بيضتنا والدجاجة!!

هل البيضة من الدجاجة أم الدجاجة من البيضة , ذلك ما يُعرف بالجدل البيزنطي , أو التفاعل البيزنطي , ويبدو أنه قد إستشرى في واقعنا المثخن بالجراح , فالطعنات تسدد من كل الجهات.
نقاش عقيم , ينجم عنه تداعيات ذات مآل وخيم , فيتفرق الناس ويتقاتلون ويمحق بعضهم بعضا , وتطور الأمر فأصبح له فقهاء يفتون بما لا يعرفون , ولكل منهم ما يرى من التصورات القاصرات , والناس تتبع وتخنع وتطيع , ولا تتدبر وتتفكر وتتعقل.
وإرادة بيزنطة فاعلة فينا , فأدباؤنا وشعراؤنا وكتابنا ومفكرونا وعلماؤنا وفلاسفتنا ومثقفونا , وغيرهم وأمثالهم وما يسمون أنفسهم نخبا , غرقى في مستنقعات بيزنطة , وكل منهم يغني على ليلاه , وقد قتل ألف ليلى وليلى مع ليلاه , ولا يدري بأنه مذهول وبالبهتان مسطول.
وبعض المجتمعات هيمن عليها فقهاء بيزنطة الأجلاء , بأشكالهم وعناوينهم وما يعرفون به , وما يضفى عليهم من آيات التهويل والتبجيل , حتى صار الواحد منهم سيد الأحوال ومدبر أمور الأجيال.
وما أكثر ما يطرحونه ويتنابزون حوله , ويتشاكسون , ويحللون سفك الدماء , وزج المساكين في أتون سقر , التي يعدونها ليتكسبوا منها , ويزدادوا قوة على التحكم بمصير الناس.
عقل بيزنطة وفكرها ومنطقها يتحكم بوجودنا , شئنا أم أبينا , ولن نصل إلى نتيجة بموجب هذا الإندفاع نحو مطاردة اللاشيئ , ومحاولة الإمساك بخيط دخان.
إنها مأساة فاعلة في واقع منكوب بأهله , الذين عطلوا عقولهم , وأذعنوا للفاعلين بهم والقائلين بإستعبادهم , وتسخيرهم لأغراضهم الدونية التي تمليها عليهم أمّارة السوء التي فيهم.
وتلك حكاية أجيال تدعس أجيالا , وأهوال تجلب أهوالا , وأفراد من مجتمعاتها تتساقط في مهاوي الخيانة والعمالة , وتأمين حاجات الطامع فيهم , وهي راضية مرضية , وقانعة بما تجنيه من فعل السوء , لأن الويلات أفرغتها من كل أرب , وفي هذا للحرّاقين عز الطلب!!
د-صادق السامرائي
17\8\2021

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here