عقوبات جديدة على طهران بعد إعدام مرتبط بالتظاهرات
واشنطن- مرسي أبو طوق
اعتبر متحدث باسم البيت الأبيض الجمعة أن «الشراكة العسكرية الواسعة النطاق» بين موسكو وطهران تلحق «ضررا» بأوكرانيا والدول المجاورة لإيران و»المجتمع الدولي».
وأشار جون كيربي خصوصا إلى استخدام الجيش الروسي لطائرات إيرانية مسيّرة في أوكرانيا، مؤكدا أن روسيا في المقابل «تقدم لإيران مستوى غير مسبوق من الدعم العسكري والتقني» الأمر الذي «يحول علاقتها إلى شراكة دفاعية شاملة وكاملة».
وأضاف المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض إنه وفقًا للاستخبارات الأميركية، تدرس موسكو وطهران إطلاق إنتاج مشترك للطائرات المسيّرة في روسيا.
وتابع أن موسكو تعتزم في المقابل تزويد إيران معدات «متطورة» ومروحيات وأنظمة دفاع مضادة للطائرات وطائرات مقاتلة.
ولفت إلى أن إيران تدرس بيع روسيا «مئات» الصواريخ البالستية.
وأوضح كيربي أن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات على «ثلاثة كيانات مركزها روسيا» تنشط خصوصا في «حيازة واستخدام الطائرات المسيّرة الإيرانية». فرضت عقوبات جديدة على إيران الجمعة غداة تنفيذ أول عملية إعدام على ارتباط بموجة الاحتجاجات التي تهز البلد وتخضع لقمع شديد منذ حوالى ثلاثة أشهر.
وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن الجمهورية الإسلامية تبدي «أقصى درجات ضبط النفس في مواجهة أعمال الشغب»، ردا على التنديد الغربي بإعدام محسن شكاري (23 عاما) لإدانته بـ»الحرابة» لمشاركته في التظاهرات.
وتشهد إيران حركة احتجاج اندلعت بعد موت الشابة مهسا أميني البالغة 22 عامًا في 16 أيلول/سبتمبر بعد ثلاثة أيام على توقيفها على يد شرطة الأخلاق لمخالفتها قواعد اللباس الصارمة في البلاد.
ونفّذت إيران الخميس، للمرّة الأولى منذ بدء التظاهرات المتواصلة منذ منتصف أيلول/سبتمبر، أوّل حكم بالإعدام مرتبط بالاحتجاجات صدر بحق محسن شكاري بعدما أغلق طريقا وجرح أحد عناصر قوات الباسيج، في ختام إجراءات قضائية اعتبرت مجموعات حقوقية أنها «محاكمة صورية».
وأثار الإعدام تنديدا دوليا واسعا ولا سيما من الولايات المتحدة وبريطانيا، وكذلك من الأمم المتحدة.
وأعلنت بريطانيا الجمعة فرض عقوبات على 30 كياناً وشخصية من 11 دولةً بينها إيران حيث استهدفت مسؤولين متهمين بإصدار «عقوبات مروعة» على متظاهرين معارضين.
كما يستعد الاتحاد الأوروبي لإضافة عشرين شخصا وكيان واحد من إيران إلى قائمته السوداء ردا على الانتهاكات لحقوق الإنسان المرتكبة في هذا البلد في سياق قمع التظاهرات، على ما أفادت مصادر دبلوماسية في بروكسل الجمعة.
ووصفت منظّمة العفو الدولية عملية إعدام شكاري بأنّها «مروّعة» معتبرة أن «إعدامه يفضح وحشية ما يسمى نظام العدالة في إيران حيث يواجه عشرات غيره المصير نفسه».
كذلك دعا محمود العامري مقدم مدير منظمة حقوق الإنسان الإيرانية ومقرها أوسلو، إلى رد دولي قوي وإلا «سنواجه عمليات إعدام جماعية للمتظاهرين».
وردت وزارة الخارجية الإيرانية على المواقف المنددة مؤكدة أن إيران أظهرت «أقصى درجات ضبط النفس في مواجهة أعمال الشغب» وأضافت «على عكس العديد من الأنظمة الغربية التي تسيء حتى الى سمعة المحتجين السلميين وتقمعهم بعنف، فقد استخدمت أساليب متناسبة ومدروسة ضد اعمال الشغب».
أثارت عملية الإعدام تظاهرات جديدة ودعوات إلى الاحتجاج. ونزل متظاهرون ليل الخميس الجمعة إلى الشارع الذي أوقف فيه شكاري هاتفين «أخدوا محسن وأعادوا جثته»، بحسب فيديو نشره مرصد «1500تصوير» الذي يتابع منصات التواصل الاجتماعي.وخلال تظاهرة أخرى في حي شيتغار في طهران، هتف المحتجون «الموت للديكتاتور» و»الموت لسباه» في إشارة إلى المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي والحرس الثوري.
وأعلن حامد اسماعيليون الناشط الإيراني الكندي الذي نظم تظاهرات في برلين وباريس ومدن أخرى، عن تجمعات جديدة في نهاية الأسبوع وكتب في تغريدة «اياً كانت المعتقدات والإيديولوجيات، دعونا ننضم إلى هذه التجمعات للاحتجاج على الإعدام المروع لمحسن شكاري».
ولفت «1500تصوير» إلى أن عقوبة الإعدام نفذت بسرعة إلى حدّ أن عائلته لا تزال تنتظر نتيجة الطعن في الحكم، ناشرا مشاهد قال إنها تظهر لحظة تبلغت عائلة شكاري خبر الإعدام أمام منزلها في طهران، ويمكن رؤية امرأة تنهار وتصيح «محسن!».
وأدى قمع التظاهرات إلى مقتل 458 شخصا على الأقل بينهم 63 طفلا منذ بدء الحركة في منتصف أيلول/سبتمبر، بحسب حصيلة نشرتها منظمة حقوق الإنسان في إيران الأربعاء.
وغداة إعدام شكاري، نبهت منظمات غير حكومية للدفاع عن حقوق الإنسان الى أن ما لا يقل عن عشرة أشخاص آخرين يواجهون الإعدام بعد صدور أحكام بحقهم لمشاركتهم في التظاهرات.
اغتيال إمام سني في سيستان بلوشستان
طهران-(أ ف ب) أعلن مجلس الأمن في محافظة سيستان بلوشستان بجنوب شرق إيران الجمعة اغتيال إمام سني بعد خطفه. وافاد مجلس الأمن في بيان أن «مولوي عبد الوحيد ريغي إمام جمعة أهل السنة في مجلس الإمام الحسين في مدينة خاش وأحد ابرز شيوخ المنطقة ومحافظة سيستان وبلوشستان، خطف واستشهد على أيدي مجهولين ظهر الخميس». وتشهد إيران حركة احتجاج اندلعت بعد موت الشابة مهسا أميني البالغة 22 عامًا في 16 أيلول/سبتمبر بعد ثلاثة أيام على توقيفها على يد شرطة الأخلاق لمخالفتها قواعد اللباس الصارمة في البلاد. وتفيد منظمة حقوق الإنسان في إيران، ومقرها أوسلو، بأن قوات الأمن قتلت حتى الآن 448 متظاهرا على الأقل معظمهم في سيستان بلوشستان الواقعة عند الحدود مع باكستان وأفغانستان. وشهدت المحافظة احتجاجات إثر ورود أنباء عن تعرض فتاة للاغتصاب في السجن من قبل مسؤول في الشرطة في مدينة شاباهار. تعد سيستان بلوشستان ذات الغالبية السنية أفقر منطقة في إيران ويعاني سكانها البلوش التمييز. وقتل 128 شخصا على الأقل في المحافظة في الحملة الأمنية التي تشنّها السلطات الإيرانية، بحسب منظمة حقوق الإنسان في إيران، وهي أكبر حصيلة للقتلى في 26 من محافظات إيران الـ31.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط