إنني أهنيء المرجعية وعلى رأسها السيستاني
إنني أهنيء المرجعية وعلى رأسها السيستاني


بقلم: زكي رضا - 24-10-2016
كثيرا ما نرى وزراء ونواب برلمان وسياسيين و " مثقفين" إسلاميين و " قادة " عسكريين ومعممّين وقضاة يرفعون التهاني والتبريكات والتعازي تارة للمرجعية الدينية وعلى رأسهم السيستاني في مناسبات مختلفة، منها ما هو سياسي ومنها ما هو عسكري ومنها ما هو ديني وطائفي. فنرى مثلا أنّ هؤلاء يزّفون للمرجعية آيات من التهاني بمناسبة " فوزهم " بالإنتخابات التي رعتها المرجعية التي تقف على مسافة واحدة من الجميع!!! وفي مكان آخر يرفعون اليها التهنئة بمناسبة تشكيل الحكومة على الرغم من انّها شكّلت في طهران بعد مخاض عسير. كما وأنّهم يزفون اليها التهاني بعد تحريرهم لمدينة ما علما من انّهم سلّموا تلك المدينة للإرهابيين الدواعش، ناهيك عن سيل التهاني في المناسبات الدينية كميلاد محمد او الطائفية من تلك التي تخصّ المناسبات الشيعية.

بالأمس خرج علينا القاضي "محمود الحسن" الذي عرفته الجماهير وهو يوزع سندات أراض كرشوة إنتخابية لصالح ولي نعمته الذي سلّم ثلث مساحة العراق لداعش أي المالكي على صفحته الشخصية في وسائل التواصل الإجتماعي "الفيسبوك"، ليزف التهاني للمراجع الدينية في النجف الأشرف إذ كتب "نهنيء مراجعنا العظام والشعب العراقي كافّة بالتصويت على مشروع القانون الذي تقدم به القاضي محمود الحسن وصوتت عليه اللجنة والخاص بحظر واستيراد وتصنيع وبيع الخمور انواعها وهذا ما اكده الدستور العراقي بكافة القانونية"*، هذا القانون الذي يخالف الفقرتين "ب" و "ج" من المادة الثانية من الدستور واللتان تنصان على "لا يجوز سن قانونٍ يتعارض مع مبادئ الديمقراطية و لا يجوز سن قانونٍ يتعارض مع الحقوق والحريات الاساسية الواردة في هذا الدستور" على التوالي.

إن كان لهؤلاء الفاشلين مجتمعين أن يزفوا التهاني للمرجعية وهي فرحة بهذه التهاني، فأنني كمواطن عراقي ارى من واجبي أن أهنيء المراجع العظام على عظمة بلدنا في عهدهم وعهد الأحزاب التي تدور في فلكهم ومن خلالهم أهنيء ولي الفقيه الخامنئي على سير بلدنا بقوة ليكون جزء من ولاية الفقيه التي يقودها.

أهنيء مراجعنا العظام وشعبنا العراقي على عدم توفر الأمن في بلدنا منذ الإحتلال لليوم.
أهنيء مراجعنا العظام وشعبنا العراقي على إستشراء الفساد والرشوة في مؤسسات الدولة وعلى أعلى المستويات.
أهنيء مراجعنا العظام وشعبنا العراقي على نهب ثروات البلد وتبديد ثروته الوطنية.
أهنيء مراجعنا العظام وشعبنا العراقي على إنهيار النظام التعليمي بالبلد وتسرب مئات آلاف الطلبة من المدارس.
أهنيء مراجعنا العظام وشعبنا العراقي على إنهيار القطاع الزراعي والصناعي.
أهنيء مراجعنا العظام وشعبنا العراقي على إنهيار القطاع الصحي وتفشي الأمراض بين صفوف الفقراء.
أهنيء مراجعنا العظام وشعبنا العراقي على عيش مئات الآلاف في العشوائيات.
أهنيء مراجعنا العظام وشعبنا العراقي على زيادة نسبة البطالة وإزدياد رقعة الفقر.
أهنيء مراجعنا العظام وشعبنا العراقي على زيادة جيوش الايتام والارامل ومعاناتهم.
أهنيء مراجعنا العظام وشعبنا العراقي على تفشي المخدرات القادمة من إيران بين شبابنا.

إننا نعيش اليوم زمن الإنحطاط الإسلامي بأكثر صوره بشاعة وهمجية، أننا نعيش عهد أسود لقوى ظلامية تريد أن تعيد شعبنا لصحارى نجد والحجاز من خلال مسخ آدمية الإنسان العراقي وقد نجحت لحدود بعيدة في مشروعها الجهنمي هذا. إننا نعيش زمن الإنحطاط الإسلامي الفاقد للكرامة والوطنية، أنه عهد اللصوص والمجرمين، أنّه عهد العمائم عمائم السحت والمال الحرام.

*أنا لن أنافق حتى ولو وضعوا.. بكفي المغارب والمشارق.. (الشاعر أحمد مطر).

زكي رضا
الدنمارك
24/10/2016



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google