عن منع المشروبات الكحولية
عن منع المشروبات الكحولية


بقلم: مصطفى غازي فيصل - 27-10-2016
[email protected]
أنا لست ممن يشربون الخمر وكذلك لست برجل دين ولا ناسك ,لكن عندما تكون هناك مسألة تمس بالحقوق والحريات الفردية ومبادىء الديمقراطية لاي فرد من المجتمع من الواجب عدم السكوت عنها ,حيث اقرالبرلمان العراقي قانونا يمنع بموجبه تصنيع وبيع الخمور في البلاد ,وهوقرار أن نظرنا له بعين واحدة سيكون صائباً ومطابقاً للشرع بغض النظر عن صحة التحريم والتحليل وماالى ذلك من الامور الفقهية , والاولى أن ننظر له بكلتا عينينا ,حيث هناك عدة دول اقليمية مجاورة للعراق نصت قوانينها على حظروتجريم بيع وتصنيع وتناول الخمورمن باب تطبيق الشرع والحفاظ على المجتمع , لكن أتت النتائج عكسية فأستغل بعض ضعاف النفوس من المتاجرين حاجة الناس لشيء يعوضهم عن ما افتقدوه من متعتهم بالمسكرات , فكانت لهم الفرصة متاحة لبث سمومهم الأخطر وهي المخدرات التي يكون تاثيرها أشد وأعنف على المجتمع وعلى الشباب بشكل خاص , ومن هنا يتضح لنا أن الحكومات مهما كانت قوية أمنيا من الداخل بتطبيق قوانينها هي ليست بمقدورها أن تحد من ظاهرة بيع المسكرات والمخدرات على حد سواء ,وانما كل ما تشددت قوانين المنع ,أزداد الترويج من تحت العباءة ( أي في الخفاء) ومن باب (كل ممنوع مرغوب ) ,أذن كان الاولى أن ينظم قانون يحدد ضوابط عملية استيراد الخمور وصناعتها وكذلك عملية اصدار اجازات فتح الاماكن التي تروج لها مثل الاندية الاجتماعية وحتى البارات ولتكن الاجازات لمعتنقي الديانات الاخرى حصراً, أضافة الى تحديد أعمار مرتاديها لتكون للبالغين فقط ,مما يسهل عملية ضبط تلك الاماكن وحصرمرتاديها والذين ستكون تصرفات أغلبهم بمستوى المسؤولية بسبب المراقبة ,قبل أقرار قانون المنع هذا كان هناك منع لبيع وترويج المشروبات الكحولية من قبل الحكومات المحلية في بعض المحافظات,لكن المنع هذا لم يستطيع أن يحد من ظاهرة البيع والتعاطي ,والشيء الغريب كان أغلب من يبعونه هم من المسلمين ,أي انه لاجدوى ترجى من عملية المنع وأنما ستكون حافزاً لزيادة العاملين في هذا المجال لمردوداته المالية العالية ,فأي تجارة غير قانونية تكون أرباحها مرتفعة نسباً, وكما اسلفت الافضل أن يكون هذا العمل مجاز قانونياً و بيد أهل المهنة الاصليين من معتنقي الديانة المسيحية .
الحقوق والحريات الشخصية للفرد خط أحمر يجب عدم تجاوزه ,طالما هي لا تؤثر على سائر المجتمع بحيث إن كانت نافعة نفعها على القائم بها وإن كانت مضرة ضررها على القائم بها أيضاً ,ولندع الثواب والعقاب لله الواحد الاحد.



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google