اليونسكو: إكمال إعمار جامع النوري ومنارته الحدباء نهاية العام المقبل

ترجمة: حامد أحمد

اكدت منظمة اليونسكو ان الاعمال الجارية لإعادة اعمار الصرح التاريخي، جامع النوري، ومنارته الحدباء بالإضافة الى كنيسة الطاهرة وكنيسة الساعة الاثريتان في الموصل والتي انطلقت تحت شعار، إحياء روح الموصل، في العام 2018 بإشراف الأمم المتحدة، ستكتمل بحلول نهاية العام 2023 .

وقال باولو فونتاني، مدير مكتب اليونسكو في العراق ان مبادرة، احياء روح الموصل، التي تشتمل على إعادة اعمار جامع النوري والمنارة الحدباء وكنيسة الساعة وكنيسة الطاهرة والتي انطلقت عام 2018 وتعرقلت لفترة بسبب جائحة وباء كورونا كوفيد – 19، تمضي الان قدما نحو مراحلها النهائية.

وأشار، إلى أن مراحل إعادة الاعمار وصلت لنسب متباينة بين موقع وآخر اعتمادا على حجم الدمار وانه يعتقد ان تكتمل إعادة اعمار كل هذه المواقع بحلول نهاية عام 2023 .

وقال فونتاني ان المنارة الحدباء ستستغرق عدة أشهر قادمة، وأضاف بقوله “نقوم بالبناء باستخدام نفس التقنيات ونفس المواد، مستخدمين طرق في إعادة الاعمار التي ستحافظ على القيمة التراثية لما نقوم بفعله.”

وتقول منظمة اليونسكو ان مبادرة إعادة احياء الموصل هي استجابة لإحياء وإعادة أحد ايقونات مدن العراق.

وكانت مدينة الموصل قد عانت مرحلة احتلال دامت ثلاث سنوات تحت سيطرة تنظيم داعش الإرهابي انتهت بتدمير 80% من احياء المدينة القديمة.

وتقول المنظمة ان تراث المدينة القديمة يعكس تداخل وتبادل قيم الصبر والتعايش على مدى عدة قرون.

ويؤكد الباحث والمدون التاريخي العراقي عمر محمد مؤسس موقع عين الموصل الذي اعتاد ان يوثق أفعال مسلحي تنظيم داعش اثناء احتلالهم للموصل وينشرها للعالم الخارجي بان الموصل تمثل مدينة التعايش لمختلف الأديان والاعراق من مسلمين ومسيحيين وايزيديين وهي مدينة معروفة بتنوعها الفريد.

منظمة اليونسكو، التي تؤكد بان الموصل التي تحتل موقعا ستراتيجيا وتمثل نقطة التقاء لاتجاهات مختلفة ما بين الشمال والجنوب والشرق والغرب على مدى آلاف السنين، قد جعلها هدفا لمسلحي داعش بسبب تنوعها العرقي والديني، وكونها تعرضت لدمار بسبب الحرب فانه يتطلب من مشروع لإعادة اعمار المدينة ان يضع كل ذلك بالحسبان.

مبادرة إعادة احياء الموصل المستندة على ثلاثة اقطاب، الإرث والحياة الثقافية والتعليم، قد تم تمويلها من قبل 15 جهة مشاركة، من بينها دولة الامارات العربية المتحدة، التي ساهمت بمبلغ 50 مليون دولار وكذلك الاتحاد الأوروبي.

في بادئ الامر كان التركيز على إعادة اعمار الجانب التراثي للموصل واستعادة بناء معالم تاريخية بارزة في الموصل مثل جامع النوري ومنارته الحدباء البالغ ارتفاعها 45 متراً الذي تم تشييده قبل 800 عام.

بعد مرور عام من المبادرة تجدد التعاون بين الأطراف المشاركة ومنظمة اليونسكو لشمول كنيستي الطاهرة والساعة بإعادة الاعمار حيث كان ذلك من وجهة نظر اليونسكو “رمزا ايقونيا للنسيج التاريخي للموصل”، وان كلا الكنيستين قد تم تشييدهما في القرن التاسع عشر. وقالت وزيرة الثقافة الإماراتية نورة الكعبي، “يشرفنا جدا ان نوقع هذه الشراكة مع منظمة اليونسكو والشعب العراقي لنساهم بجهودنا في المساعدة بإعادة اعمار الموصل واحياء روح التعايش والنسيج المجتمعي فيها.” وقال فونتاني مدير مكتب اليونسكو في العراق، “لهذا السبب كانت فكرة إعادة احياء روح الموصل انها عملية احياء الحرية لأبناء الموصل واستعادة هويتهم التراثية من خلال التعاون المشترك بيننا”. وتابعت فونتاني، “هذه المبادرة تؤكد على ان قوة الشر ستفشل وان الثقافة والتراث سيبقيان جزءا من تاريخنا، ان عملية إعادة الاعمار قد ترمز للنهضة في العراق والعالم.” ويقول المؤرخ والباحث العراقي عمر محمد انه بينما تجري عملية إعادة اعمار الأحجار والجدران، فان المجتمع الموصلي يعيش مرحلة إعادة تأهيل أيضا. واكد محمد بان خطى التعافي تسير ببطء في الموصل ولكنها تمضي قدماً، وأوضح بالقول “النسيج الاجتماعي يتعافى ويمر الان بمرحلة تطور حالة التعايش، وفي المستقبل سنشهد المزيد من إعادة اعمار المواقع التراثية والثقافية والمزيد من قوة التجانس المجتمعي.”

ويقول ممثل اليونسكو، فونتاني، ان اعداد الطلبة المسجلين في جامعة الموصل الان هي ضعف عددهم الذي كان قبل الحرب وهذا يشير الى التعافي الذي تعيشه الموصل الان، وان اعداد المسيحيين والإيزيديين الان بالآلاف بعد ان كانوا بالعشرات او المئات.

وأضاف فونتاني بان مبادرة إعادة احياء الموصل وفرت فرصة لتدريب 1700 شخص ووفرت فرصة عمل لأكثر من 3500 شخص، وقال إن المنظمة لا تعمل فقط على اعمار المعالم الحضارية بل البيوت أيضا وان الأهالي سيعودون لحياتهم في المنطقة وان هناك منظمات أخرى تعمل وتشتمل على نشاطات اقتصادية أيضا.

وقال ممثل اليونسكو في العراق “عندما زرت الموصل القديمة عام 2019 كان هناك صمت، لا سيارات في الشوارع ولا ناس ولا أحد، كل شيء كان مدمرا وكان الصمت والسكون هو السائد. أما الان وبعد مرور سنوات عندما رجعت الى الجانب الغربي من الموصل في المدينة القديمة فقد رأيتها مليئة بالناس ومليئة بزحمة المرور والحركة والدكاكين والأسواق مفتوحة، الناس في الموصل يعيدون بناء حياتهم من جديد.”

عن: موقع شارقة 24

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here