الروح الوطنية عبر عنها الناجون من داعش
الروح الوطنية عبر عنها الناجون من داعش


بقلم: سالم سمسم مهدي - 16-11-2016
هزني من الاعماق مشهد طفل خنقته العبرة وتساقطت دموعه بعد ان خلصه الله من سطوة جراثيم داعش وأستطاع أن يصل هارباً إلى القوات الامنية أراد هذا الصبي أن يتكلم فعجز لأنه مشاعره احتبست بين أضلاعه ولم يعد قادراً على الكلام ولكن نظراته وعبراته المتكسرة أوصلت الرسالة عندما قال هلا بيكم خلصتمونا ...

يتكرر هذا المشهد كل يوم وكل لحظة وتعرضه ببث مباشر شبكات التلفزة في لحظات تقشعر الابدان من تأثير ما تحوي هذه المشاهد من قوة تعبير وإثارة للنخوة الصادقة على ما اصاب ابناءنا وأهالينا من ضيم وقهر ومذلة على ايادي حثالات الارض فجاءوا ليدنسوا نقاء العراق وطُهر حرائره ...

لمست الغيرة وعطرها الفواح يعبق من جسد الغيارى الجند الميامين الذين رموا انفسهم في أتون الموت لينقذوا أبناءنا وأخوانا وأهلا لا يعرفونهم سابقاً إلا من خلال رباط الوطنية الصادقة ولكنهم لم يترددوا في احتضان الصغير وعناق الكبير من الذين تهيأت لهم فرصة الفرار من داعش ...

ما يُثلج القلب تلك العبارات الصادقة التي يطلقها الفارون من جحيم داعش وهم يثيرون حمية الجنود الشجعان ويصبون حميم عبارات الغضب على المجرمين الانذال الذين اغتصبوا وأهانوا وقتلوا في ولية جبناء ومذا يتوقع المرء ممن جاءوا دخلاء وغرباء على الوطن ...

كم رائع هو مشاهدة طفلة يغمرها الحبور ترفع علم العراق بيديها الرقيقتين وهي تصرخ فرحة مفتخرة لقد صنعته بيدي وأنا الآن بأمان المشكلة أن الفضائيات الخبيثة لا ترى هذه المشاهد ...

ان ما يثير الدهشة هو صمت الخرسان والطرشان الذي يصيب هذه الفضائيات وما تسمي نفسها منظمات انسانية عندما نسمع ما يطلقه المستغيثين من هذه العصابات المارقة على الدين والقانون وهم يطلبون العون والأغرب من كل شيء ان هذه الوسائل الاعلامية تطالب بالمثالية وكان الجيش ذاهب في نزهة وليس قتال عدو شرس ولعين ...

كان من الاجدى بالمنظمات التي تسمي نفسها انسانية ان تتهيأ مسبقا وتسارع الى تقديم العون الكافي والسريع بدلا من الثرثرة اللامقبولة وهي تعلم اكثر من غيرها كم يكلف قتال داعش والذي يتحمله العراق المنهك لوحده ولولا شجاعة ابناءه المقاتلين لما اندحر هذا التنظيم الغاشم ومن خطط له وموله وسلحه ...

على المزايدين والمنافقين في الداخل أن يكفوا بالحفر في الإبرة أو البحث عن هذه الابرة في كومة القش وعن الهفوات والزلات ليصنعوا منها قضية على حساب القضية التي سبا الدواعش فيها نساء العراق وأقول لهم لا تضعوا غيرتكم في برادات التجميد إلى ما لا يفيد وإذا كنتم ذوي كرامة كما تدعون أسبقوا وأبنائكم الجنود وهم يشقون الطريق في جسد داعش الخبيث لتطهير الحدباء منها ...

سالم سمسم مهدي



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google