مونديال قطر هل سيقلب الموازيين ؟

زهير دعيم

أمس الثُّلاثاء تغلّب المنتخب السّعوديّ على ميسي وفريقه العريق الارجنتين بهدفينِ لهدف فقلنا مفاجأة الموسم .
واليوم الأربعاء تغلّب المنتخب الآسيوي الآخر اليابان على المنتخب الألماني والأكثر عراقة والفائز أربع مرّات بكأس العالم من 20 مونديال؛ فاز بهدفين ايضًا لهدف فنقول : وأنا من مشجعي المنتخب الألماني الغيورين والقدامى – نقول مفاجأة المواسم .
أتُراها فعلًا مفاجآت أم أنّها نهج جديد سيطغى على مونديال قطر فيقلب الموازيين ؟
من يدري ؟!! فمن خلال متابعتي للمباريات العالمية في كرة القدم – وأنا اتابعها منذ أكثر من خمسة عقود – ظهر لي في هذه الأيام أنّ الفروق امّحت وأنّه لم تعد هناك منتخبات قويّة وأخرى ضعيفة او متوسطة ، ولم تعد هناك نتائج مفهومة ضمنًا ، فقد تغيّر الحال وتبدّلَ المُحال الى لا مُحال ، بل الى واقع جديد وملموس ، فما عادت أوروبا مسيطرة وما عادت أمريكا الجنوبية مُهيمنة ، بل انفتحت الأبواب أمام الجميع وباتت الفُرَص مهيّئة أمام كلّ المنتخبات أو أكثرها .
تنصبّ العيون وانصبّت وستنصبُّ اليوم وبالأمس على ميسي ورونالدو ونيمار وبيل ونوير وغيرهم ، ومن يدري فقد يخبو نور هؤلاء اللاعبين المشهورين أمام نور ساطع لنجم أو نجوم صغار جُدد ، عزموا على تثبيت أقدامهم بصلابة على ارضيّة الملاعب الخضراء ، فأضحوا أو سيضحون خلفاء للعمالقة ، تهيم بهم نفوس عُشّاق كرة القدم ؛ هذه الكرة التي تستحوذ على عقول مئات الملايين من البشر في العالم حتى انّها ألّهت أو كادت بعض النجوم المبدعين!!!
نعم … من يدري قد يسطع من ملاعب قطر الثمانية لاعبون جدد يملكون الموهبة والمثابرة واللمسة الفنيّة والرؤيا البعيدة ، فيخلفون العمالقة الكبار في القيمة والعمر ، غير ناسين أن السنوات مع الأيام تعمل على فتور الأداء وضعف الهمم وتحجيم الموهبة ، فرونالدو اليوم ليس رونالدو قبل عشر من السّنين وكذا ميسي ونيمار وبيل ونوير و…
كلّي أمل أن يفوز المنتخب الألماني بالكأس للمرّة الخامسة ، ولكن من يدري فقد تحدث مفاجأة – إن صحّ تسميتها هكذا – فتفوز صربيا أو بلجيكا أو حتى السعودية أو اليابان ، فكلّ الاحتمالات باتت مفتوحة ومتوقّعة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here