( من هنا وهناك ) هل قتل الحسين ع بسيف جده ام بسيوف اعدائه ؟
( من هنا وهناك ) هل قتل الحسين ع بسيف جده ام بسيوف اعدائه ؟


بقلم: علي محسن التميمي - 20-11-2016
( من هنا وهناك ) هل قتل الحسين ع بسيف جده ام بسيوف اعدائه ؟ ح 2
( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم , خالدا فيها , وغضب الله عليه ولعنه , واعد له عذابا عظيما ) قال ص ( لئن تزول السموات والارض اهون على الله من قطرة دم حرام تسفك ) روى البراء بن عازب انه راى النبي ص يحمل الحسين على عاتقه ويقول : ( اللهم اني احبه فاحبه واحب من يحبه ) , يقول خالد بن معدان وهو من خيرة التابعين
وبقتلهم لك ياابن بنت نبيهم قتلوا جهارا عامدينا رسولا
ويهللون بان قتلت وانما قتلوا بك التكبير والتهليلا
1 - دور الامام الحسين ع يختلف عن دور الامام الحسن ع ففي مرحلته زال الشك عن المسلمين في صحة المعركة وشرعيتها واصبح المسلمون في هذة المرحلة يعيشون تجربة الامام علي ع كمثل اعلى واوحد للحكم الاسلامي العادل وادركوا ان انتصار بني امية هو انتصار للارستقراطية الجاهلية الاموية التي ناصبت الرسول ص واصحابه العداء والتي جاهدها الرسول ص وقضى عليها واقام على انقاضها دعائم الاسلام ولا ندهش اذا كره المسلمون بني امية وغطرستهم وكبريائهم واثارتهم للاحقاد القديمة ونزوعهم للروح الجاهلية والامويون لم يعتنقوا الاسلام الا سعيا وراء مصالحهم الشخصية , كما يقول : د . حسن ابراهيم حسن في ج 1 ص 278 , 279 في تاريخ الاسلام السياسي . يقول الجاحظ ( والامويون اول من ابتدع وبشكل سافر في التاريخ الاسلامي نظما وتقاليد بعيدة عن الاسلام محاولة من معاوية التشبه بملوك الفرس والبيزنطيين وحولوا الخلافة الى ملك كسروي وعصب كسروي ) هذة الحقائق اصبحت واضحة عند اغلب المسلمين فكانت سببا في ازالة الشك عن شرعية المعركة , بعد ان اكتووا بفساد وظلم بني امية واستهتارهم بالقيم الاسلامية وتسخيرها في خدمة ماربهم الخاصة , حتى وصل الحال بيزيد الى الاستهزاء علنا بقيم الاسلام ومبادئه بترديده القول الجاهلي ( لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل ) ومجاهرته بالفسوق واعتباره الحسين ع خارجيا , يقول :
اسقني شربة تروي فؤادي ثم مل واسق مثلها ابن زياد
صاحب السر والامانة عندي ولتسديد مغنمي ورشادي
قاتل الخارجي اعني حسينا ومبير الاعداء والاضداد
2 - اما بالنسبة لواقع المجتمع الاسلامي ووعيه لقضية الاسلام فقد تلخصت نظرة الامام الحسين ع له بالحقيقة التالية ( وذلك ان الامة بعد النبي ص لم تكن تملك وعيا عقائديا وان اقصى ما افادته منه عاطفة رسالية اخذت تتضاءل بعد وفاته ص نتيجة للاخطاء والتقصيرات المتراكمة والمتلاحقة التي مارسوها عبر حياتهم العملية والعلمية هذة التقصيرات والاخطاء التي لا يحس بكل واحد منها على حدة ولكنها حين تتراكم تتحول الى واقع فاسد , والواقع الفاسد يتحول الى فتنة كما حدث للحسين ع زمن يزيد , كما يقول ابن الاثير في الكامل ج 3 ص 264 وقد شارك الحسين ع اباه في سنواته الخمس وهو يعالج الامة قبل ان تلفظ انفاسها الاخيرة لعلها تنبعث فيها الحياة او تحمل في تاريخها اطروحة الانبعاث اذا اصرت حينذاك على ان تنسلخ من وجودها الرسالي , ويقول الشيخ علي الكوراني في مقدمة كتاب محمد عفيفي هكذا تكلم الحسين ع ص 8 ( ولم تنته السنة السادسة حتى اشهد الحسين هذة الامة تلفظ اخر انفاسها بين يدي اخيه الحسن ع وتنزع عنها ما بقي لها من وجود رسالي وتتحول الي ركام من الناس يلقي بنفسه في فم الامويين الكبير ) هذة الحقائق هي التي دفعت بالحسين ع لان يخوض غمار معركة يائسة حتى ولو كان لا يرجى منها النصر العسكري الاني, فالمعركة خاسرة لا محالة في حسابها العاجل لكنه ع استهدف بعمله هذا ان يهز ضمير الامة وان يعيد للانسان المسلم همه الرسالي الكبير بعد ان غرق حتى اذنيه بهموم مصلحية صغيرة , فراى الحسين ع ان يشق طريقه في وسط الامه وان يبذل وجوده ووجود اصحابه واهله وذويه ( من الاكهلين الىى الرضيع ) بعمل فدائي لاهب , وان لا يبخل على سيرته بما تحتاجه من وقود ان من دماء الامة والامها وان من قلبه ودمه
3 - اما الحسين ع شاهدته الامة يغلق عليه الحياة ويترك كل شيئ دنيوي في سبيل مقاومة الظالمين والحفاظ على رسالة جده ص وصيانتها من الانحراف
4 - الحسين يتحرك , وضع امامنا مفصل قناعاته موضع التنفيذ بعد ان ايقن ان مفاهيم الرسالة اخذت بالاندثار تحت غشاء المذاهب الدينية المضللة التي روج لها بنو امية لوقف انهيار حكمهم الفاسد لقد اسرع الحسين ع باخذ زمام المبادرة بعد ان ادرك بان المجتمع في ظرفه الحالي وتاثره الشديد بالتخدير الديني وخوفه من القمع المادي وقطع الارزاق والاعناق وخضوعه الطويل للحكم الاموي ( حكم معاوية 40 سنة 20 سنة كان واليا ) فقام بتربية الشاميين وغسل ادمغتهم بان عليا ع خارجي ولا يصلي ( ملاحظة هذة محاضرات القت بين عامي 987 و 1992 ومحاضراعتمدت فيها على كتب المرحوم صاحب الكاشف , وهاشم معروف الحسيني , والاديب والعلامة شمس الدين ومحاضرات المرحوم الشيخ الوائلي وغيره
ندعوا الله بحق الحسين سيد شباب اهل الجنة ان يوفقنا لطبع تسع حلقات اخرى ان شاء الله
علي محسن التميمي



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google