بقلم: أ . د . قاسم المندلاوي -
23-10-2016 تكونت الشخصية الكوردية ومصادر قدرتها و قوتها و صلابتها و طبائعها و مميزاتها و صفاتها و دوافع ديمومة نضالها من خلال استمرار صراع الانسان الكوردي مع الطبيعة و مع الظروف و الاحداث الحياتية و السياسية المحدق به داخليا و خارجيا . فالطبيعة و المناخ في كوردستان تتميزبالبرد القارص شتاءا و بالحر صيفا و خاصة في الوديان العميقة حيث تكون الحرارة شديدة لا تطاق بينما في الجبال تعصف الرياح والاعاصير الثلجية و تجبر الناس على الاحتماء في منازلهم التي لا تقوى على حمايتهم من البرد و في فصل الربيع تكون السماء صافية و الهواء منعشا و معطرا باريح الازهار البرية التي تفتحت براعمها تحت ضوء اشعة الشمس الساطعة.. بالاضافة الى هذه التقلبات المناخية هناك الجبال العالية التي تواجه كل خطوة فيها الى صعوبات و عقبات و عوائق فلا يستطيع الانسان الكوردي الانتقال من مكان الى اخر الا ببذل جهود كبيرة في عبور الصخور العالية الوعرة و السيول الصاخبة التي تتضخم بوجه خاصة في الربيع بفعل ذوبان الثلوج وان التغلب على مثل هذه العقبات و الحواجز الطبيعية يتطلب ارادة عالية و صلابة و تحمل كبير والى اجسام قوية جدا و الكوردي بطبيعة حياته في هذه المناطق الجبلية و الزراعية فانه نازع الى الاستقلال محب للقتال لا يهاب للمخاطر فيه روح المواظبة و طويل النفس و الصبرعلى تحمل الصعاب و محاربة الاعداء و من هنا فان شخصية الانسان الكوردي تكونت و نمت و تطورت و اصبحت نموذجا مثاليا ينيرالطريق للاستمرار في الكفاح و النضال لنيل كافة الحقوق الانسانية العادلة و المشروعة و في المقدمة الاستقلال التام لكوردستان .. يقول جوزيف شاينر/1 .. الشعب الكردي قد حافظ على لغته و عاداته الاصيلة كالشجاعة و الخلق العالية و الاستقامة و جميع تلك الصفات و الخصائص مهمة جدا لبناء لياقة جسدية عالية و قدرات قتالية و دفاعية و التفوق في الميادين الرياضية ... وعن عادل تقي البلداوي / 2 .. يمتلك الشعب الكردي أرثا حضاريا عريقا أمتد جذوره الى وجود الانسانية على ارض الرافدين مما أكسب الشخصية الكردية سمات عديدة أبرزها صبرها الطويل الذي لا ينفذ و قدرتها الخارقة على مواصلة النضال و تجاوز المحن و الصعاب فضلا عن تميزها بالطيبة و الاصالة و الوفاء لكل من يقف معها في السراء و الضراء و هيهات لمن يحاول أن يغدربها فعليه أن يلتقي درسا قاسيا لن ينساه ابدا و أعطى لويسان رامبوا / 3 وصفا دقيقا للشخصية الكوردية فقال يختلف الكردي الجبلي قليلا فهو أكثر تبصرا و أكثر شبها بالاسكتلندي , أقل بشاشة من العربي لكنه يحب الفكاه و خاصة اذا خصته او تخص قومه , لديه قليلا من روح التصرف و الفلسفة و عندما يصادق احدا فهو أأمن , أنه ليس ساذج بل يلاحظ العالم بعين ثاقبة و يهتم بالعلم و التقنية المعاصرة و يشعر بحزن مصحوب بغيض عن حالة التخلف او البدائة لبلده و يذكر ايضا ان لهؤلاء الاكراد مزايا عديدة يعترف كل الذين أحتكوا بهم , أنهم أذكياء من خلال مضاهرهم البدائية و يمتازون بالحكم السليم و الرئية , لهم حياتهم الشعرية الخصب وروح هجائية تدل قوة ملاحظتهم , أنهم يحبون الغناء و يظهر الكردي مهارته في الصيد الذي يستهويه و قد يؤدي به الى اعمال بطولية و كذلك لا يخلو من روح الفروسية و أنه يتمسك بمعنى الشرف حتى في حروب القبائل أو الخلافات الطارئه بين الرعاة وفي الانسكلوبيديا الكبرى / 7 ان العواطف العائلية بين الاكراد نامية جدا فهم مخلصون مضيافون و نساؤهم اكثر حرية من نساء الترك و يخرجن سافرات و لا وجود لتعدد الزوجات الا عند الاغنياء منهم و يحب الكردي الموسيقى و الرقص حبا عظيما . و يذكر المندلاوي/ 4 تتميز الشخصية الكوردية بجملة من الصفات و الطبائع و القدرات اهمها العدالة و الصدق و الوفاء و الاخلاص و الكرم و الكورد معروفون بشجاعتهم و قدراتهم القتالية و التضحية و التفاني من اجل الحرية و الاستقلال لبلادهم كوردستان .. و في كتاب " سياحة في بلاد الكرد "/ 8 .. الاكراد رجال جميلون , اقوياء و اذكياء .. وعن المستر ,, تي بي سون ,, في مذكراته "عامان في كردستان" .. عند الكردي اخلاص دائم و احترام الكلمة و عطف على الاقرباء و معاملة ممتازة للمرأة و حب للشعر و استعداد للتضحية و اعتزاز جميل بقوميته ووطنه ... وعن " سون " الذي عاش بين الكرد و تكلم لغتهم .. يمتازالكردي باستقامته التي لا تتزعزع و اخلاصه الدائم و احترام الكلمة و بحفاظه على العهد و عطفه النبيل على اقاربه و سلوكه الانساني و معاملة ممتازة للمرأة و احساسه الشاعري و حبه للادب و الشعر و استعداده للتضحية من اجل عشيرته و اعتزازه العميق بوطنه و قوميته , ما اعمق تفاخر الكردي باصله اذ هو ينهض و يعلن بلغته القومية ,, أز كرمانجم ,, اي انا كردي ,, ذلك هو الكردي و يتصف الكردي ايضا بحدة طبعه و فورانه المفاجىء و تلك الصفة ناتجة عن حياته المضطربة المليئة بالمفاجأت ولكنه في الوقت نفسه يتمتع بروح المرح و الدعابة الى اقصى الحدود و يذكرايضا .. الكرد افضل من شعوب اخرى متحضرة فيما يتعلق ببعض طباعهم و حسن ضيافتهم وهذا ما يؤكد عليه جميع الرحالة الذين عاشو فترة طويلة مع الكرد امثال,, ريج , انيسورث , برنت , لابارد, دانا شميت و غيرهم /5. وكتب "سافراستاين أرشاك " / 6 الاكراد مايزالون يتحلون بمعنويات عالية و هم اصحاء جسديا و خلقيا و للكرد ولع خاص بالات و الفنون و الصنائع و هو قادر بسهولة على تحكم في تفصيلات أية مشكلة تجابهه .و يذكر جلال الطلباني / 8 .. الشعب الكردي كأمة لها حالتها النفسية و شعورها القومي الخاص , له أيضا خصال قومية يتميز بها .. و يجمع الباحثون أن الشعب الكردي محب للحرية , عارف بالجميل , وفي ومخلص يحب النبل و الشهامة , بسيط و صادق في معاملاته و علاقاته , معروف بالشحاعة و الغضب " نفس المصدر السابق" .. وعن المؤرخ الكوردي محمد امين زكي/ 9 توجد لدى الكرد عادات و تقاليد و طبائع و خلق عالية و هناك ثروة كبيرة من الاداب الشعبية من اشعار غزلية و اغاني يرددونها في حلقات الرقص و قصص الابطال التي يفاخرون بها و يترنمون لسماعها . وعن باسيل نيكيتين/ 10 .. الكردي شجاع و قاس, ساذج و كريم و يتمتع بخلق نبيل, شعاره الكرامة و الشهادة و حسن التصرف و يثور ضد كل اكراه و يضيف ايضا .. نستطيع ان نطلق على الاكراد فرسان الشرق لكل ما في الكلمة من مدلول في ماذا كانوا يعيشون حياة اكثر تحضرا ذلك ان الصفات المشتركة لهذا الشعب هي استعداد دائم للقتال , استقامة و تفان مطلق في خدمة امرائهم , وفاء للعهد و حسن للنساء ، الضيافة و حب للفروسية و احترام فائق . وعن المؤرخ الالماني " فوخلرهاوكه" أن الاستقامة و الصراحة و الكفائة العسكرية و التواضع تعد اهم شيم الاكراد بالرغم من اعتناقهم للاسلام . و عن احمد فوزي / 11 ,, الكورد يمتازون بالعناد و الاستقامة و الوفاء والعطف على الاهل و التضحية من اجل القبيلة والفخر برئيسهم و بلادهم , والكوردي سريع الحماس كما هو سريع الغضب و انه مشهور باحترامه للنساء . و يذكر المؤرخ أمير شرف خان بدليس في كتابه شرف نامه /12 وهو اهم مؤلف تاريخي كوردي و قد ألفه باللغة الفارسية ,, ان الشعب الكوردي الذي يعيش على الثروة الزراعية و الحيوانية يعرف بالبسالة و الشجاعة في القتال و الحرب .
مما جاء آنفا لما كتبه بعض المؤرخين و الرحالة و الكتاب عن الصفات و الطبائع و العادات و التقاليد للانسان الكوردي و نطلق عليها " بالشخصية الكوردية " هذه الشحصية تميزة بالقوة و الصلابة و الشجاعة من جانب و من جانب اخر بالصمود و بالصبر الطويل على المحن و الكوارث و ديمومة النضال من اجل الحرية و الحفاظ على اللغة و الثقافة و التمسك بارض " كوردستان " في جميع الظروف و الاحوال و المحن . و اليوم تواجه الامة الكوردية حربا شرسا من قبل الاعداء و في المقدمة عصابات الارهاب الداعشي العربي البعثي و التركي وغيرهم من الاعداء المجرمين فضلا عن حربا اعلاميا شديا و قاسيا من قبل الصحف و الاذاعات و الفضائيات العميلة و المأجورة و لا ننسى استمرار الحصار الاقتصادي الشديد من قبل الحكومة المركزية في بغداد على اقليم كوردستان و منذ اكثر من سنتين و الى هذه الساعة و يتوجب على كافة القوى و الاحزاب السياسية الكوردية توحيد الصف و الحذر الحذر لمكر و دسائس و مؤامرات الاعداء داخل كوردستان و خارجها .
المصادر و المراجع 1- جوزيف شاينر " الحياة الاجتماعية في وادي الرافدين براغ 1920 2 -عادل تقي البلداوي " نضال الشعب الكوردي و موقع البارزاني في الوثائق العراقية السرية " بغداد 2003 3 – لويسان رامبوا " الكرد و الحق " ترجمة عزيز عبد الاحد اربيل 1998 4 – قاسم المندلاوي " مرة اخرى عن الحقائق الانسانية " مجلة السياسة العالمية براغ 1969" 5- دانا شميت " رحلة الى رجال شجعان في كردستان " ترجمة و تعليق جرجيس فتح الله المحامي بيروت 1971 6–سافراتنيان ارشاك" الكرد و كردستان " لندن 1948 ترجمة الدكتور احمد الخليل 7 – الكسيندر بروكهوفروف و الاخرون " الانسكلوبيديا الكبرى 1969 موسكو 8 - جلال الطلباني " كوردستان و الحركة القومية الكوردية بيروت 1971 " 9 – محمد امين زكي " خلاصة تاريخ الكرد و كردستان " ترجمة محمد علي عوني بغداد 1961" 10 – باسيل نيكيتين " الاكراد " ترجمة طائفة بيروت 1975 " 11 – احمد فوزي " التاريخ الكردي 1961 " 12 – شرف خان البدليسي " الشرفنامه " ترجمة ملا جميل بذري للعربية بغداد 1952
