العراق يخطو حثيثا نحو نظام ولاية الفقيه الإيراني
العراق يخطو حثيثا نحو نظام ولاية الفقيه الإيراني


بقلم: مهدي قاسم - 25-10-2016
يخطأ البعض إذا اعتقد بأن احزاب الإسلام السياسي " الشيعية " فاشلة في كل شيء و من كل ناحية ، ما عدا شطارتها و براعتها و مهارتها الملحوظة على صعيد اللصوصية والفرهدة للمال العام ..
صحيح إن ساسة و زعماء هذه الأحزاب الفاسدة قد فشلت طيلة السنوات العشرة الماضية في إدارة شؤون البلاد والعباد و الحيوان بل و حتى الجماد ، أي في كل شيء ، إلا أنهم إلى جانب براعتهم الممتازة و نجاحهم الفائق !! في عمليات النهب المنظم للمال العام ، فأنهم قد نجحوا و أفلحوا أيضا ــ ولو بخطوات بطيئة و وئيدة و تدريجية مدروسة ــ في وضع لبنات و صروح نظام ولاية الفقيه الإيراني في العراق ، ليس فقط من خلال وجود ميليشيات تعلن ولائها الصريح والسافر للنظام الإيراني و تحديدا للخائمني ، ولا من خلال نشر صور زعماء النظام الإيراني في أنحاءعديدة من العراق ، إنما من خلال تشريع جملة قوانين ذات منحى ديني متشدد ، و شبيه بالذي مفروض على الشعب الإيراني عبر وسائل قمع و عسف و تنكيل و بطش فاشي فظيع ؟..
كما هناك مجموعة ممنوعات و حظر شفهية على شكل أوامر و غير مكتوبة ، ولكنها جارية و سارية بين الناس على شكل تحريض و تهييج ، طالت كل حقول الفنون و الأغاني و أماكن التسلية واللهو البريء : سيما الأغاني الشعبية والتراثية ، على اعتبار أن الأغنية حرام ؟!! ، لكونها تعبّر عن بهجة و سرور( كأنما المواطن العراقي المعاني و المغلوب على أمره مغمور بالفرح والسرور بفضل هذه الأحزاب الفاسدة ) و حيث لا يجوز ، يعني ، إنه ، لا يحق للعراقي أن يفرح أو يبتهج قليلا مرفها عن نفسه ، و ذلك بسبب فاجعة كربلاء ، إنما عليه أن يعبّس بوجه مكفّهر و متجهم ، ليلا و نهارا و على طول السنة كلها ، وهو على وشك انفجار ببكاء حار و مرير!!..
لقد نجحت هذه الأحزاب بإسلمة المجتمع العراقي و بشكل سلبي و زائف أو تديَّن آلي ، و لهذا فلا يستطيع المرء النوم ليلا في بغداد مثلا لأن ثمة مئات مكبرات صوت تبدأ بالزعيق منذ الثانية فجرا حتى الخامسة صباحا بين تلاوة قرآن و دعاء لفترة طويلة و حتى يحين وقت آذان الفجر ..
في الصباح نفس الحالة يواجه المرء في الشوارع أو في وسائط النقل و كذلك ظهرا و مساء ..
و الويل لمن يطالب بخفض الصوت الزاعق و الحاد في السيارة أو في أي مكان آخر ، أما من يتجرأ ليسمع أغنية فيروز صباحا فألف ويل له و ثبور !!..
و لهذا فأنا أنظم إلى المطالبين بضرورة إقامة نظام الإقاليم في العراق ، لأنه يبدو بدأت تتكون في العراق مجموعات أو فئات بشرية " شبه بدائية ، بحيث أصبح من الصعب العيش معها ضمن سياقات حضرية و مدنية عصرية ..
و بالمناسبة و مثلما كتب أحد الكتّاب الروس ردا على أساليب القمع الستالينية بأن الإنسان لا يعيش بالخبز وحده ، فيمكن أن نضيف نحن في هذا السياق بأن الإنسان العراقي لا يعيش من النفط وحده ..
فيجب أن تكون حرية المواطن العراقي أهم من النفط و من نظام ولاية الفقيه الإيراني القمعي و من بيادقه المنخورة في العراق ..



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google