باحثون فنلنديون: رصاصة نرويجية معادية قتلت ملك السويد تشارلز الثاني عشر

إيهاب مقبل

استخدمَ الباحثون الفنلنديون الأساليب الأنثروبولوجية الحديثة على قضية قانونية عمرها 300 عام. والخلاصة تكشف أن ملك السويد كارل الثاني عشر قُتلَ برصاصة نرويجية معادية أطلقت صوبه من مسافة 200 متر عند غزوه النرويج للمرة الثانية.

في الثلاثين من نوفمبر تشرين الثاني العام 1718، أصيبَ ملك السويد كارل الثاني عشر «تشارلز الثاني عشر» برصاصة في الجانب الأيسر من رأسه، وخرجت من الجهة اليمنى، وعلى أثرها توفى على الفور. وقعت هذه الحادثة، والتي أنهت حقبة «الإمبراطورية السويدية» كقوة عظمى متغطرسة، عندما كانَ الملك الشاب «36 عامًا» يتفقد الخنادق وقواته البالغ قوامها 40 ألف رجل خلال حصار قلعة فريدريكستين المطلة على بلدة فريدريكشلد النرويجية.

أثبتت عمليات التشريح، والتي أجريت على جثة الملك في السنوات 1746 و1859 و1917، أن سبب وفاة الملك «رصاصة أخترقت الرأس». ولكن كثرت على مر السنين النظريات التي تتعلق بطبيعة الرصاصة وجنسية مطلقها. واحدة من هذه النظريات أن الملك أصيبَ برصاصة من مسافة قريبة أطلقها عليه أحد أفراد قواته. ونظرية أخرى أكثر شيوعًا ما تسمى بنظرية «زر الرصاص»، والتي تفترض أن الملك كان محميًا بالقوى الإلهية، وبالتالي لا يمكن قتله إلا بأحد أغراضه، مثل زر البدلة، والذي أعيد تشكيله واستخدامه كرصاصة. وفي العام الماضي، قررت مجموعة بحثية فنلندية في جامعة أولو تطبيق الأساليب الأنثروبولوجية القانونية الحديثة على القضية.

يقول يوهو أنتي يونو، وهو أحد الباحثين الفنلنديين في القضية: «أنصبَ التركيز على تقارير التشريح التي كانت متوفرة، ومن ثم بمساعدة تجارب المقذوفات حددنا نوع الرصاصة التي أدت إلى وفاة الملك».

أطلقَ الرصاص على نماذج جماجم وقبعات مصنوعة من اللباد من اتجاهات متنوعة وعلى مسافات مختلفة باستخدام بندقية من عيار 10 ومدفع مسحوق أسود 28 ملم مع طلقات من مختلف الأشكال والأحجام والأوزان والمواد. وبعد ذلك، خضعت النماذج لفحص إشعاعي وتم قياس الثقوب بأجهزة القياس. وكذلك فُحصَ الجرح بالتصوير المقطعي.

تظهر الإصابات التي لحقت بالملك أن الملك لا يمكن أن يكون قدْ قُتلَ بواسطة كرة من الرصاص أطلقت عليه من بندقية، وذلك لإن القبعة المحسوسة، والتي كان يرتديها كارل الثاني عشر عند إطلاق النار عليه، عليها ثقب مستدير يبلغ حوالي 19.5 ملم. وتؤكد بيانات الباحثين أنه لإحداث مثل هذا الثقب في نسيج اللباد، يلزم وجود رصاصة بحجم أكبر بكثير مما يسمح به إطلاق البنادق.

تمكنا من إثبات أن الرصاصة التي قتلت الملك لا يمكن أن تكون «زر رصاصة» كما يشاع، ولا بد أنها كانت أكبر وأصعب بكثير من كرة البندقية، كما يقول يونو.

وكشفت بيانات الباحثين أيضًا أنه عندما أصابت الرصاصة رأس الملك كانت تسير بسرعة من 200 إلى 250 متر كل ثانية. كانت القوات النرويجية المدافعة، حسب الواقعة التاريخية، على بعد 200 متر فقط من معقل الملك السويدي الغازي.

يقول الباحث يونو: «وبذلك، فإن البديل الأكثر ترجيحًا هو أن الرصاصة أصابت الملك من العدو النرويجي، وليس من قواته الخاصة».

نُشرَ البحث مؤخرًا في المجلة العلمية PNAS Nexus، كمشروع تعاوني بين الأكاديمية الوطنية للعلوم وجامعة أكسفورد.

https://g.top4top.io/p_2524zcq5l1.jpg
الصورة من تشريح جثة كارل الثاني عشر عام 1917

المصادر:
https://svenska.yle.fi/a/7-10023360

https://www.dn.se/sverige/gatan-ar-lost-de-dodade-karl-xii/

https://academic.oup.com/pnasnexus/article/1/5/pgac234/6758520?login=false

انتهى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here