بقلم: عزيز الخزرجي -
27-11-2016 كتب الأستاذ الصديق (رياض الفرطوسي) على صفحته:
[انّ المعضلة العراقية تكمن في بناء منظومة جديدة يقوم بها الادباء والفلاسفة / المربون / والعلماء / و الفنانون .. بدون ذلك لا يمكن بناء دولة حديثة].
أجبته معلقاً,بآلقول:
[هذا مستحيل مع وجود الأنظمة السّياسيّة الدكتاتوريّة / الدّيمقراطية / الملكية / العشائرية / آلنمط المرجعي الحاكم؛ أيّ مرجعية الوجاهة, لأنّ هؤلاء جميعأً أشخاصا ًو أنظمةً و أحزاب؛ هم حجرة عثرة أمام المشروع الذي تفضلت به!
إنّ العراق بحاجة قبل كل هذا .. إلى قدوة عملية مخلصة عادلة, و هذا هو ما كان مفقوداً قبل و بعد 2003م, و لا يمكن أن تتواجد فيه القدوة الحسنة , لأنّ كل من يتسلط على الشّعب سواءا عن طريق الدِّين أو السّياسة أو الوطنية أو العشيرة أو عِبر أيّ جسر آخر؛ فأنّه يرى بأنّ فلسفة القيادة و السّلطة و الحكم, ليس إلّا سبيلاً للتسلط من أجل آلثراء و الشّهوة و الوجاهة و جمع المال, و هذا ما عايشناه بكل تفصيل خلال جميع الحقب التأريخية, لذلك لا و لم يستقر العراق كما أراده الله تعالى!
قتلتنا الوجاهة ؛ قتلتنا الهيبة؛ قتلنا الدّرجات العسكرية؛ قتلتنا الأحزاب بالمصطلحات السياسية التي لا و لم يعونها حتى قادتها و لا حتى اساتذة الجامعة و آلتربية؛ قتلتنا الثقافات المتوارثة التي عرفوا عناوينها من دون غايتها .. نحن بحاجة إلى قدوة صالحة و سليمة؛ إلى إنسان كعليّ(ع) أو الأمام الحسين(ع) أو كآلشهيد محمد باقر الصدر(قدس) لتصفية الأمور و تحقيق ما تفضلت به من الأساس عبر نظام حكم عادل يتساوى فيه حقوق الناس!
لكنّ المشكلة هي؛ أنّه و حين ظهور مثل تلك القدوات العظام أو شخص يقترب بشخصيته منهم؛ فأنّ العراقيين أذكياء و يعرفون من أين تُؤكل الكتف خصوصا المتصدين للسياسة و الدّين و المجتمع من بينهم حيث يحولون دون تحقق القيادة السيادة لأمثالهم, لأنّهم سرعان ما يقتلونهُ و يحسبونه خائنأً و خارجيا ًو منافقاً و بعيدأ عن الدّين و الأسلام و الوطن .. كما إنهم في نفس الوقت يبكون و يلطمون على قبره بلا حياء أو خجل بعد تأكّدهم من عدم عودته ثانيةً للسّاحة لمضايقتهم!
تلك كانت و ما زالت هي مشكلة العراق قبل و حين و بعد الأسلام و إلى يومنا هذا .. لذلك سيبقى الفساد و الظلامات و الفوارق الحقوقية و الطبقية و الدّينية مستمرة حتى ظهور الأمام المهدي(ع)ٍ!
عزيز الخزرجي
مفكر كونيّ