الأهوار تنتظر رحمة الأمطار لمنع رفعها من لائحة التراث العالمي

سيف الحر

منذ 3 أعوام يعاني العراق من أزمة مياه جراء خفض حصصه المائية من دول المنبع المتمثلة بالجارتين ايران وتركيا من خلال انشاء السدود وتغير مسار بعض الانهر الفرعية، الامر الذي ادى الى تقليص الخطة الزراعية في العراق الى 50% خلال عام 2021 ومنع زراعة محصول الشلب خلال العام الحالي.

ولم يفض الامر الى هذا الحد انما وصل الى تهديد حقيقي يتمثل برفع الاهوار العراقية من لائحة التراث العالمي لما تعانيه من نقص في المياه وجفاف مساحات واسعة منها في محافظتي ذي قار وميسان، إلا أن الامطار الأخيرة خالفت جميع التوقعات التي كانت تشير الى ان العام الحالي جاف وغير ممطر.

وتبقى موجة الامطار والتي قد تنتج عنها سيول في بعض المحافظات حلا طبيعيا لإنهاء جزء من الأزمة التي يعاني منها العراق. وأكدت مديرية بيئة محافظة ذي قار في وقت سابق، تحركها لإعلان الأهوار (مناطق منكوبة) بسبب مشكلة الجفاف، فيما حذرت من مغبة حدوث كارثة بيئية نتيجة انخفاض مناسيب المياه.

وقال مدير بيئة ذي قار كريم هادي محمد، إن “مساحات كبيرة في مناطق الأهوار تعرضت للجفاف نتيجة انخفاض مناسيب المياه في نهري دجلة والفرات اللذان يعتبران مصدراً رئيساً لتغذية مناطق الاهوار ما أثر بشكل كبير على الواقع الاقتصادي والاجتماعي لسكان مناطق الأهوار”. وصنف العراق عالميا كاحد الدول الـ 5 الأكثر تأثرا بالتغيرات المناخية حيث انخفض الخزين المائي بنسبة لم يشهدها السجل التاريخي للعراق خلال الفترة الماضية حيث وصل معدل الخزين المائي بحدود 12 بالمئة من معدل الخزين العام، وفقا لاحصائية وزارة الموارد المائية. وفي هذا الصدد، اعتبر الخبير والباحث المائي جمعة الدراجي، ان “مياه الامطار وفي حال إحداثها سيولاً لن تذهب هدراً بل ستجري وفق مجاريها الطبيعية من خلال تفرعات نهر دجلة ما بعد سدة الكوت”. وقال الدراجي في حديث خاص لـ( المدى)، إن “الكميات الكبيرة من مياه الامطار في حال لو تحققت فانها ستشكل فائدة كبيرة للمزارعين، في حين ان الفائض منها سيذهب إلى الأهوار، لكن لحد الآن لم نصل إلى درجة انسيابية من المياه، ولم تحدث لدينا سيول أودية أو جريان أنهار”.

وأضاف، أن “نسبة إغمار الأهوار قليلة جدا حاليا ووصلت تقريبا إلى 7 بالمئة ولذلك فكميات الأمطار المتساقطة كافية لغمر الـ93 بالمئة المتبقية من الأهوار”. من جانبه، أكد رئيس الجمعيات الفلاحية في العراق حسن التميمي، ان “سقوط الامطار بهذه الكميات يؤشر زيادة في المناسيب ما سيسهم بانعاش الاهوار وايضا يساهم بانعاش الزراعة خصوصا ان موسم الزراعة للحنطة والشعير بدأ في المحافظات الجنوبية”. وقال التميمي في حديث خاص لـ(المدى)، إن “وفرة الامطار ستسهم ايضا بزيادة خزين المياه في الثرثار وغيرها من السدود وهناك معلومات عن زيادة كبيرة للمياه في حوض سدة الكوت”، مستدركا “نامل ان هذه الامطار تأتي بفائدة واعادة النظر بالخطة الزراعية وزيادتها لان كل التقارير تشير الى ان العراق مقبل على شتاء ممطر”.

إلى ذلك، أشار رئيس زراعة واسط اركان الشمري إلى، ان “نظام الري بالعراق أسسه الانكليز بعد دراسة جغرافية الارض العراقية وعليه وفقا للحقيقة العلمية فمن غير الممكن انشاء سد بعد سدة الكوت”.

وقال الشمري في حديث خاص لـ(المدى)، إن “الاراضي منبسطة ولا يمكن انشاء سد لخزن المياه وهذا صعب في المناطق الجنوبية كون ان مركز السهل الرسوبي يبدأ من واسط وينتهي في المحافظات الجنوبية وبالتالي اي سد يؤدي الى تدهور جميع الترب الجنوبية بشكل اكثر من التدهور الحالي بسبب ارتفاع المياه الجوفية والاملاح وعليه ليس من الصحيح انشاء سدود في تلك المناطق”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here