العراقيون الأكثر لطفا مع الغرباء في العالم
العراقيون الأكثر لطفا مع الغرباء في العالم


بقلم: سالم سمسم مهدي - 28-10-2016
بالرغم من المصائب التي صُبت على رؤوس العراقيين طيلة عقود من الزمن ببؤسها وشقائها وعذابها الذي لا يوصف ليقتل من يقتل ويعاق من يرمى في سجل الذين ينتظرون الموت البطيء ولتترمل النساء ويتشرد الاطفال في فساد من قبل عصبة من الفجرة انحدروا بالعراق إلى أسفل درجات الانحطاط في السجل الإنساني فدمروا الأخلاق وأجهزوا على معايير القيم إلا أن الكثير من العراقيين كانوا فوق مستوى هؤلاء العابثين واستطاعوا أن يحفظوا للبلد بعضاً من الصفات التي وجد من يعنيهم ذلك في العالم انفسهم مجبرين على الاعتراف بها ...

وبالرغم من العنف المدمر في العراق فإن السكان يعدون اكثر الناس ترحيبا بالأجانب حيث أفاد مؤشر "" عطاء العالم في 2016 "" الذي تصدره مؤسسة منظمة المساعدات الخيرية بأن ثمانية من أصل عشرة مواطنين عراقيين ساعدوا اشخاصا لا يعرفونه ...

يُقر من كتبوا التقرير ان ابرز ما جاء فيه ( ويتناول دول عديدة من العالم من بينها الولايات المتحدة الامريكية ) لطف العراقيين لمن لا يعرفونهم رغم انهم يواجهون ولسنوات عديدة الصراع والعنف الفظيع ولكنهم لم ينسوا تقاليد الضيافة لمن لم يسبق وان تعرفوا عليه ...

هنا أود أن أشير إلى حقيقتين الأولى تتعلق بوسائل الاعلام التي تتصرف بازدواجية مع قضايا الشعب العراقي ومازالت تدس السم في اخبارها والبرامج العامة التي تخص العراق من خلال الاسئلة التي يطرحها معدي ومقدمي هذه البرامج ...

هذا من جهة ومن اخرى الاشخاص المشبوهين الذين تستدعيهم في هذه البرامج ويتم اختيارهم بدقة وعلى اساس قدرتهم في تشويه الحقائق من خلال وضع كلمات وحروف تعكس معاني العبارات والكلمات وكذلك بالاعتماد على صور ومقاطع قديمة مفبركة أو انتهاكات ضيقة يمارسها بعض الافراد قليلي المعرفة وهي محل رفض من قبل الغالبية والقيادات العليا ولكنها في النهاية تسيء للقضية العراقية المشروعة بالتصدي للدواعش الفاسقين ...

أما الحقيقة الثانية فتتمثل بالأخطاء الجسيمة التي ترافق عملية التشريع والتنفيذ في أوقات غير مناسبة وغير متوقعة يفوق ضررها الكبير ما فيها من نزر شحيح من الفائدة وكما حصل مع قرار منع الخمور غير المدروس والذي حاول فيه نفر من الاشخاص تبييض صفحتهم السوداء الملطخة بدم الشعب ومعاناته بسبب فشلهم وارتكابهم المعاصي الفظيعة التي نهى عنها الاسلام الذي يتحججون فيه ...

وفي كل الأحوال يبقى ما جاء في مؤشر عطاء العالم 2016 محل فخر لأن العراقيين ما زالوا متمسكين بأقصى قدرة تحمل بأخلاقهم ومفاهيم التآخي البشري بالرغم مما سببه لهم المحيطين بهم من طعنات وانتهاكات لا يتحملها أي شعب أخر .

سالم سمسم مهدي



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google