معسکران و مدرستان
معسکران و مدرستان


بقلم: يعرب الصفار - 24-10-2016
انجبت واقعة كربلا مدرستين منذ اللحظة الاولى لها بل منذ اللحظة الاولى للحركة
المقدسة للامام الحسين ع نحو كربلا طلبا للاصلاح في الامة
المدرسة الاولى
كانت الحركة الحسينية نفسها بكل معانيها و التي علمتنا كيف يكون الامر
بالمعروف والنهي عن المنكر في شكله الصحيح و تأثيره العميق و علمتنا ايضا
كيف نجعل من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر سيفا بوجه الطاغوت و الظالم و اتباعه واعوانه الى ان تهتز العروش وتتهاوى وتنهار وقد نبذل الغالي
والعزيز والنفيس في هذا المسير فيكون هناك انتصار الدم على سيوف الظالمين و على عروشهم ولاجل هذا كان اسمها ايضا مدرسة الشهادة الحسينية . و لو اننا
تمعنا في سيرة اصحاب المواقف المشرفة و الصفحات البيضاء في تاريخ الاسلام
ممن وقفوا بوجه الحكام الظالمين لوجدنا ان اكثرهم من تلامذة هذه المدرسة
الذين فهموا معاني ومغازي الحركة الحسينية في الاصلاح و الدفاع عن الدين .
ولا ادل على ذلك من وقوف العالم والمفكر الكبير الشهيد السيد محمد باقر
الصدر و اخته العالمة الزينبية الشهيدة بنت الهدى رضوان الله عليهم و كذلك
وقوف المفكر الكبير الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر رضوان الله عليه
بوجه اعتى ظالم عرفه التاريخ الاسلامي ففقدوا حياتهم لاجل حفظ الدين وكان
آخر نموذج على اتباع هذه المدرسة في يومنا الحاضر هم ابناء الحشد الشعبي
العراقي الحسيني الذين لبوا نداء مرجعية النجف الاشرف لحفظ الدين واامقدسات ومنها الارض والعرض .

و بالطبع مدرسة بهذه القوة من التأثير الايماني العميق ومن المفاهيم والقيم
السامية سيواجهها الحاكم الظالم بمدرسة اخرى تقابلها و تعمل على نفي
تأثيرها حفاظا على العرش والملك فهذا ما فعله يزيد منذ اللحظة الاولى
للحركة الحسينية النورانية المباركة . فكانت مهمة المدرسة الاموية اليزيدية
بث التشكيك و الوهم في الامة للتشكيك بصحة وصدق المفاهيم والقيم الحسينية
وايهام الناس بان الاهداف وراء الحركة الحسينية و اصحاب الحركات الحسينية
اهداف اخرى غير الاصلاح وحفظ الدين وبما ان الطواغيت لا يرون الا الدنيا و
لا يرون الاعروشهم وماحوت و لايستطيعون رؤية ما وراء ذلك من العبودية لله
ومعانيها المهمة فان التهمة دائما في نظرهم ان الهدف من تلك الحركات هو
لاجل الاستحواذ على الملك فيقوم وعاظهم الذين هم نفسهم الاساتذة القائمين
على مدرسة التشكيك وبث الوهم باتهام الحسينيين بانهم متمردون طلاب مناصب
كما قالوا عن الحسين ع بانه تنازع مع يزيد على الملك فغلبه يزيد وظفر
بالملك او في احسن الاحوال وبصبغة دينية قالوا ان يزيد قتل الحسين فاجتهد
واخطأ فله حسنة ولو انه اصاب لكانت له حسنتان وكأن دم الحسين عليه السلام
يجوز فيه الاجتهاد .
ومن الاتهامات
التي وجهتها المدرسة التشكيكية والايهامية نحو مدرسة الشهادة الحسينية هي
ان الحسين ع خرج وغايته القتال للحصول على الملك ! والجواب ان الحسين عليه السلام
وان صرح بموته في نهاية المطاف و هذا من عظمة مقامه عند الله و هو انه كان
يعلم بعاقبة الامور ولديه خبر ذلك عن جده محمد وابيه علي وامه الزهراء الا
انه ايضا صرح بان غايته الاصلاح في الامة لذلك سار بحرمتين تنهيان عن
القتال في الاسلام الصحيح الحرمة الاولى انه سار بذراري الرسول ص ولهم
حرمتهم العظيمة و الحرمة الثانية انه سار في شهر محرم الحرام وحرمة القتال
فيه منصوص عليها وعموما فحرمته معروفة منذ الجاهلية الاولى .
الاتهام التشكيكي الاخر الذي اثارته مدرسة التشكيك وبث الوهم هو هل كان
الحسين ع و كذلك حركته واصحابه على خطأ ( اي خروجه على خليفة زمانه يزيد او تقدير خاطئ في تفاصيل حركة الاصلاح التي تحركها عليه السلام ) ! والجواب
اضعه في ثلاث حقائق على ثلاث صور .
الحقيقة الاولى
تأتي جوابا من القرأن الكريم اذ يقول تعالى " *يوم ندعوا كل اناس بامامهم* " فلننظر الى امام كل معسكر من المدرستين فهنا في معسكر مدرسة الشهادة
الحسينية نجد الامام هو الحسين ع الذي قال فيه رسول الله محمد ص "الحسن
والحسين امامان قاما او قعدا" اي قاما بالرئاسة او قعدا عنها فانهما امامان واجبا الطاعة على الامة . وكذلك قال رسول الله ص "الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة" فهل يكون امام الامة و سيدها في الجنة على خطأ وهل يجوز
التشكيك بافعاله واقواله وتأويلها لايهام الامة بخلاف الحقيقة والواقع ! .

الحقيقة الثانية من هو الحسين ع ومن هن النساء اللواتي كن معه ؟ الحسين هو السبط اخو الحسن ع السبط ابن علي ع الذي جعله الرسول ص منه بمنزلة هارون من موسى وقال فيه
ان الحق مع علي يدور اينما دار وابن فاطمة ع بضعة محمد ص و سيدة نساء
العالمين و هو ريحانة النبي محمد ص و حفيده و كل هؤلاء هم اهل ببت النبوة
والعترة الطاهرة و الخمسة اصحاب الكساء الذين تعرف العرب منزلتهم وكذلك
اصحاب الرسالات لانهم ذرية وسلالة ابراهيم الخليل ابو الانبياء ع .
الحقيقة الثالثة ان حركة الحسين ع كانت دعوة لتحفظ الامة بقائها وليس لاجل فنائها فتحفظ
دينها و كرامتها وعزتها بين الامم فتبني لها حضارة و قيما و تنال بذلك حسن
ثواب الدارين في حين كان الطرف الاخر لايهمه هلاك الحرث والنسل فهمه القتل
وغايته الانتقام .
هذه الصور الثلاث تنفعنا اليوم لنعرف اين هم اصحاب معسكر الحسين ع واين هم اصحاب معسكر يزيد الضال ولو طبقناها على مثالنا الحاضر الحشد الشعبي المقدس فسيكون جوابنا
حاضرا لسؤالهم هل ان الحشد الشعبي مليشيا تقتل وتسلب وتنافسهم على الحطام ؟



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google