من يشارك في تحرير الموصل حقا ؟
من يشارك في تحرير الموصل حقا ؟


بقلم: عماد علي - 26-10-2016
نسمع كثيرا عن اشتراك الجهات المتعددة في عملية تحرير الموصل و في الوقت نفسه لم يتوضح عن حقيقة من يشترك في العملية من عدمه، في المقابل ينفي البعض من اشتراك بعض اخر منهم علنا و يؤكد الاخر عن مشاركته رغما عن البعض الاخر النافي لذلك . بين مشاركة الاطراف ضاعت علينا القصة الحقيقية او موقف و نظرة كل طرف، اي انه واقع مرير يمكن ان نضيع فيه بين الحانة و المانة و الاهم هو هل تضيع لحانا، فسيكشفه لنا واقع المدينة لمابعد التحرير و ما تجره العملية لما يمكن ان يستقر عليه الوضع و ما تثبت المحافظة على حالتها السياسية الجديدة . الجدير بالذكر ان العملية كبيرة و مخططة لها من الاطراف العديدة، سواء من كانوا يشاركون الان فيه او لم يشاركوا، و لكن لكل منهم رغبته الجامحة في ان تكون له اليد الخاصة به في تحريك ما يمكن ان تصل اليه المحافظة، و يمكن ان تكون المخططات متقاطعة مع البعض كما تقابل الاطراف مع بعضها متخالفين و متصادمين، و نرى ذلك من خلال بيان الخلافات العلنية لحد وصولهم حتى التلاسن بعيدا عن التشاور و التفاهم . لو لم ندخل في الجزئيات فيمكن ان نحصر ثلاث جهات رئيسية؛ ايران و سلطة العراق المهيمنة و تركيا و سنة العراق و جزء من الكورد المائل الى ما ينويه هؤلاء، مع الكورد المتوزعين اصلا، الا انهم لهم احلام و توجهات خاصة بهم حول الكورد الموجود في تلك المحافظة و ما يجب ان يكونوا عليه بعد التحرير، سواء يكونوا جزءا من القضية الكوردية في اقليم كوردستان او تكون حالهم ملتصق بالمحافظة او الاقليم المستقبلي، و هذا ايضا فيه خلافات حتى بين الكورد انفسهم، و على الرغم من وجود العراقيل السياسية و من افرازات المعادلات الجارية و ما ينتج منها من الحال و المواد المتضررة المفاجئة الصادرة منها خلال جريان العملية . اي الاختلاط و الموزائيكية المكوناتين الموجودة في المدينة يمكن ان تصعب الحال اكثر من تسهيلها، بل حتى يعتبرها البعض ان ما تقع عليه المحافظة ما بعد التحرير يمهد على ما يكون عليه مستقبل العراق سياسيا و ديموغرافيا .
تراهن جميع الاطراف المشاركة وغير المشاركة على معركة الموصل و ما يكون مصيره لتحقيق احلامهم و اهدافهم المختلفة و المتعددة التوجهات و الخلفيات . لا يمكن ان تتلائم بعض الاهداف و النيات التي يحملها البعض مع العوامل المطلوبة التي يمكن ان تدفعهم الى يتفقوا او يتواصلوا مع البعض لانهم متقاطعون مع البعضاصلا لاسباب تاريخية و جغرافية و ديموغرافية و سياسية ثابتة حتى اليوم، و الموصل مدينة حكمتها الجهات و الاطراف المختلفة ايضا طوال تاريخها الغابرة و الحديثة، و معركة الموصل اليوم فاصل تاريخي عدا كونها انعطافة في الكثير من المجالات و فوق جميعها السياسية و مستقبلها و مصيرها النهائي . و عليه تصر جميع الاطراف ان تكون لها قطعة ما من الكعكة و ان كانت هناك صعوبة في ان يحصل كل منهم على النسبة ذاتها و ان تحقق احلامها الكبيرة فيها .
الاطراف المشاركة و منها تحاول ان تشارك كثيرة سواء بشكل مباشر او غير مباشر، و لكل منهم اساليبه و وسائله و طريقته و خططه و اجنداته و اعتماداته، بعضهم؛ الواقع يسهل له المشاركة باي شكل كان، الاخر له وسائله السرية و تحالفاته و تحركاته الخبيثة كانت ام صريحة، البعض الاخر له ثقله المعلوم و لا يمكن ان يتحرك الا في مجال امكانياته و قدرته فقط، و من خلال هذه المعمعة هناك توابع للاطراف الدولية و الجهات المختلفة في المنطقة و يعمل بالوكالة من اجل من يوالونه في السراء و الضراء .
و من خلال هذه العملية تبين مدى الخلافات الموجودة بين جميع القوى حول مواضيع هامة و هو مشاركة ما هو المحسوب على السنة و الشيعة و الكورد على الارض من التوابع عسكريا و بالاخص الحشد الشعبي و الحشد الوطني و العشائر المختلفة و القوى السياسية المتععدة الشكل و الاهداف ايضا في هذه العملية و ليس ما يخص المحافظة و مستقبلها بحد ذاتها فقط .
اما مستقبل المدينة او المحافظة بشكل كامل، فانه يمكن ان نقراه وفق التكهنات و المشاريع المختلفة الموضوعة و ما ينجح منها في نهاية الامر و من يكون المتسلط المسيطر الحاكم اكثر من غيره، هل تكون الدولة العراقية ام الاخرون و هل تبقى متوحدة ام تمسها الانشطار او التقسيم او التوزيع على ثلاث محافظات ضمن اقليم جديد، ام تبقى غير مستقرة لمدة طويلة مما يصيبها التمزيق و التهميش، و يمكن ان تدور فيه المعارك الجانبية لمدة غير قليلة . و هناك دواعم او عوامل تدفع لعدم بقاء المحافظة كما هي او لم ترسخ طريقة لتوحيدها ثانية بعدما اصابها التفريق و الاختلافات و الخلافات الطائفية الجذرية التي لا يمكن ان نعتقد بانها يمكن ان تتصالح او تتفاهم بالشكل المطلوب لبقاء وحدة المحافظة . و عليه يمكن ان نقول لا يمكن لاي طرف مهما كانت مواقف السلطة المركزية و توجهاتها ان يبقى بعيدا دون مشاركة و هو ينتظر ما يؤول اليه، فان كل طرف يستخدم ما لديه من اجل المشاركة الفعالة لضمان تحقيق اهدافه مهما كان نجاحه نسبيا وفق ما يفرز خلال العملية و بعدها، المشاركون داخليا هم؛ الجهات الثلاث و المحورين بشكل خاص، و خارجيا من المنطقة من الجانبين ايضا المحورين الشيعي و السني لكون العملية تمس استراتيجيتهما و دوليا من يشرف هو امريكا ظاهريا الا ان العملية مرتبطة بمدينة الحلب و القضية السورية، لذلك يمكن ان نعتقد بان روسيا ايضا من المشاركين رسميا و بشكل غير مباشر، هذا عدا تركيا و المتحالفين معها داخل العراق و في المنطقة سواء ضمن محورهم او خارجه، و ايران ايضا وفق تحالفها مع الدولة العراقية و جزء من الكورد او ثقلها المؤثر الاكبر، و ما تهدف اليه لوحدها ايضا بماتعتقد من انها لها اهداف خاصة ايضا بعيدا عن دول المتحالفين مع البعض المشاركين بشكل او اخر في عملية تحرير الموصل . كان من الاجدر ان تكون بعض الاطراف بعيدة لكونهم حاملات لاجندات خاصة على العكس مما يهم العراق كدولة مركزية، الا ان السيادة الناقصة و المشاكل الداخلية العميقة مهدت لمشاركة القاصي و الداني، و يكون لهم كلمتهم و ارائهم و مواقفهم المؤثرة سلبيا على عملية تحرير الموصل و مستقبلها .



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google