تركيا وتحرير الموصل
تركيا وتحرير الموصل


بقلم: هاني الحطاب - 24-10-2016
لا أحد يجهل النوايا التركية ، فهي بات معروفة لكل ، ففي عهد أردوغان بات كأكلب مسعور تنهش الكل ، تعض القريب وتعوي على البعيد . ولم يعد ينفع معها سوى لقمها حجراً لمن كان قريب منها . فلقد اطأش راعت الأرهاب بصوابها بكثر ما غدقوه عليها من أموال . وتكافح لشعال الحرائق في كل مكان مادامت بعد لا تحرق لها أصبعاً . فهي الآن في خوف وهلع ، من أن ينسحق الأرهاب وتجف منابعه ، وتذهب معه كل هباته . ولأنها لم تلقى رد فعل ، ولا ضربات موجعه تسدد لها على ما أقترفته من جرائم في سوريا والعاق وأكراد تركيا ، فزادها هذا غيا وغطرسته . وسوف لن ترعوي وترجع للعقل ما دام لا أحد يرد عليها بالمثل ، أو بما هو اضعف الأيمان ، من مقاطعه اقتصادية أو استهدف جنودها ، وتحركاتها في بعشيقة أو دعم أكراد تركيا وحمايتهم ، كل ذلك هو ما يشجع تركيا على الأستمرار في عدوانها . فمنذ البدء ، الكل تملق تركيا ، وهم يعروفون نواياها وأهدافها ، بيد لا احد يبدو يعرف أو يقر في تلك الحقيقة البسيطة . فقد دراج ساسة العراق ، من فوق لتحت ، على سياسة النعامة ، بدس رؤوسهم لعمق ما يمكن بتراب ، حتى لا يصل سمعهم أو بصرهم شيء مما يحدث حولهم . وبما أن اصحاب تلك السياسة عرض للهلاك من قبل الحيوان المفترسة المتجسد في تركيا في عصر طاغيتها ، فقد آن الأوان لساس العراق أن يؤكلوا ، ويوكل معهم من حولهم بسبب تلك السياسة . وبما أننا نظر لتركيا غدت كحيوان مفترسة ، في عهد أردوغان ، لا تعبئ بقانون أو أخلاق ،، ولا تراعي جيرة ، أو حق ، فيجب التصدي له بكل حزم وبكل ما يملك المرء من عدة وشجاعة . وإذا أردنا نحدد طرق المواجهة مع تركيا ، والتي تبدو لنا محتومة ، لأننا كما قلنا ، أن تركيا مصابه بسعار ، وهذا السعار يشتد ويزداد كلما حاولت الفريسة تجاهل مطاردها . فالعراق الآن هذه الفريسه التي يمني الكل نفسه بالحصول على نتفه لحم من اشلأه . وبما نريد نطرح حل لتلك المشكلة مع تركيا ، والتي تبدو لنا أنها سوف لن تكف وتهدئ ولا تكل عن مطاردة العراق ، 'ما برح العراق يتفاد الصدام معها .. لكن أن نفعل ذلك يحتم علينا هنا أن ننزع من ذهن القارئ كل أمل بأن تركيا سوف ترجع لصوابها ، وتكف عن التدخل في شؤونه إذا تبع معها سياسة النعامة والطرق الدبلوماسية . فتركيا بكل قواها وشعبها ، قد صادرت من قبل هذه تلك الشخصية الكاريكتيرية . فعلينا أن لا نعول على الشعب التركي وقواه في ردع ذلك الدكتاتور الخرف ، لأنه هو الآخر بغالبيته مصادره أرادته . ولا يمكن عود الوعي إلى حاكم تركيا بدون صدمه عنيفة أو صفعه موجعة كصفحة بوتين . وهذا الصدمة سوى كانت أقتصادية أم عسكرية . وعليه ، فتلك ، الحلول التي نقترحها ليس حلول سحرية ، ولا سهلة ، غير أنهم مما لابد منهم لتلافي تتطاول اكثر وأبعد خطراً ، فالسكوت وغض النظر عن تصرفات معتوه تركيا كلها تزيد من غيه وعنجهية . ورغم أن اصرار الجانب التركي على المشارك في تحرير الموصل ، يفضح نفسه بنفسه ، ويكشف عن النية المبيتة لتركي في سرقة ارض العراق ، والاصرار على مساعدة داعش ، والوقوف بجانبها عند محنتها ، فتركيا ليس جيش خلاص عالمي يطرد الشرور ، وليس متيم بالعراق ليضحي في أبناءها من أجل للعراق ومجاناً ، وهذا المآسة في الأصرار التركي أنقلب لشيء مضحك ، حينما يأتي وزير دفاع اكبر دولة في العالم ليتوسط لحماة الأرهاب ، في تحرير الموصل ، وكأن هذا الوزير يجهل نوايا تركيا . وهذه الطرافة تبين عمق الصداقة بين أمريكا والعراق ، وهما يكن الأمر ، فالله المشتكى ، كما يقال . وهذه الحلول الثلاثة هما والذي نرى فيهم طرق في معالجة التردد في اتخاذ قرارة حاسمة تحتملها المرحلة التي يمر بها العراق اليوم بعد الشروع في تحرير الموصل والتهديد التركي ؛

١)

منذ سقوط النظام البعث وأمريكااقامت الدنيا ولم تقعدها بعد عن صداقتها للعراق ، وأنها المدافع عن حريته وأمن وأستقرار وحدته ، ولكننا لحد الآن لم نرى ولم يرى العالم ما يثبت هذا الصراخ والعويل ، بل أننا والعالم معنا كذلك ، يرى أن عكس هذا هو الذي يحدث . أي أن أمريكا هي التي تساعد أعداء العراق وتقدم السلاح والخبرة والمعونة في تحقيق مأربهم . وبالطبع لو أننا لو عددنا كل ما قامت به أمريكا ضده لكانت هناك قأئمة طويلة وعريضة . ولعل أشهر تلك الأعمال ، والتي لا نظن أحد يجادل بها هي وجود داعش في العراق ، سوى كان هذه بتخطيط أمريكي صرف ، إو أن أمريكا كانت تعلم علم القين بهذا التتخيط لوجودها من قبل أطراف محلية وعربية ، فهي تبقى في كلا الأحوال مدانه به ، لانها ، كان على الأقل أن تحذر العراق وتساعده ، والكل يعرف كيف تنصلت في وقتها أمريكا من معاهدة الصداقة والحماية وتركت البلد ، بل راحت ترقب على احر من الجمر سقوط العراق كله بيد داعش ، فلولا الفتوى المشهورة الآية الله السستاني لصبح العراق في خبر كان . وبما أن العراق واقع في مأزق حرج ، ولا يقدر أن يسمي الأشياء في أسماءها ، ويتبع سياسة النعامة ، بكل المراحل التي مره بها منذ سقوط الموصل بيد داعش . وابقى على شعر معاوية التي تربطه في أمريكا رغم أنه لم يحصل من تلك الصداقة سوى المزيد من الدمار والخراب بل كل كلما تقدم العراق خطوط ابتعد أمريكا عنه خطوتان أو أكثر . وهي تعمل في اصرار على عدم اتخاذ موقف ثابت واضح منه ، لغاية في نفس يعقوب كما يقال . وتقودنا هذه المقدمة عن تاريخ العلاقة مع أمريكا لطرح السؤال التالي ، بعد أن بلغ السيل الزبى ، مع العربد التركية المسكوت عنه . مانفع الصداقة مع أمريكا إذاعادت لا تحل ولا تربط ، وهل بات الوقت ، أو الظرف بقطع تلك العلاقة مع أمريكا يخدم مصلحة البلد ، بعد أن أصبحت حمل وعبء إضافي على كاهل العراق المتعب أساس ؟ لا شك أن الإجابة على هذا ليس في الصعوبة التي قد تبدو عليه لوهلة الأولى . فأمريكا لو شأت أن تجيب على هذا السؤال بصراحة ، وبلا موارب ، وتخلت عن الظهور بوجهين ، لقالت ، معذرة أني لا أستطيع أن غير جلدي، وطبيعتي ، فأنا برغمانتية حتى النخاع ، ولابد أنكم تعرفون ماذا يعني أن يكون المرء برغمانتي، . هي ، تعني حسب تعبير الفيلسوف الأنكليزي رسل ، أن لا يرى العصفور جميل حتى يكون مشوي . فأنا لدي أصدقاء يغدقون على الأموال والهبات لكي اتعامل معكم بهذا الطريقة ، من عدم صدق وفاء ، ولا التزم في وعودي . وسوف أبقى على تلك الحال ، في التعامل معكم ، حتى ينضب أخر دولار في خزائن هؤلأء الاعراب ، الذين امتهنوا الجريمة والآرهاب . وعليك أن لا تعولوا علي كثيراً ، فأنا لا أستطيع قاوم اغراء هبات الآعراب لسواد عيونكم . وعليك الآن أن تستفيدوا من صراحتي هذه ، التي هي نادرة وتصدر عني بعفوي في لحظات نادرة ، وتعملوا وفقاً لها ، وتكون شجعان وتتخذوا الموقف المطلوب منك وما يخدم بلدكم وعذر من أنذر . وهذا الجواب المفحم لا يحتاج لتعليق وإنما يحتاج شكر صاحبه على جرءته قي قول الحقيقة . والعمل وفقاً له .

( ٢)

أما الحل الثاني , والمفترض كان أن يتخذ منذ زمان ، ومدة طويلة ، بناء صداقة قوية ومتينة مع روسيا . ومعلوم أن روسيا انبثقت بقوة ثانية ، بعد انهيار السوفيت عقب احداث أوكرانيا وقلب روسيا الطاولة ، على من أراد تحجيم روسيا وجعلها دولة هامشية ، لا تأثير لها على الأحداث العالمية . غير اصبح لها حضور فعلي في المنطقة غب تدخلها في الحدث السوري وتوفيتها الفرصة على حماة الأرهاب سقوط سوريا في أيدهم . وبهذا التدخل ، انبثقت روسيا كالعنقاء من جديد ، ونتهت مرحلة القطب الواحد ، والسيادة المطلقة للأمريكا . فبات لمن لا يجد له ملاذ عند أمريكا ، الألتجاء لروسيا . وقد اتجه العراق بقوة في فترة المالكي لروسيا لكن هذه المحاولة أجهضت على الفور ، وكانت أحد الأسباب في عزل المالكي وابعاد روسيا عن العراق . ولكن الظروف الحالية تستوجب أعادة النظر في هذا الأبتعاد الذي حتمه على العراق أعداءه . وبما أن الكل يعرف عمق الخلاف بين سياسة روسيا وأمريكا ، فأقل ما يقال عن أمريكا أنها متورطة مع الأرهاب ولديها صلات كبيرة به ، بحكم صداقتهامع رعاة الأرهاب من سعودية ودوّل الخليج والتي لا تستطيع أمريكا التضحية بهم على مذبح العراق . فأمريكا بحكم هذا الوضع لا يمكن أن تكون ضد الأرهاب بصورة جدية ، بعكس روسيا ، التي تقاطع مصالحها مع الأرهاب بشكل مطلق . ولكونها ليس له علاقة متينة مع حماة الأرهاب . لهذه فهي تحاربه بصدق . ولا تخذل أصدقها كما تفعل أمريكا عن طيبت خاطر مع كل بريق لذهب أو دولار . لقد عملت دولة الخليج عن طريق عملاءها في الحكومة العراقية في ابعاد العراق عن روسيا وتركه وحيد ، بحجة الصداقة الامريكية تكفيه شر أعداءه . والذي تبين لنا أن صداقة أمريكا لا تهش ولا تنش . فصداقة روسيا الآن جداً ضرورية ، فهي دولة قوية وتستطيع تحمي أصدقاءها في الملمات ، ومن يحترم علاقاته معها . ثم هذه الصداقة ، تجعل من أمريكا بذات تحترم كل من يجروء على مخالفتها بجدية ويشد العزم رفض التسويف والخيانة . وعليه فأن الأبتعاد عن روسيا سهل كثيراً التطاول على العراق والاستفراد به وجعل يخضع بشكل مهين إلى الأبتزاز الأمريكي المدفوع من قبل دعاة الأرهاب . ولا نظن أن فات الأوان على عقد صداقة قوية مع روسيا ، مدام الجيش العراق والحشد تعافئ واصبحوا قوى يمكن الأعتماد عليهم حتى عقد صداقة قوية مع روسيا تغني عن الخنوع إلى أمريكا بشكل مهين مادامت غير قادرة على مصادقة العراق تحت ظل خضوعها لرعاة الأرهاب ولعابها يسيل على أموالهم .

( ٣)

الحل الأخير ، والذي هو حل صعب ، ولكنه حل اخر العلاج ، والذي هو الكي كما يقول المثل العربي . ونقصد بهذا الحل الحرب ، ولعل لهذه الكلمة لها وقع ثقيل على السمع . غير أننا لا نقصد بها الحرب بمعناها الحرفي ، وإنما عنينا الحرب على التواجد التركي في العراق . وليس شن عدوان على الارض التركية . ولكن ، على شرط ، يجب التقديم لتلك بحرب اقتصادية ، شاملة ، على أن يدخل الأكراد كطرف فيها ماداما محسوبين على العراق وجزء منه . فتركيا الآن تعاني مرض أو نزعة عداونية . وحينما تكون دولة واقع تحت تأثيرا تلك النزعة يكاد يستحيل التفاهم معها بطرق العادية . فهي مثلها ، مثل السعودية الواقع تحت تأثير النزعة الوهابية والتي تبذل في سبيلها كل غالي ونفيس ، وقد توردها لحتفها ، ومن المستحيل شفاءها منها . فمثل تلك الأمرض يتعذر التفاهم وقف أصحابها عند حدودهم بطرق القانونية ، ما داموا يَرَوْن فيك كأئن ضعيف ، وخصوصاً حينما لا يكون هناك عقاب يهددهم على افعالهم . فستهتار تركيا ينبع كله ، من أن المجتمع الدولي ما عاد مؤثر وواقع تحت تأثير المخدرات السعودية ودوّل الخليج ..فبدون رد قوي على تركيا ، بشكل الأقتصادي اولأً ، وبعد حينما تتطاول اكثر يصبح لا محيص على اتباع طريق أخوك مجبر لا بطل .

لا شُل أن هذه الطرق التي عددناها كان يجب اتخاذها منذ فترة طويلة لكن تعقيدة الوضع العراق ، وأتباع سياسة النعامة وغض الطرف وتقبيل الأيادي ، هي كلها التي ساهمة في وصلونا لهذا الوضع . وبالطبع لا يمكن تحميل طرف واحد لهذا العبء . ولكن يمكن ، تحميل سياسة تقسيم العراق إلى شيعة وسنة وكل فريق منهم يإزر صاحبه ، هي في الحقيقة خدعه عالمية ومحلية وأقليمية وقع فيها الكل وصدقها عن حسن نية أو سوء طوية الطرفين . فيما تبق الحقيقة أن هناك عملأء وخدم يسوقون تلك البضائع لخدمة اهدافهم ومصالحهم . ومهما يكن الحال ، فيجب أن نقول ، في الختام ، بما أن العراق اصبح لديه جيش قوي يستطيع دحر الأرهاب في عقر داره ، فعليه الآن هو الذي يقرر أن يختار أصدقاءها ، ولا يفرضون عليه ، فالأصدقاء من هذه النوعية لا يجلبون سوى الكوارث وما لا تحمد عاقبته . فلتكن معركة العراق ليس من أجل تحرير ارض وإنما من أجل نيل استقلاله وجعل الأصدقاء قبل الأعداء يعترفون بهذا الأستقلال .

هاني الحطاب





Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google