محمد عيسى
كرّمت مؤسسة “روانكه”، ستة وثلاثين شاباً وشابة عراقيين، في حفل أقيم لأجل توزيع “جوائز روانكه” للعام 2022، في مدينة أربيل بإقليم كوردستان.
واحتضنت قاعة “سعد عبد الله”،الجمعة (25 تشرين الثاني 2022)، حفل تكريم ختامي، يعد الأضخم في العراق، لتكريم 36 مرشحاً من الشباب العراقي الواعد ضمن عشر مجالات مختلفة.
بدأت فعاليات الحفل التكريمي بحضور نجل رئيس إقليم كوردستان، إدريس نيجيرفان بارزاني، وهو الراعي الرسمي والمؤسس لمنظمة “روانكه” غير الحكومية التي تهتم بالتنمية والشباب، إلى جانب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى العراق جينين بلاسخارت، إضافة إلى شخصيات دينية واجتماعية ودبلوماسية.
إدريس نيجيرفان بارزاني وجينين بلاسخارت
نارين سلام، مسؤولة فريق التواصل بمؤسسة روانكه تحدثت لشبكة رووداو الإعلامية التي تعد بدورها الشريك الإعلامي للحفل، عن الهدف الأساسي من المشروع، قائلة إن “الشباب العراقي من مختلف المحافظات قدّموا منذ الإعلان عن المشروع 863 منتجاً، ثم فرّزت الأعمال من قبل لجان التحكيم المختصة، حتى تأهل للجولة النهائية 36 شاباً وشاباً، حيث تمّ دعمهم ضمن 10 مجالات فنية وأدبية وعلمية”.
شارك في المشروع المعلن عنه في السابع من آذار الماضي، 566 شاباً و297 شابة من محافظات إقليم كوردستان والمحافظات الأخرى، منها العاصمة بغداد وميسان والموصل والبصرة.
هذه النسخة من المشروع، شملت المجالات “ريادة الأعمال والشعر العربي والكوردي، الرسم والبرمجة، القصة القصيرة العربية والكوردية والعزف المنفرد والابتكار العملي والتصوير الفوتوغرافي وفن إعادة التدوير والقلم القصير”، حيث تم الإعلان اليوم عن الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى في كل مجال منهم.
الفائز بالمركز الأول في الشعر العربي، هو جواد محمد من ناحية التل بقضاء الحضر في نينوى، حالفه الحظّ في تجربته الثانية واستطاع كسب الرهان بعملٍ حمل عنوان “حوارية لثوار تشرين”.
وذكر محمد، الذي حمل الجائزة من يد القنصل الإماراتي في أربيل، لشبكة رووداو الإعلامية أن “هذه ليست التجربة الأولى للمشاركة في مسابقة روانكه، إنما الثانية لعدم توفّقه في النص ضمن أول تجربة”.
وأشار إلى أن قصيدته “تحاكي واقع العراق اليوم، المتمثل بدور الأب الذي حمله أبناؤه من الثوار على أكتافهم للوصول به إلى برّ الأمان”.
جدير بالذكر أن الفائز بالمركز الأول يكرّم بـ2000 دولار أميركي إضافة لجائزة المشروع المتمثلة بدرعِ تقليدي، أما الفائز الثاني فيحصل على 1500 دولار أميركي، بينما الفائز الثالث يحصل على 1000 دولار.
من جانبه، أعرب عضو لجنة التحكيم في مجال “الابتكار العلمي” بمشروع روانكه، محمد العزاوي لشبكة رووداو الإعلامية، عن مدى فخره بالشباب الذين وصلوا إلى المرحلة النهائية من النتائج، مؤكداً بأن “الشباب العراقي بحاجة لمنصات ترعى وتدعم الأفكار للمستقبل لأن قادة المستقبل هم الشباب”.
ولفت إلى أن فكرة مشروع روانكه، “مثّلت شرارة انطلاق لأنها تشجع الشباب بشكل كبير على الابتكار والإبداع واستخدام التكنولوجيا بصورة صحيحة”.
ومن محافظة ميسان، فاز الشاب مقتدى كاظم بالمركز الأول في مجال التصوير الفوتوغرافي بصورة تظهر “فن العمارة الإسلامية”، والذي أثنى بدوره على جهود إقليم كوردستان في العثور على المواهب العراقية ودعمها بشكل مميز.
وأوضح كاظم الهدف من الصورة، بالقول “هدفنا الإرتقاء بفن العمارة الإسلامي وتسليط الضوء عليه، والذي يتواجد بكثرة داخل العراق من خلال العتبات المقدسة والأماكن التراثية”.
وأعرب عن شكره لـ”الجهود الكبيرة المبذولة من قبل مؤسسة روانكه وإقليم كوردستان”.
ولم يخلو الحفل من الطرب، حيث كرّم الفنان الكورديان الشهيران نازدار وعمار الكوفي، الفائزين بمجال العزف المنفرد، وأبهجا الجمهور باختتام الحفل بأصواتهما المحبّبة إلى الآذان والمقرّبة إلى القلوب، بكلّ من اللغتين الكوردية والعربية.
الفنانان الكورديان نازدار وعمار الكوفي
يشار إلى أن مشروع “جوائز روانكه”، بدأ رسمياً في عام 2014، حيث كانت تنظّم المراسم في مدن أربيل والسليمانية ودهوك، لكنه وسّع من نطاقه ليشمل عموم العراق في عام 2021، إذ أقيمت العام الماضي في المسرح الوطني بالعاصمة بغداد.
وحتى الآن، كُرّم 71 شاباً وشابة كفائزين بالمرتبة الأولى في المشروع خلال الثماني سنوات السابقة، وأضيف عليهم اليوم 12 آخرين، وفقاً لإحصاءات مؤسسة روانكه الرسمية.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط