أجاب أدونيس : إنه شاعر و.. نقطة ! .

بقلم مهدي قاسم
يُكثر حولنا يوما بعد يوم وتتزايد أعداد ” شعراء كبار ” أو على الأقل هكذا يسمون أنفسهم هم ، أو يطلق عليهم هذا القلب المجاني من قبل محرري مواقع وصحف طارئين ، من صنف شكرن ولاكن و عفوا و فظلا و ذالك الخ ، مِمَن يفتقرون إلى رؤية نقدية متمكنة أو ذائقة شعرية راقية و ناضجة تؤهلهم للتمييز بين شعر و شعير!..
أي تمييز بين خاطرة إنشائية مقعرة وعادية جدا و بين نص شعري جميل ومميز بلغته المتفردة ..
حتى تضخَّم عندنا هذا العدد الهائل من ” شعراء كبار ” إلى حد لم نعد نجد حوالينا شعراء صغارا !!..
فضلا عن حملة لقب ” الشاعر ” ممن يمنحون لأنفسهم ــ بكل سخاء حاتمي مجاني ـــ هذا اللقب كما لو كانوا قد تخرجوا من جامعات وأكاديميات شعرية متخصصة لغاية منح لقب الشاعر لهذا و ذاك ، أي على غرار :
لقب الطبيب الدكتور والمحامي أم المهندس والأكاديمي أو البروفسور ..
و رجوعا إلى موضوعنا الأصلي بخصوص لقب “شاعر كبير ” أتذكر أنه بعد خروجنا من بيروت على أثر الغزو الإسرائيلي لها في عام 1982 و انتقالنا فيما بعد إلى دمشق القى الشاعر الفلسطيني محمود درويش قصيدته المعروفة ب” بيروت خيمتنا الأخيرة ” و كان المدرج الدمشقي مزدحما إلى حد اضطررنا أن نقف عند حافة المدرج ، كل من الشاعر أدونيس والشاعر سعدي يوسف و الشاعر الفلسطيني أحمد دحبور و الروائي غالب هلسا و الشاعر ممدوح عدوان و أنا ، إضافة إلى شعراء و كتّاب آخرين ، مع الأسف لم أعد أتذكر أسماءهم ، و أثناء إلقاء محمود درويش قصيدته الرائعة ببحة صوته المجنّحة و المؤثرة ، أتذكر أنه سأل الشاعر الراحل أحمد دحبور من أدونيس فيما إذا كان يعتبر محمود درويش شاعرا كبيرا ؟..
فرد أدونيس باختزال رائع ومكثف نبيه :
ـــ أنه شاعر و نقطة !..
نقول كل هذا لأن الشيء الوحيد الذي بقي مصدر فخر العرب الوحيد حتى الآن هو الشعر ، فلا يحاول بعض بدوافع حصول على شهرة رخيصة من الحط من قيمة الشعر من خلال إنزاله إلى مستويات منحدرة من تفاهة وابتذال عبر ممارسات من تهريج سيركي و تسخيف ممج ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here