الكرادة الارهاب قتل ابناءها , والحكومة افقرت حالها
الكرادة الارهاب قتل ابناءها , والحكومة افقرت حالها


بقلم: راجي العوادي - 15-11-2016
حي الكرادة في بغداد عرف منذ وقت ليس بقليل انه حي غني ماليا,ومتحضر اجتماعيا , فمعظم سكانها من الطبقة الغنية، (تجار)، واغلب أبنائها من الطبقة الواعية المثقفة ...سابقا البغداديون اذا ارادوا الترفيه,والتبضع ذهبوا الى الكرادة مساءا ,واذا ارادوا احياء ليلتهم دينيا كانت الكاظمية وجهتهم ... النظام السابق انتبه الى هذا الامر فضيق الحريات في هذا الحي من خلال نشر مقرات امنية وعسكرية بل جعل مقر منظمة منافقي خلق فيها ... اليوم ماساة الكرادة ان بعض الساسة من ابناءها والمفترض ان تتطور الكرادة لهذه المنسوبية ويرتقي حالها حسب المثل الدارج (الشجرة تفيي على اهلها ) لكن الواقع كان العكس فالارهاب يستهدفها بين الحين والاخر واخرها المجزرة المروعة التي طالت اكبر مول فيها واحترقت أكثر من سبعة مباني احترقت بمن فيها، من اشخاص واثاث وسلع مختلفة, حتى أن أكثر من 200 شخص سقطوا بعضهم جثثهم تفحمت ولم يتعرف عليها الا بفحص (DNA) ... هذا التفجير وسابقه ثم لاحقه بقي يكتنفهما الغموض فالتحقيقات لا تعلن وبقيت كالعادة سببها مجهول الهوية (داعش ) ويروج لها سياسيا بانها عملية انتقامية ردا على تحرير الفلوجة) , ولكن لم يقولوا لنا كيف وصل داعش الى الكرادة في ظل وجود هذه السيطرات المتقاربة ؟!... عائلة فقدت في تفجير المول 7 من ابناءها ,ولكن هذا الحدث المالم لم يهز ضمير احد من السياسين ولم يرف لهم جفن بل صرح احد النواب بوقاحة قائلا : أن تفجير الكرادة جاء كردة فعل عن جرائم المليشيات الشيعية بحق أهل السنة , لكن العالم اجمع ابدى حزنا وتعاطفا في هذه المجزرة حتى ان الشرطة السويدية وشحت سياراتها بالاعلام العراقية بل ان رئيس وزراء استراليا نزل الى الشارع متوشحا بالسواد حدادا على الضحايا , عادل امام فنان تالم لهذا المشهد المروع وابدى تعاطفا وحزنا بقوله : عندما تذهب عائلة كاملة إلى التسوق وتستشهد ولا ترجع!! وعندما يستشهد أكثر من 200 شخص من تفجير بالعراق ولا أحد يتكلم فاعلم أن الإنسانية قد اختفت”.

اليوم الكرادة حي منكوب ومحاصر والدخول له من منفذ واحد ,وشوارعه مقطوعة بالصبات الكونكريته مما جعل بعض سكانه ان يبيعوا بيوتهم بابخس الاثمان بسبب الضغوط النفسية المتواصلة والاجراءات الامنية المتشددة , اما المحلات التجارية التي اعتادت ان تفتح مساءا الى ساعات متاخرة من الليل , فقد اغلقت لدواعي امنية , لان الاجهزة الامنية فالتة وسائبة بل اصبحت الحكومة عاجزة عن توفير الامان , فلجات الى هكذا خيار مما ولد قناعة بتحول الكثير من تجار الكرادة الى تاجير اماكن اخرى في احياء بغداد او ببعض المحافظات الجنوبية ... ويبقى السؤال الكبير شخصيات سياسية وبرلمانية وعسكرية منازلهم في الكرادة وينعمون بالامن والامان , فلماذا لا توفر هذه الحماية لباقي سكانها؟ وهل استهدافها من قبل داعش ناتج عن وجود منازل هذه الشخصيات ام لاسباب اخرى؟ وكيف تصل هذه السيارات المفخخة الى الكرادة التي هي في قلب بغداد مخترقة كل الحواجز الامنية؟



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google