قانون هيئة الحشد هناك من يريد خلط الاوراق
قانون هيئة الحشد هناك من يريد خلط الاوراق


بقلم: سالم سمسم مهدي - 27-11-2016
كنا قد كتبنا في مقال سابق أن الحشد الشعبي هو أفضل عطاء العراق الديمقراطي لأسباب ممكن إيجازها بعبارة واحدة هي أن الدواعش كانوا يقاتلون على ( أبواب بغداد وها هم اليوم يقاتلون عند باب الطوب في نينوى ) ...

باب الطوب هذا الموقع الاثري الذي كان ابناء الموصل يقصدونه للراحة والتمتع ويستعرضون فيه تاريخهم المجيد حولته عصابات داعش الى ساحة للرعب والإعدام وها هو على مرمى حجر من قواتنا الباسلة والحشد الشعبي البطل ...

الحشد الذي قدم منذ اليوم الاول لفتوى السيد السيستاني اطال الله عمره في حزيران 2014 الأسود وحتى حزيران 2015 المعطاء حوالي ( 1000 ) الف شهيد وعشرة آلاف جريح من ضمنهم (2500 ) معاق ...

أغلب هؤلاء الكوكبة الطاهرة من بغداد ومحافظات الوسط والجنوب كانت حصة البصرة الفيحاء منها مثلا ( 400 ) أربعمائة شهيد و(1200 ) جريح ليتوزع الرقم على باقي المحافظات مع تصاعد مستمر بعدد الشهداء كلما اشتد وطيس المعارك ...

وصل عدد الشهداء في بداية سنة 2016 الى (6000 ) ستة ألاف شهيد و(17000) جريح ولكن ذلك لم يمنع انضمام (4000) اربعة آلاف مقاتل من ابناء محافظة صلاح الدين للحشد المقدس وكذلك فعلت المحافظات الوسطى والشمالية الاخرى حتى اصبح عدد المتطوعين من هذه المحافظات يشكل 20 % من المجموع العام ...

لاشك أن سقوط هذه الاعداد الكبيرة دفاعا عن الوطن ترك في القلب غصة خاصة وان عصابات داعش اكتسحت هذه المحافظات من دون ان تخسر مرتزق واحد مقابل آلاف الضحايا في سبايكر وغيرها وهذا يعكس حجم الفشل الذي كانت عليه القيادات العسكرية والسياسية التي ادارت المعركة ذلك الوقت وهذا يجردها من حق التحدث باسم الحشد الشعبي ...

أن صدور قانون هيئة الحشد اليوم وفي ظل التجاذبات السياسية الحالية ممكن ان يدفع بعض الاطراف لمحاولة خلط الاوراق اما من خلال اثارة المخاوف المعارضة وأما من خلال المزايدات المؤيدة والغاية من كلا الحالتين تحقيق مآرب شخصية حزبية أو فئوية ضيقة ...

وعلى كل هؤلاء ان لا ينسوا انهم جميعا مشتركين بالفشل وان الحشد هو صاحب الفضل لبقائهم حيث هم يتمتعون بما خطوا لأنفسهم من امتيازات لا يستحقونها ...

وهذا يتطلب من الشعب ان يقف بحزم ضد هذه الاطراف مهما كانت ولاءاتها وطوائفها لان هناك من يُحضّر ويتهيأ للرقص على جثث الشهداء من اجل مكاسب رخيصة فارغة لا تقدر حجم العطاء الذي بذله الغيارى على طريق التحرير ...

علينا ان لا ننسى اننا مازلنا نعيش في قلب مرحلة الخطر رغم الانتصارات المتواصلة والزحف المبارك نحو معاقل داعش الاخيرة في الموصل للتفرغ بعدها الى الحويجة وبعض مدن غرب الأنبار وأن مثل هذه المخاطر تتطلب المزيد من الحيطة والتهيؤ للمفاجئات ...

ما يقال عن ظروف اقتصادية وانخفاض في الموارد كتبرير من بعض الاطراف في الاعتراض على اشتراك الشعب في التصدي للمرتزقة يعد تبريرا يفتقر للصواب لأن ما تكبده الوطن من خسائر هو بسبب داعش وبسبب التهريج السياسي الذي أدى إلى تمزيق الشعب ليوفر ذلك لداعش فرصة بالنفاذ ...

من هنا فان محاولات اعادة البلد الى المربع الاول مرفوضة وهذا ما يتمناه الساسة الذين يخشون استقرار الامور لان ذلك يهدد مستقبلهم بعد ان لمس الجميع ضعف ولائهم الوطني الصادق فاخذوا يلجئون من جديد الى محاولة خلط الاوراق لضمان تواجدهم على الساحة وهذا شيء يجب الانتباه له ونبذه جملة وتفصيلا .

سالم سمسم مهدي



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google