دورة معرض بغداد لم تحقق اهدافها
دورة معرض بغداد لم تحقق اهدافها


بقلم: ماجد زيدان - 15-11-2016
تعتني الجهات الاقتصادية في مختلف البلدان بالمعارض التي تقيمها وتهيأ لها على اكمل وجه ، طبعا حسب الامكانات وتحرص على اوسع مشاركة فيها سواء على صعيد المؤسسات المحلية ام الشركات الاجنبية ولا تقتصر العناية على الجهات الرسمية والعلنية باقامتها ، وانما يمتد الاهتمام الى رجال الاعمال والصناعيين والتجار والزراعيين .. وكذلك المواطنون الذين يجدون فيها فرصة كل من زاوية اهتمامه وهواياته واشباع رغباته .. تتحول ايام المعارض الى كرنفلات لما يصاحبها من فعاليات متنوعة تتعدى الجانب الاقتصادي وتفرعاته الى مختلف النشاطات التي يهتم بها الجمهور وتجتذب اكبر القطاعات منه ..
ان بعضا من هذه المعارض اكتسبت شهرة واسعة طافت الافاق ويزورها الملايين ليس من المدن التي تحتضنها وانما يأتون اليها من كل حدب وصوب .. ونظرا للاهتمام المتزايد والمردودات الاقتصادية الكبيرة ،اصبحت بعض الدول تقيم معارض تتخصص بعرض منتجات محددة وليست شاملة ، كمعارض السيارات او الاسلحة او الوسائل الانتاجية ، بل ان البعض جعل اختصاصه وفروعه في اطار العنوان الواحد مثل معارض صناعة الطيران الحربية وما شاكل . معرض بغداد في دورته ( 43) كان فقيرا والمشاركة هي الاقل على مر تاريخ اقامته ، كان عدد الشركات المشاركة (400) من (12) دولة ، صحيح ان الحرب على الارهاب كانت السبب الرئيس في هذه المشاركة المتدنية ولكن على ما يبدو ان التحضيرات والاستعدادات لاستقطاب مشاركين لم تكن بالمستوى الذي يعيد للمعرض عافيته ...
والامر من ذلك ان الاقبال من المواطنين كان ضعيفا والكثير من الذين زاروه عندما سألناهم كان رأيهم سلبيا والحركة اليه في ادنى مستوياتها ، وقالوا انهم في دورات سابقة يذهبون اضافة الى ذهابهم للفرجة والاطلاع للتسوق ،اذ تبيع الشركات منتجاتها باسعار مخفضة وتعرض ، لاول مرة ، بضائع تنتج خصيصا للمعرض وللداعية للبلد او الشركة المنتجة ، كما ان مؤسسة المعارض تقيم فعاليات ثقافية وفنية تستقطب جمهوراً غفيراً يسهم بكثافته على الفعالية الاقتصادية ، وهنا لابد ان نشير كانت وزارة الصناعة بحاجة الى ذلك للتعريف بمنتجاتها وفي اطار مشروعها " صنع في العراق" .
ربما الازمة الاقتصادية التي يعاني منها البلد حدت من اعتماد الكثير من الافكار سواء من قبل الجهات الحكومية والقطاع الخاص ام الناس ، وقد يكون الاحجام بالنسبة للمواطنين قد تأثر بذلك ايضاً.
ويقال ان الغرض الرئيس وهو توقيع اتفاقات اقتصادية بين العراق والاخرين او المشاركين فيما بينهم يكاد يكون معدوما ، وهذا ليس ببعيد عما ذكر هنا وفي وسائل الاعلام ..
هذه الدورة بحاجة الى جلسة تقييم جادة وموضوعية تسهم الجهات المنظمة والمشاركة ومن الاقتصاديين لايضاح ما عليها وما لها واستنباط الدروس والاستفادة منها في الدورات المستقبلية لان المهم ليس اضافة رقم لعدد دورات معرض بغداد وانما نوعيتها والفائدة المضافة الى الاقتصاد الوطني



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google