الكاتب الناجح

الكاتب الناجح، نعيم الهاشمي الخفاجي

‏كيف يكون الكاتب ناجح، عندما يكتب بواقعية ويتجرد من معضلة التحزب و الأنانية والتعصب القومي والمذهبي، لكن هذا لايعني الصمت أمام جرائم القوى التكفيرية في اسم الاعتدال، بل الاعتدال الحقيقي عندما يقف الجميع ضد التعصب والتطرف، الكاتب الناجح واجبه طرح أفكار وليس فرضها مثل مقولة إن لم يكن معي فهو ضدي، عندما يطرح فكرة أو أفكار حول الإصلاح فهو ينتقد ليس الغاية النيل من الآخرين بسبب أحقاد تخفيها النفس ، الكاتب الناجح من يستطيع كسب ود الاخر الذي يختلف معه ولديه مبدأ الاستماع للطرف الآخر ويوجد عن حلول في أماكن الاختلاف في الرؤية، بعض الأصدقاء من المتحزبين دائما يتكلمون معي انت ليش ماتنتقد وتشتم فلان، أقول إلى هذا الأخ هل الله عز وجل خلقنا ليشتم بعضنا البعض الآخر أما خلقنا الله عز وجل لنعمل إلى دار اقامتنا الحقيقة والأبدية.

هناك صفات يتمتع بها الكاتب الناجح وهي الإلمام في الثقافة، والثقافة تعني أنك لديك معرفة عن كل شيء بالمجتمع الذي أنت تعيش به أو معرفة ثقافات الشعوب الاخرى، الكاتب الناجح لدية قراءات في الآداب، والفنون، والعلوم، والتاريخ، والفلسفة ومتابعة مايكتبه الساسة في مذاكراتهم، الكاتب الناجح لديه معرفة واطلاع على الوثائق التاريخية التي تخصص قادة وساسة، لديه مصادر تاريخية وعندما يذكر حادثة عليه أن يكون متأكد وواثق من صحة كلامه، والتعرف على الديانات والعقائد، ونشوء المدارس المذهبية، يمتاز الكاتب الناجح انه يقرأ ومستمع جيد للحوارات في المحطات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي، لذلك الكاتب الجيد هو قارئ جيد..

الكاتب الجيد يحتاج قراءة ومثابرة لعقود من الزمن وليس فترة شهر شهرين وأصبح محلل سياسي، لذلك الكتاب الجيد لايمكن أن يصبح كاتب جيد بين عشية وضحاها ، يقول الفيلسوف فريدريك نيتشه ، الكتاب الجيدون (يفضلون أن يُفهموا على أن يُعجبوا).

انا شخصيا درست وقرأت أكثر من ثلاثين بعدها بدأت اكتب بالصحف، تعرضت لهجمات من كل الجهات ورحم الله الاستاذ الكاتب اليساري عبدالإخوة التميمي كتب مقال اشاد بي بصحيفة صوت العراق قال لي ساعدك الله تكتب وتدافع والسهام موجهة ضدك من كل الجهات، الحمد لله صمدنا ولازلنا نكتب وثبت صحة وصدق اقوالنا، والكثير من الذين وقفوا ضدنا هم الآن أصدقاء محترمين حيث أن الروابط التي تجمعنا أكثر بكثير من الامور التي تفرقنا.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

24/11/2022

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here