التقاسم بديلآ عن التنافس

بعد ان اصبح العراق ساحة المواجهة و تصفية الحسابات بين امريكا و ايران و بعد ان جرب الطرفان كافة انواع ألأصطدامات ألأعلامية و الدعائية و العسكرية و كلها كانت على ألأراضي العراقية بعيدآ عن اراضي المتصارعين و كانت البنى العمرانية للبلدين في مأمن و حماية من تلك المواجهات كونها تجري و تدور على اراضي ليست هي ايرانية و ليست هي كذلك أمريكية لكنها اراضي عراقية و البنى العمرانية و التي سوف تهدم و تدمر هي منشأآت و مباني و بنى تحتية عراقية فكان الضرر و ألأذى يلحق بالعراق و العراقيين و هم لا ناقة لهم و لا بعير في ذلك الصراع المحتدم بين ايران و امريكا لكنها ضريبة البلد الضعيف الذي لا حول له و لا قوة .

توصل الطرفان ( أمريكا و ايران ) الى أستحالة تحقيق النصر الكامل في تلك الحرب غير المعلنة بينهما خصوصآ بعد ما تلقت ايران صفعة قوية تمثلت بأغتيال الجنرال المرعب ( قاسم سليماني ) اليد الضاربة و الشخصية العسكرية المرموقة و التي لم تتوقع الدوائر السياسية ألأيرانية ان تقدم حكومة الولايات المتحدة ألأمريكية على مثل هذا العمل الذي سوف يطال أقوى شخصية عسكرية ايرانية على ألأطلاق كانت له ادوار بارزة في الساحتين العراقية و السورية و كذلك اللبنانية و جعل القيادات ألأيرانية تعيد الكثير من حساباتها ان هي تمادت و أصرت على ألأخذ بثأر ( سليماني ) فأنها سوف تكون في مواجهة مفتوحة على كل ألأحتمالات مع امريكا ما يهدد وجود الحكم الديني ألأيراني بأكمله .

كذلك ألأمر بالنسبة الى امريكا و التي أقتنعت بأستحالة تحقيق النصر المؤزر على أيران في العراق و مواجهة الفصائل الولائية القوة الضاربة ألأيرانية و التي تتستر تحت اسماء و ألقاب عراقية و هي في الحقيقة عبارة عن ذراع عسكري للحرس الثوري ألأيراني و ينفذ بشكل دقيق و حرفي ألأوامر ألأيرانية في تحركاته و هجماته و سوف يشكل تهديدآ ليس خطيرآ لكنه مزعجآ للوجود ألأمريكي في العراق حينها كانت الصواريخ و المسيرات ألأيرانية تنهمر على بيوت المواطنين العراقيين ( ضالة ) طريقها المفترض حيث المنشأآت و القواعد ألأمريكية لكنها لم تكن سوى ( رسائل ) تنبيه للحكومة ألأمريكية ان كان هناك خرق او خطأ ما .

أسقطت حكومة ( مصطفى الكاظمي ) و المتهمة بالميول الأمريكية و الذي لم تشفع له سكوته المخزي عن التجاوزات الخطيرة التي قامت بها الفصائل الولائية أسقطت تلك الحكومة لصالح حكومة ( محمد شياع السوداني ) ذات الميول ألأيرانية الواضحة و التي يبدو ان الحكومة ألأمريكية قد قبلت بحكومة ( عراقية ) ذات ميول أيرانية تعويضآ على ما يبدو و ( دية ) عن مقتل الجنرال ( سليماني ) و في مقابل هدنة طويلة او تهدئة بانت معالمها واضحة في وقف ألأستهدافات ألأيرانية بالمسيرات و الصواريخ على المصالح و التواجد ألأمريكي في العراق حيث لم تعد تلك التصريحات ( النارية ) و التهديدات ( العنترية ) و التي كانت تصدر عن زعماء و قادة ( الفصائل الولائية ) و التي تدعو الى ( تحرير ) العراق من ألأحتلال ألأمريكي و كأن القوات ألأمريكية غادرت قواعدها و أنسحبت من مواقعها و هذا ألأمر لم يحصل ابدآ لا بل على العكس زادت تلك القوات من وتيرة تحركاتها و أعادة أنتشارها في مقابل صمت و غض الطرف من جانب فصائل ( المقاومة ) .

بدلآ عن المواجهات العسكرية في العراق بين ايران و امريكا و أيقاع ألأذى و الضرر بالطرفين و أقتناعهما المشترك في ان لا فائدة من الصدام العسكري و بما ان العراق لا يعدو كونه ( بئرآ ) نفطيآ لا غير بالنسبة الى ألأمريكان و حديقة خلفية لا غير بالنسبة الى ألأيرانيين و من خلال التفاهمات و ألأتفاقات غير المعلنة بينهما توصل الطرفان و بما تثبته الوقائع و ألأحداث الى انهاء الصراع العسكري في الساحة العراقية و تقاسم المنافع و الثروات و التي يتخم بها البلد و هذه كانت جائزة ( الترضية ) لأيران هي ( حكومة ) السوداني مرشح الكتلة الموالية لأيران في مقابل عدم التعرض للمصالح و المنشأآت ألأمريكية و هذا ما حصل من توقف للهجمات المسلحة و التي كانت فصائل ( المقاومة ) تتبجح و تفتخر بالمسؤولية عنها و مادامت هناك مصالح أمريكية و اخرى ايرانية في العراق فليذهب هذا البلد و مواطنيه و مستقبله الى الجحيم و بئس المصير .

حيدر الصراف

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here