العالم مدعو للوقوف في الجانب الصحيح من التاريخ

محمد حسين المياحي

منذ قيام نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ومن خلال إتباع نهجه المثير للجدل والقائم على تصدير التطرف والارهاب، فإن هناك ثمة حقيقة مهمة جدا لابد للعالم من معرفتها والتمعن فيها بدقة وروية، وهي إن هذا النظام المعادي لشعبه الذي تجرع منه کل أنواع المرارة والظلم والحرمان، کان أيضا سببا وعاملا مهما في الاضرار بأمن وإستقرار شعوب المنطقة والعالم ولسنا نذيع سرا إذا ماقلنا بأن عدد الدول التي تشکو من هذا النظام ومن مايسببه من مشاکل وأزمات لها من جراء تدخلاته أو الدور الذي يقوم به في تزايد مستمر، ولذلك فإن التصور بأن التغيير السياسي الجذري في إيران، ومع کونه مطلبا أساسيا وملحا للشعب الايراني، لکن ذلك لايعني أبدا بأن العالم غير معني به بل وحتى يمکن القول بأن تغيير هذا النظام صار مطلبا عالميا.
المواقف السلبية وغير المجدية بالمرة التي وقفها المجتمع الدولي من إنتفاضات الشعب الايراني بوجه النظام خلال الاعوام السابقة والتي لو دققنا فيها إنها بقدر ماکانت مضرة بحق الشعب الايراني فإنها کانت لها أيضا تأثيرات سلبية على المنطقة والعالم، ويبدو إن الحقيقة التي طفقت تفرض نفسها هي إن العالم لايمکنه أبدا إخفاء فرحته وترحيبه بسقوط النظام الحاکم في إيران وحدوث تغيير جذري حقيقي في إيران.
ماقد دعت إليه زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي، من خلال کلمتها التي وجهتها الى مؤتمر عقده اعضاء في مجلسي النواب والشيوخ الايرلنديين في دبلن للاعتراف بحق الشعب الإيراني في الدفاع عن نفسه ونضاله من أجل إسقاط النظام بما في ذلك نضال شباب الانتفاضة ضد قوات الحرس، حيث “حثت المجتمع الدولي على الوقوف في الجانب الصحيح من التاريخ ومساندة الشعب الايراني الذي يعلم بانه لن ينال الحرية على طبق من ذهب.”، يمکن إعتباره دعوة لها ضرورتها الملحة ولاسيما بعد أن أثبتت الاحداث والتطورات الجارية على صعيد المنطقة والعالم، من إن هذا النظام يشکل خطرا وتهديدا وتحديا يحدق بالسلام والامن والاستقرار ومن الخطأ الاستمرار في تجاهله وعدم التصدي له، والذي يجب ملاحظته وأخذه بنظر الاهمية والاعتبار هو إن السيدة رجوي قد حددت خارطة طريق بخصوص الدور الذي من الممکن على العالم أن يقوم به دعما وتإييدا لإنتفاضة الشعب الايراني حين طالبت في کلمتها  باغلاق “سفارات نظام الملالي التي تعمل على قمع وقتل أبناء الشعب الإيراني، طرد عملاء وعناصر مخابرات الملالي من الاراضي الاوروبية، وإدراج وزارة المخابرات وقوات الحرس في قوائم الإرهاب الخاصة بالاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.”، وقطعا فإن الوقت الحالي هو مناسب بحق لکي يقوم العالم بإتخاذ هکذا موقف من النظام الايراني بما يعجل في تهيأة الظروف والعوامل الملائمة لمساعدة الشعب الايراني على إجراء عملية التغيير الجذرية في بلاده.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here