مبادرات كثيرة والنتيجة دون الصفر
مبادرات كثيرة والنتيجة دون الصفر


بقلم: مهدي المولى - 17-11-2016
من اكبر المشاكل وأشدها خطرا وأكثرها تعقيدا التي واجهت العراقيين وكانت وراء كل ماحدث في العراق من مصائب من فساد من عنف وارهاب وسوء خدمات هي كثرة المبادرات والمشاريع التي يقدمها المسئولون فكل مسئول لديه مشروع مبادرة وكل مسئول يقول ان مبادرتي هي الحل هي الوسيلة الوحيدة التي تحقق الاهداف والامال والاحلام وتبني العراق وتسعد العراقيين وبعد اكثر من 13 عام لا بناء ولا سعادة ولا حياة بل موت وخراب وفساد وشقاء
شي جيد ان يكون لكل مسئول وجهة نظر مشروع مبادرة لكن الشي الغير جيد ان يرى المسئول في وجهة نظره مبادرته مشروعه هو الوحيد الصحيح الاصح ووجهة نظر مبادرة مشروع غيره غيرصحيح حتى ولا يحب ان يسمعه ان يطلع عليه بل كثير ما يكون مشروعه هو بالضد من الطرف الآخر بل الاساءة الى الآخرين
وهذا ناتج من خوف الاطراف المكونات السياسية في العراق بعضها من بعض وعدم ثقة بعضها ببعض لهذا ترى كل مكون له خطته الخاصة وبرنامجه الخاص المضاد والمتعارض مع خطط وبرامج الأطراف الاخرى والمشكلة الاكثر خطرا ان عناصر كل طرف كل مكون اكثر خوفا بعضها من بعض وعدم ثقة بعضها ببعض لهذا ترى الاختلافات والصراعات بين عناصر الطرف المكون الواحد مع بعضهم البعض اكثر اختلافا وصراعا بين المكونات الاطراف بعضها مع بعض
لهذا يتطلب اولا وحدة المكون حول خطة وبرنامج وهذا لم يحدث ولن يحدث وبالتالي لم ولن تتفق الاطراف المكونات السياسية على خطة على مبادرة على مشروع واحد
سمعنا مبادرات مشاريع قدمت من فلان فلتان وخاصة من عناصر التحالف الوطني اي المكون الشيعي لم تثمر اي شي ايجابي بل اثمرت اشياء سلبية ومضرة بالمكون الشيعي اولا وبالعراقيين ثانيا لان من يقدم يطرح المشروع يستهدف ان يكون في المقدمة ويدفع الآخر الى الخلف اذا لم يستهدف الاساءة اليه واقصائه لانه وجد في هذه المبادرة هذا المشروع بمثابة اعلان حرب على الذين يختلفون معه في الرأي اي الذين ينافسونه على الكرسي على النفوذ على المال حتى على النساء وتسهل له ابعادهم او وضعهم خلفه وتجعله في المقدمة
لو كانت نية صاحب المبادرة المشروع صافية صادقة المفروض به قبل ان يطلقها على الهواء عليه ان يعي ليس وحده لديه مبادرة وجهة نظر معينة بل كل عنصر كل عضو في مكونه لديه خطة ومشروع ومبادرة لهذا يتطلب منه ان يذهب بنفسه الى الجهات العناصرالمكونة لمكونه وخاصة الجهات العناصر التي تختلف معه في وجهات النظر في بعض القضايا الخاصة العامة ويقدم له مبادرته ومشروعه ويستمع اليهم بحب واحترام ويتحاور ويتناقش معهم بأحترام وثقة مطلقة بهم من الطبيعي سيأخذ منهم ويعطيهم ويضيف الى مبادرته الى مشروعه ويحذف منها ومنه وتعلن مبادرة مشروع باسم التحالف الوطني
كما على التحالف الوطني ان يعي ويدرك ان للتحالفات والمكونات الاخرى مبادرات ومشاريع فهذا يتطلب الجلوس والحوار مع هؤلاء والوصول الى مشروع متفق عليه كما يتطلب من الجميع ان تفهم وتعلم وتقر في النظام الديمقراطي التعددي لا يوجد قائد ولا يوجد الافضل والاحسن بل الحكم للشعب ودائما الذي يحكم هو المحصلة النهائية لكل الافكار ووجهات النظر التي تطرح في الساحة السياسية اي كل مسئول كل عراقي يطرح وجهة نظرة فكره وتتفاعل هذه الافكار وتتلاقح الاراء وما تنتجه هو الذي يسود وهو الذي يحكم وهكذا تبنى الاوطان وتسعد وتطمئن الشعوب
لهذا على السياسيين العراقيين ان كانوا فعلا يريدون الخير للعراق والعراقيين ان يتخلوا من عبارة القائد ان يلتزموا ويتمسكوا ويحترموا بل يقدسوا الدستور والمؤسسات الدستورية ان يفتخروا ويعتزوا بعراقيتهم وينطلقوا من مصلحة العراق والعراقيين ويتخلوا تماما عن مصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية كما يجب ان تكون اي مبادرة تطرح ان تكون مقبولة من قبل الاكثرية وهذا يعني يجب ان تطرح للجميع للمناقشة والحوار خاصة بالنسبة للمسؤولين المتنفذين والا لا معنى لها ولا اهمية
مهدي المولى



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google