ثورة الشعوب الإيرانية ضد الظلم و الدكتانورية التعسفية

بقلم: البروفسور الدكتور سامي آل سيد عگلة الموسوي

هناك سؤال مُلِح يطرح نفسه دوماً الا وهو هل ان ما يقوم وقام به النظام الخميني الإيراني يتماشى ولو بشكل سطحي مع ادعاء هذا النظام بأنه إسلامي؟ وحتى لوسلمنا بان هذا الادعاء مقبول فهل ان هذا النظام عادل ام ظالم وهل خدم الإسلام والمسلمين والإنسانية جمعاء ام ان ذلك على النقيض تماما؟

الدلائل تشير بما لايقبل الشك بأن المستفيد الوحيد من نظام خميني منذ نشأته الأولى عام ١٩٧٩ هي الصهيونية وإسرائيل واعداء الإسلام والمسلمين. وان هذا النظام ليس فقط اساء للاسلام واهل البيت الذين يتؤكأ عليهم ولكنه نظام ظالم لم يقع ظلمه على الشعوب الإيرانية التي أصبحت ترفضه وترفض ظلمه ولكنه ظلم اقرب المقربين له من مراجع الدين الشيعة انفسهم الذين ساندوه ووقفوا معه باديء ذي بدأ. بل واساء خميني الى شريعة مداري الذي انقذه من حبل المشنقة عندما منحه لقب (اية الله) عندما اردا الشاه ان يبطش به فنفاه بدلا عن ذلك. فعند عودته لطهران عام ١٩٧٩ رد الجميل لذلك الشريعة مداري بفرض الإقامة الجبرية عليه حتى مات ثم منع إقامة الجنازة عليه. والعجيب ان خميني يسيء الى جميع من وقف معه وآزره بما في ذلك العراق عندما قدمت له الحكومة العراقية في زمن الراحلين احمد حسن البكر وصدام حسين (رحمهما الله) كافة الوسائل والأموال والحماية على مدى ١٤ سنة وما ان رجع الى طهران حتى كافأ الشعب العراقي الذي آواه وكرمه أيما مكافأة! ومنذ ذلك الحين بدأ مسلسل تدمير العراق واراقة دماء أبنائه وتسليط الفاسدين على رقابهم وإشاعة الظلم والتفرقة وتهديم ركائز البلد بما في ذلك الاجتماعية بشكل متواتر خاصة بعد الاحتلال الصهيوني الفارسي الأمريكي البريطاني البغيض عام ٢٠٠٣. وقد سار خامنئي وبطانته على نهج سيدهم خميني بل واسوأ من ذلك وتلطخت أيديهم بدماء الشعب العراقي بل والسوري واليمني واللبناني وباقي الشعوب ومنها الشعوب الايرانية لاسيما شعب عرب الاحواز الأصيل المجاهد. وقد انتهك هذا النظام سيادة وحرمة تلك البلدان العربية وغيرها وجعل من الشعوب الإيرانية تعيش في فقر مقفع وظلم كبير مما جعلها تثور عليه ثورات متعددة كان اخرها الثورة الحالية التي لابد ان تطيح به فكلما ازداد الظلم كبر حجم الانفجار الشعبي. اذ ان النظام بدلا من ان يرى ما يريده شعبه من حقوق ومطالبات مشروعة اخذ ينعته بالغوغاء ويكيل اللوم على اسياده الذين سكتوا على ظلمه ومنهم الصهيونية الامريكية التي يسميها هو الشيطان الأكبر بينما هي له السند الأكبر الذي منحه العراق على طبق من ذهب. فلا يستطيع هذا النظام ان يبعث بذبابة او بعوضة واحدة باتجاه العراق لو كان صدام حسين (رحمه الله) موجودا لانه سيرد عليه الذبابة ب (دراكولا) والطائرة المسيرة ب (راجمات من الصواريخ مصنوعة من نار الجحيم) ومن ورائها شعب يقول لهم (دكي يالراجمة خلي تضوي السما). واليوم بعد اسقاط أمريكا والصهيونية للنظام العراقي فقد اشتركت اهداف هؤلاء مع اهداف النظام الدكتاتوري الإيراني لكي تتمدد الإمبراطورية الفارسية بحيث يقوم واحد من قادة الباسيج المقربين من خامنئي حيث يقول ان سوريا هي المحافظة ٣٥ من ايران وهذا تصريح خطير لان ايران فيها ٣١ محافظة وهو بذلك يعني ان المحافظات الثلاث الأخرى هي العراق ولبنان والبحرين ناهيك عن اليمن. هذا المشروع القائم على تمزيق العرب والدول العربية بهذا الشكل لايخدم الا المشروع الصهيوني الإسرائيلي وهو ضد حتى مصلحة الشعوب الإيرانية المقهورة والتي سوف تبقى ثائرة ولابد ان تنتصر في النهاية ولابد للظالمين من ان تحاسبهم شعوبهم قبل غيرها ولحساب الله امر واشد واقوى وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة دوما للمظلومين.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here