رفض النجيفي التسوية.. ماذا سيفعل السيد عمار الحكيم؟
رفض النجيفي التسوية.. ماذا سيفعل السيد عمار الحكيم؟


بقلم: حسن الخفاجي - 27-11-2016

اشتعلت الحرائق بفعل فاعل في بلد ظلمته الجغرافية بأحاطته ببلدان اغلبها بين طامع بخيراته وحاقد على تاريخه وحضارته. وظلمه التاريخ ايضا حين اوقعه كساحة لصراع جبابرة طامعين. وظلمه حكامه معظم فترات التاريخ ولم ينصف شعبه من الحكام الا علي ابن ابي طالب ع والزعيم عبد الكريم قاسم.

هب المخلصون لعراقهم وافتدوا الوطن بأنفسهم، تعفرت جباههم بتراب السواتر ودخان المعارك، كي يظل جبين الوطن ناصعا تغسل صباحاته خيوط الشمس ودفق الدماء الحرة ويقضي نهاره متباهيًا بأبنائه. ينام الوطن باطمئنان بين احضان ابنائه وهم حراسه. لقد شمروا عن سواعدهم وبدأوا يلاحقون الغزاة. قبل ان ينجز ابناء الوطن نصرهم النهائي على الأعداء وقبل ان يصلوا خط النهاية ويخمدوا آخر الحرائق ، خطف البعض من قادة الوطن مركب النجاة وساروا به مهطعين الرؤوس يعرضون صلحاً على من غدروا بالوطن وقتلوا شعبه .

تلك قصة وطن اسمه العراق يريد بعض الساسة ان يختزلوه. العراق ياسادة أراد صدام اختزاله بشخصه من قبل، رحل صدام وظل العراق. في حروب الدفاع عن الاوطان ضد الغزاة يلتف الوطن والمواطن بنطاق المدافعين عنه ويصبح هو بندقيتهم ولسانهم . التف الفرنسيون حول الجنرال ديغول والتف البريطانيون حول تشرشل والتف اليوغسلاف حول تيتو وظل الآخرون من ساسة فرنسا وبريطانيا ويوغسلافيا في الظل.

تسوية مع من؟ هل التسوية مع عموم السنة ام مع ساستهم ؟.اغلب ساسة السنة الحاليين مرفوضين من قبل ناخبيهم نتيجة لما آلت اليه اوضاعهم فهم بين شهيد وجريح ومخطوف ومشرد. تهدمت بيوتهم ومدنهم وهجروا من بيوتهم. البعض من ساسة السنة هم من جلبوا داعش والقلة من ساسة السنة الوطنيين مغضوب عليهم من الدواعش ومن ساسة السنة الآخرين. داعش وحده هو من يقاتلنا هل أرسل داعش ممثلين عنه الى مؤتمر عمان ام اكتفى بمن حضر من دواعش السياسة وهم خير من يمثل داعش...؟

ذهبوا يسترضون ممثلي عزة الدوري واردوغان والثاني والسعود والنطيحة والمتردية .

غامر السيد عمار الحكيم بمستقبله السياسي ومستقبل حزبه عندما تبنى وطرح التسوية وهذا من شأنه ، لكن ليس من شأن السيد الحكيم ان يغامر بمستقبل العراق ويقترح عقد تسويات والمعركة مع الدواعش على أشدها .

الآن وقد ظهر النجيفي في الفضائيات غاضبا على تمرير قانون الحشد الشعبي ورفض التسوية المقترحة من السيد عمار الحكيم. مالذي سيفعله السيد عمار والنجيفي أقرب ساسة السنة اليه؟ .

اهلنا السنة في خيم ومدن النزوح ليسوا بحاجة الى تسويات هم بحاجة الى إنهاء الدواعش وإعادة الحياة الى مدنهم وهم من سيتولى عقاب ساستهم فلا تمنحوا ساسة اجرموا بحق العراق وحق اهلهم وجمهورهم طوق نجاة.

أصاب أغلب الساسة النافذين وَهْم أصاب صدام من قبل وأعماه عن الرؤية الصحيحة والتقدير السليم وارتكب الأخطاء تلو الأخطاء بدفع وتشجيع من حاشية بائسة لا تعرف المشورة الصادقة والصحيحة ولا الاعتراض وتجيد التصفيق واللواگه ولا مكان لكلمة "لا" في قواميسهم .

استعجلوا لعقد صفقات، لأنهم يدركون انهم أصبحوا خارج التغطية وان رصيدهم الشعبي تآكل، لان إرضَةْ افعالهم أكلت الأخضر واليابس من رصيدهم الجماهيري .

ماهي نتائج المؤتمرات السابقة وما هي تأثيراتها على العراقيين ابتداءً من مؤتمر مكة مروراً بمؤتمر باريس انتهاء بمؤتمرات دولة الداعش والعثمان وآل اوردغان ؟. الجواب لاشيء .

لماذا كثف ساسة السنة حضورهم في ساحات الاعتصامات التي أنجبت داعش ولماذا اختفوا ولم يزوروا النازحين في مخيماتهم ؟. ولم نر احدا منهم في ساحات المعارك وتفرغوا لبث سمومهم في الفضائيات .
مَن مِن الحضور في المؤتمر يمثل من يقاتلون داعش في الميدان من السنة والشيعة ؟.
من منهم يمثل اربع ملايين سني سكنوا العراء والخيم ؟.

أعيد تساؤل سبق وان طرحته في مقال سابق .
لماذ الاستعجال ولماذا لا تنتظروا نتائج الانتخابات القادمة لتعرفوا حجم تمثيلكم بين العراقيين . بعد ان تعرفوا حجمكم بين العراقيين، اجتمعوا وقرروا ان كان لكم وزنا ثقيلاً بين العراقين وحظيتم بنِسَب كبيرة من تمثيلهم .

اجتماعكم لا يمثلنا. الأكف التي تحمل البنادق وتنام على سواتر الشرف هي خير من يمثلنا والقرار ان لم يكن للمقاتل في الميدان فهو للشعب، الذي يهتف قلبه لهؤلاء الأبطال وهو معهم ان لم يكن حاضراً في الميدان فهو سندهم ويقف خلفهم وسيركل القتلة من النقشبندية والسيبندية والهتلية. وان غدا لناظره قريب .

بأفواه العراقيين سؤال ينتظرون من العراق ان يجيبهم عليه:
"متى من طول نزفك تستريح ؟.... سلاماً أيها الوطن الجريح "


27/11/2016
[email protected]



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google