بقلم: أزد جواد حسن -
24-11-2016 يلحظ الكثير من المراقبين للشأن الدولي والامريكي بوجه خاص ان الرئيس الامريكي المنتخب الجديد لم يأتي صدفة الى سدة الرئاسة الامريكية وانما جاء بعد عدة تفاعلات اجتماعية –سياسية رافقتها العديد من الاخفاقات الواضحة في سياسات الادارات الامريكية المتعاقبة التي جاءت بعدة ادارة الرئيس ريغان القوية. حيث ادى تراكم هذه الاخفاقات الناتجة عن الضعف والفشل وسوء الادارة ادت كل هذه الامور الى ضرورة التوجه الى البحث عن قيادة بإمكانها جعل امريكا عظيمة مرة اخرى كما يقول ترامب في حملته الانتخابية . وهذه التفاعلات جاءت نتيجة الى العنف المحلي وفشل الادارات الامريكية المتعاقبة في السيطرة عليه وتقليصه والناتج عن:
أولا : مسألة تنظيم حيازة السلاح والجدل في هذا الخصوص وتعرض اجزاء كثيرة من البلاد ضحية لهذا العنف الخارج عن السيطرة وقد رافق ذلك انفلات في تنظيم الهجرة الى الولايات المتحدة وخاصة الهجرة غير الشرعية من المكسيك
ثانيا: العنف السياسي-الديني الناتج من هجمات جماعة التطرف الديني المرتبطة بجهات دينية-سياسية خارج البلاد
ثالثا: عجز الادارات المتعاقبة عن ايجاد مخارج لهذه المشاكل الخطيرة التي تتعرض لها البلاد والتي يروح ضحاياها الكثير من الاشخاص وخاصة الشباب
رابعا: فشل هذه الادارات في تنظيم العلاقة بين الأمريكيين من اصول افريقية ولاتينية من جهة وافراد الشرطة من جهة اخرى حيث لايزال هناك بقايا شعور عند السود بالتفرقة العنصرية وبقايا شعور عند الشرطة ان الأمريكيين السود ميالين الى الفوضى والعنف والجريمة
خامسا: ظهور جو دولي وغربي على وجه الخصوص مناهض لفظاعات التطرف الديني الذي بدا بغزو اوروبا وامريكا بعد احداث 11 سبتمبر والشعور بمواجهته. ولكن ادى العجز عن هزيمته ادى تدريجيا الى ظهور توجه يستدعي ضرورة استخدام شتى انواع الردع لهزيمته ومنعه من تدمير الثقافة الغربية
سادسا : كل هذا ادى الى ظهور شعور لدى الفرد الامريكي بعدم تعاطفه مع المؤسسة السياسية التي يعتقد هذا المواطن انها فاشلة والمتمثلة بالسلطات الثلاث
سابعا : ذكاء المرشح الجمهوري في تشخيص مواطن الخلل و تذكير الناخبين بها و مسبباتها حيث نقل عن اعلامي غربي متخصص في الشؤون المالية قوله ان ترامب نجح في استثمار الاستياء والغضب الخفي لدى المواطن الامريكي
ثامنا : فشل الاعلام الامريكي بالذات في عكس الشعور المناهض للمؤسسة السياسية لدى المواطن وعدم التركيز على معاناة المواطن الاساسية الخفية المتعلقة بالمؤسسة السياسية حيث نقل عن رجل اعمال الماني قوله ان الاعلام ينقل لنا مالا يحدث بيننا ولا ينقل احاسيسنا ومشاعرنا اليومية وانه (الالماني) سيهاجر الى جنوب افريقيا
كل هذا اوصلنا الى بداية التغير ولا يعلم اي منا ماذا سيحدث في هذا العالم وماذا ا سيحدث لنا لان سياسات ومواقف اقوى دولة في العالم لاتزال غير واضحة المعالم .. حيث ان أمريكا التي رسمتها وعود ما قبل الانتخابات بالتأكيد ستتغير ولكن لا احد يعرف مدى التغيير ودرجته وشكله
