بماذا كان بوش الأبن أفضل من ترامب ؟
بماذا كان بوش الأبن أفضل من ترامب ؟


بقلم: مهدي قاسم - 13-11-2016
هذا السؤال سرعان ما يخطر على بال المرء وهو يرى و يشاهد مستغربا احتجاجات كبيرة و متواصلة مصحوبة بأعمال عنف و نهب و و شغب في بعض الولايات الأمريكية ، تعبيرا عن رفض لفوز ترامب بالانتخابات ، و كأن المسألة هنا مسألة تحد و مزاجية فحسب ، أكثر مما هي انعكاس للإرادة الأغلبيةالتي صوتت لصالح ترامب ..
غير إننا لو وضعنا كل هذه الأمور جانبا، و قارننا بين ترامب و بين بوش الأبن ، لاكتشفنا بأنه ليس فقط لا يوجد فارق كبير بين الاثنين ،من ناحية " السلوك البلطجي " إنما ترامب قد يكون أفضل بعض الشيء من بوش الابن ، و ربما أكثر " مبدئية " و ذو مواقف واضحة، لا يميل لمجاملات أو مساومات سياسية مدفوعا بمصالح و منافع شخصية كما بوش الابن ..
مع العالم إن الوقت لا زال مبكرا جدا للحكم و البت القاطعين في هذه المسألة بالنسبة لترامب..
إلاأن الحقيقة التي لا تُنكر وهي : إن هذا الأخير ، أي بوش الابن كان يرتبط ــ مثلا ـــ بعلاقة مصالح عائلية ذات طابع " نفطي " بالعائلة الملكية السعودية، لحد كان صديقا شخصيا للأمير بندر ، طبعا مقابل السكوت عن تورط النظام السعودي بالإرهاب من خلال نشر الفكر التكفيري في العالم ، بواسطة الجوامع والمساجد التي يشيَّدها النظام السعودي في معظم أنحاء العالم ، و أن غالبية المهاجمين الانتحاريين للمركز التجاري الأمريكي كانوا من السعوديين ، ومع ذلك فأن بوش الأبن بدلا من أن يهاجم السعودية نجده هاجم أفغانستان !! ، و نفس الشيء يمكن أن يُقال عن العلاقة البوشية ــ القطرية ، و إلى جانب ذلك فقد قام بوش الابن بأحتلال كل من افغانستان والعراق و هدد بأحتلال بلدان آخرى ، دون أن يثير " مخاوف " العالم الغربي " بسلوكه البلبطجي ذاك ، ولا قام الشارع ألأمريكي باحتجاجات جماهيرية كبيرة ضد سياسة بوش الابن ، مثلما يفعل الآن ضد ترامب ، مع العلم إن ترامب لم يفعل شيئا رسميا حتى الآن ، لكونه غير مستلم بعد مهامه الرئاسية ، و ربما سيتبع سياسة مغايرة تماما لما قاله و صرّح به أثناء حملاته الانتخابية ..
لأن ثوابت المصالح الأمريكية في الخارج تبقى هي " مقدسة " و خطاأحمر أمام أي رئس أمريكي كانو مهما كان ..
فمن المعروف أن القول في الانتخابات شيء ، من حيث يكون بعيدا ــ عادة ــ عن الأفعال و الأعمال الحقيقية ما بعد الانتخابات، سيما اثناء الممارسات للمهمات الرسمية ، ليكون شيئا آخر تماما في نهاية الأمر..
و إلى جانب كل هذا هناك دلائل غير مباشرة ، تُشير إلى فساد هيلاري كلنتون كسياسية تُسهل عملية رشوتها بسهولة ، خاصة من جهة قبولها منحا مالية من النظام السعودي و القطري تحت ذريعة دعم مؤسسة كلنتون للأعمال الخيرية ؟!!..
و المثير في الأمر أنه ليس " الجماهير الغفيرة " وحدها فقط ـــ و جلها من نساء ناقمات على تصريحات ترامب ضد النساء ، و إنما ثمة أقليات آخرى أيضا احتجت ضد فوز ترامب ، و كذلك عبَّر عديد من ممثلين و فنانين و بعص الصحف الأمريكية المعروفة عن دعمهم لكلنتون ، مدفوعين بعواطفهم ومشاعر الكراهية ضذ ترامب أكثر مما يكونوا مدفوعين بصواب عقولهم ووضوح رؤيتهم للأمور ولما ورء الكواليس السياسية ..
لنتكشف في النهاية ، كعبرة ، ــ من نتائج الانتخابات الأمريكية وجلاجلها ــ بأنه لا يوجد شيء اسمه الحياد أوالاستقلالية ، و لا الإيمان المطلق و الكامل بالديمقراطية لا عند جماهير غفيرة ولا عند بعض صحف " مستقلة " ولا عند ممثلين و فنانين الذين يعدون أنفسهم مستقلين !! ..
فقد حصل ترامب على أصوات كثيرة ، لا يطالها شك في مصداقتها و نزاهتها ، إلى درجة جعلت الحزب الجمهوري ذات أغلبية في الكونغرس، ومع ذلك فأن مئات الآف من الأمريكيين لا يعترفون بهذاالفوز و يطعنون بنتائجه ، مطالبين بتنصيب هيلاري كلنتون " رئيسة " !! ، على الرغم من فشلها و هزيمتها الواضحتين ..



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google