في كتابي “رؤى جديدة لإدارة صناعة استخراج النفط في العراق..” الصادر هذا العام (ص15-55)!

2) على ما أظن، يُفرق الوزير في رؤيته الجديدة بين مفهوم (المجتمع المحلي)، وتعني في هذا السياق اقتطاع جزء من القيمة المضافة المُنتجة في قطاع النفط والغاز وتوطينها في مناطق إنتاجها من خلال الخدمات التي تقدمها شركات الاستخراج للمجتمعات المحلية والتي ذكرها الوزير، وبين مفهوم (المحتوى المحلي)، وتعني مساهمات السكان وفعاليات الأعمال المحلية (ولا بأس أيضا بالوطنية) في إنتاج القيمة المضافة نفسها في هذا القطاع!

3) يمكن لمسارات العمل أدناه أن تحقق أمل الوزير باستمرار جهود بناء (المحتوى المحلي) في إدارته للقطاع النفطي بجميع مناطقه، ومنها البصرة طبعا:
تشغيل العمالة المحلية، وضمان عدالة أجورها مقارنة بالعمالة الأجنبية!
جذب فعاليات الأعمال المحلية للنشاط الاستثماري والتكنولوجي والتنظيمي في القطاع!
إقامة شراكة علمية طويلة المدى مع جامعة البصرة للنفط والغاز!
… ربما يوحي اسم الوزير بدلالة (حياة الغنى)، متمنيا له النجاح والتوفيق في تجسيدها … محليا!
………………………………….
د. جواد الكعبي، 13 تشرين الثاني 2022
[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here