موبقات تتوجب معاقبة مقترفيها!
موبقات تتوجب معاقبة مقترفيها!


بقلم: محمد عبد الرحمن - 27-11-2016
البعض من المتنفذين ومنذ 2003 تنقّل في مختلف مواقع المسؤولية التشريعية والتنفيذية. ومنهم من امسك بالقرار الحاكم واتخذ العديد من الاجراءات، وبالتالي فهو مسؤول عما حل ببلدنا من ازمات ومن دمار وخراب، وهو بهذا القدر او ذاك مسؤول ايضا عن دماء الكثير من العراقيين، وعمن ضاعت اخبارهم، على الاقل منذ ان رحلت القوات الامريكية عن بلادنا رسميا .
المتنفذون مسؤولون كذلك، معنويا وسياسيا في الحد الادنى، عن تفشي الفساد وبلوغه مستويات مرعبة، وهم مسؤولون عن الاموال التي ضاعت او اهدرت او سرقت، وهي اموال ضخمة تقدر بمليارات الدولات وتمس اليوم حاجة بلدنا اليها، خصوصا بعد تراجع اسعار النفط عالميا واضطرار العراق الى مد اليد الى المؤسسات المالية العالمية لسد العجز المتزايد في موازنته. فيما اجراءات الحكومة تضغط ساعية الى القاء اعباء الازمة على كاهل الكادحين والمواطنين محدودي الدخل. هذا فضلا عن النزيف المتواصل في الاحتياطي النقدي لدى البنك المركزي، الذي يشير المراقبون الى انه هبط من 86 مليار دينار قبل اربع سنوات الى 40 مليار دولار والحبل على الجرار .
وبعض الحكام مسؤول، من جملة امور عدة، عن تمكين داعش من السيطرة على ثلث اراضينا، وهو ما فسح المجال للتنظيم الارهابي ان يقترف ابشع الجرائم ويزهق الارواح، ويتسبب في مضاعفة التخصيصات العسكرية في الموازنة السنوية. اضافة الى الدمار الكبير الذي لحق بالبنى التحتية والدور السكنية والاثار والمعالم الحضارية النادرة والثمنية، واضطرار اكثر من اربعة ملايين مواطن الى النزوح والهجرة، ليعيشوا ظروفا غاية في القسوة. ولم يرجع العديد منهم لحد الآن حتى الى المناطق التي تم تحريرها ولاسباب مختلفة، منها عدم توفر الخدمات الاساسية فيها، وهشاشة الوضع الامني في بعضها.
والانكى ان هؤلاء الذين كانوا من بين مسببي نكسة حزيران 2016 ، يجهدون من اجل اطفاء ما يتحقق من انتصارات، وايقاف زخمها ، ولسان حالهم يقول : "كيف نسمح ان يتحقق نصر لا يدخل في رصيدنا؟" وهم يعلمون علم اليقين ان رصيدهم مصفر منذ زمن !
وهذا البعض نفسه يحرص كل الحرص، حفظا لمصالحه وامتيازاته ومغانمه، على عرقلة أي مسعى جاد نحو اصلاح حقيقي بشتى الطرق، وهو يقاتل من اجل استمرار المنهج عينه وسوء الاداء والادارة، رغم وضوح نتائجه الكارثية. كما يحرص جدا على ان لا تكون عندنا دولة بالمعنى الحقيقي، ذات مؤسسات وهيبة، وقضاء يحمي المواطن وحقوقه، وقانون لا احد فوقه او يستطيع ان يتجاوز عليه .
ان ما ارتكبه هؤلاء من موبقات بحق الشعب والوطن، لا يسقط المسؤولية عنه بالتقادم، ولا بسياسة عفا الله عما سلف. ولا تنفع البعض براعتهم في التمثيل وتقمص الشخصية المناقضة لسلوكهم العملي، المتجلي والمتجسد في معطيات وحقائق، ولا الاكثار من الحديث عن محاربة الفساد، ودعواهم الكاذبة الى الاصلاح، او الاعلان عن الرغبة في التوبة واخذ النصيحة والاعتبار، او اجهاد النفس لالقاء المسؤولية على الاخرين، او على مؤامرات قادمة من الخارج. مؤامرات قد لا ينفي المرء وجودها ، لكن يبقى السؤال عمن سمح لها ان تمر، ومن اضعف قدرات الجيش وقواته المسلحة والشعب في التصدي لها واحباطها وهي في المهد ؟ الم يجعل البعض من نفسه جسرا لعبورها، بل و كان يركض بنفسه وراء التدخلات الخارجية ويستعين بها، لتقوية نفسه وتجميع النقاط لصالحه على حساب مصالح الوطن والشعب العليا ؟
مشهد اصبح مالوفا كلما اقترب موعد الانتخابات سواء لمجالس المحافظات او لمجلس النواب: يسعى "المريب" الذي "يكاد يقول خذوني الى لبس ثوب اخر، ثوب يبقى في كل الاحوال مهلهلا !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جريدة "طريق الشعب" ص2
الاحد 27/ 11/ 2016



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google