التصديق بلا تحقيق
التصديق بلا تحقيق


بقلم: محمد عبد الجبار الشبوط - 24-10-2016
تنشط الماكنة الاعلامية والنفسية لداعش وأذنابه بشكل كبير هذه الايام تزامناً بل ردا على عمليات تحرير الموصل والانتصارات المتتالية التي تحققها قواتنا المقاتلة بمختلف صنوفها وتشكيلاتها وعناوينها.
منذ البداية كان هذا الامر متوقعا لان «داعش» بالأساس قام على اساس بث الشائعات وشن الهجمات النفسية التي حققت نجاحا في المرحلة المبكرة من المواجهة. وما كان هذا النجاح الاولي ليتحقق لو كان المتلقي مسلحا بمناعة وممانعة قوية للشائعات والمعلومات المضللة. لكن للاسف كانت هذه المناعة ضعيفة في البداية الامر الذي خلق ضعفا نفسيا لدى المتلقي يجعله يصدق كل ما يسمع ويتلقى. وقد استغل العدو نقطة الضعف هذه ابشع استغلال.
في الايام القليلة التي سبقت انطلاق عمليات تحرير الموصل بدا سيل الشائعات يتدفق على المتلقي العراقي من الاعلان الزائف عن بدء العمليات قبل انطلاقها الفعلي الى الترويج لإبراز اتفاق حربي بين العراق وتركيا. هذا فضلا عن ترويج لمعلومات زائفة وغير حقيقية عن بعض تفاصيل المواجهات والمعارك.
العدو مازال يراهن على نقطة الضعف المشار اليها ومازال يعتمد على سلاح الحرب النفسية. وهذا يتطلب امرين:
الامر الاول، زيادة نشاط الجهات الرسمية المخولة بتزويد المتلقي بالمعلومات الصحيحة اولا بأول وعدم إتاحة الفرصة للعدو ليستغل لحظات الفراغ المعلوماتي لبث شائعاته. تملك الدولة الان من وسائل الترويج والإعلام المحلية ما يكفي لاغراق المتلقي بالمعلومات والاخبار بحيث تسد حاجته الطبيعية بل الغريزية الى المعرفة والاطلاع.
الامر الثاني، توفر درجة عالية من الوعي للحرب النفسية لدى المتلقي ما يمنحه حصانة ومناعة تحميه من خطر الوقوع بمطب الشائعات والمعلومات المضللة.
يتعين على المتلقي الا ياخذ «الاخبار» التي يتلقاها على عواهنها ويصدق بها ويتداولها بدون تمحيص وتدقيق. فالتصديق بلا تحقيق ضعف قاتل وثغرة كبيرة.
ويتم التحقيق على مستويين هما:
اولا، السند بمعنى سلسلة رواة الخبر والمعلومة من وكالات الأنباء ومواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية والصحف والمتحدثين الرسميين وغيرهم. ينبغي التأكد من وثاقة هؤلاء وجدارتهم وصدقهم.
ثانيا، المتن بمعنى التحقق من معقولية ومنطقية وإمكانية المعلومة التي يتلقاها المتلقي على نفس الطريقة التي كان الامام الصادق يعلم بها أصحابه أصول التحقق من المرويات التي تروى عنها. فقد وضع لهم مقياسا ومرجعية يحكمون على أساسها بصحة الحديث وهي القران الكريم حيث قال: «ما خالف القران فهو زخرف».
بهذه الطريقة نحمي جبهتنا الداخلية من الاختراق المعلوماتي الذي لا يقل أهمية وخطورة عن الاختراق الامني.



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google