خفايا وراء القصف الايراني التركي للمناطق الكوردية

كامل سلمان

أرى من الضروري استيعاب الضربات الجوية والقصف المدفعي التركي الايراني لمناطق كوردستان وفهمها بشكل صحيح لكي لا تتحقق اهدافهم الخفية ، هؤلاء هم أشد الاعداء عداوة وكرهاً للأمة الكوردية ، واي تصرف يقومون به إنما يحمل في طياته خفايا ، مشاغلة العقل الكوردي ومزاحمته بعد ان استطاع الكورد اثبات انفسهم وقدموا لأنفسهم وللمجتمع الدولي نموذج لإنسان جديد متحضر يمكن ان يدفع عجلة الحياة بشكل صحيح للأمام ، كان هذا الإنسان مغموراً لعقود طويلة لا يذكره احد ولا يبالي به احد وهو الإنسان الكوردي ، فبمجرد ان تنفس الصعداء حتى إذا هو يقدم مدناً جميلة راقية مثل اربيل والسليمانية ودهوك واستطاع ان يجذب العالم اليها ، هذا التغير السريع ابهر الاصدقاء ولكنه بنفس الوقت اغاض الاعداء ، فكان لابد للأعداء التحرك لمشاغلة العقل الكوردي، ثم ايقافهم وفقدهم الثقة بأنفسهم لئلا تصبح كوردستان في يوم من الايام بمدنها الجميلة المتحضرة قبلة للزائرين وسبباً لانتفاضات شعوب تلك الدول التي تكن العداء للكورد بعد ان يقارنوا الفرق الكبير بينهم وبين الكورد وهذا ما بدأ فعلاً يحصل ، وهذا ما نقله لي بالحرف الواحد شخص من الاساتذة الايرانيين الذين زاروا كوردستان عندما قال لي وهو يتحسر وانا اتجول في مدن كوردستان أحسست بأنني اتجول في دبي او الدوحة ، ثم قال هذا يؤثر علينا وعلى شعوبنا سلباً ان نرى اقليم وليست دولة داخل دولة متخلفة تسارع الخطى وتبني نفسها بهذا الشكل ، ، ، هذه العقلية وهذا المستوى من التفكير هو ديدن اعداء كوردستان ، فكل مسعاهم هو ايقاف هذا المد والزحف الحضاري لسكان كوردستان وابقائهم في مستوى لا يتجاوز مستوى باقي المدن العراقية المتخلفة . وهم يعلمون علم اليقين ان القصف المدفعي وبالصواريخ سوف تصحبها هالة اعلامية تصل بعض التحليلات فيها الى القلق على مصير كوردستان فيبدأ الإنسان الكوردي يفقد الثقة بنفسه وبمستقبله وبوجوده بعد ان يشاغلون هذا الشعب المبدع الراقي وكذلك مسؤوليهم عن البناء و التطور والسمو ، ثم يتحقق الهدف الاخر بأن تفقد شعوبهم وشعوب العالم حسن نظرتهم لكوردستان خاصة عندما اصبحت مناطق الكورد ملاذاً امناً وأملاً للجميع .. وفعلاً استطاعوا تحقيق الجزء الاول من المشاغلة وحققوا نسبة من النجاح ولكن نسوا او تناسوا بأننا نفهم نواياهم قبل ان تخرج من عقولهم ونفهم ونستوعب مقدار خباثتهم ، ، فمن هنا نقول لهم خطواتكم هذه جاءت متأخرة ولا قيمة لها ولن توقف العجلة التي تحركت بعد ان كانت واقفة هامدة ، كوردستان ستستمر بحركتها وتطورها وسموها ولن تستطيعون اللحاق بها وما فعلتموه وتفعلونه الان ومستقبلاً إنما هو وصمة عار لكم . فقد اثبتم انتم انفسكم انكم اقل من الكورد شأناً وعقلاً وإنسانية وحضارة .. على الكورد والقيادات الكوردية ان ينظروا الى اعداءهم بهذا القدر ، فهم ليسوا اكثر من ذلك ، ويعملوا على التسارع في بناء كوردستان بشكل اسرع وتيرة ، فهذا هو السبيل الامثل لاذلال وتحطيم الاعداء وسوف تؤتي ثمارها بعد حين . . . لقد ذهب اعداء الشعب الكوردي بعيداً عند صرفوا جهوداً كبيرة ولعشرات السنين على تصوير الكورد للرأي العالمي ولشعوبهم على انهم اي الكورد شعوباً ناقصة العقل وانهم اي الكورد مجرد قبائل متمردة تتخذ من الجبال ملاذاً ترفض التعلم وتحارب العلم ولا تفهم من الحياة سوى الانزواء داخل الكهوف ، فكيف سيواجهون انفسهم وشعوبهم والرأي العام اليوم عندما يرون بأم اعينهم ويرى العالم اجمع الحقيقة الساطعة ؟ يرون ما يفعله ويقدمه الإنسان الكوردي من ابداع وسلوك حضاري متطور اذهل العقول ، إنها بالحق لفضيحة من العيار الثقيل ان تكذب لمدة مائة عام ثم تكتشف ان كذبتك لم يعد يصدقها احد ، هذا ما دفعهم الى السلوك العدواني لعلهم ينالون بعض التصديق… الكورد امام مفترق طرق ، أما الخضوع لنوايا الاعداء الشريرة او السير للأمام بقوة حتى تشرق شمس كوردستان الدولة .

[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here