تل أبيب تحترق- من سينقذ الصهاينة من غضب الرب؟
تل أبيب تحترق- من سينقذ الصهاينة من غضب الرب؟


بقلم: يوسف رشيد حسين الزهيري - 27-11-2016
قوله تعالى :بسم الله الرحمن الرحيم

(وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا)

(إسرائيل تحترق الان ) هذا ما وعد به الرحمن وصدق به المرسلون من توعيد لكل الظالمين الذين ظلموا وفسدوا في الارض و هذا ما استيقظ عليه العالم بالكامل منذ بضعة أيام حيث إندلعت العديد من الحرائق في تل ابيب واسرائيل بشكل هائل جدا حيث ضربت الحرائق مناطق متفرقة في شمال اسرائيل في هذا الموسم الشتوي البارد تسوقها جند الله من الرياح الموسمية القوية لتضرب اجزاء واسعة ولمسافات شاسعة في عمق المستوطنات اليهودية والتي اعلنت النفير العام لهذا الحدث الإلهي الرهيب ولربما سيكون شرارة الانطلاقة الالهية الاولى لهلاك بني اسرائيل في الارض ، فمن سينقذ اليوم تل ابيب من شرارة غضب الله تعالى ؟ وهل تتمكن التكنولوجيا الحديثة والدول المتقدمة من تقديم المساعدة اللازمة لاطفاء شرارة الرب؟ الا بعد ان توقد نارها وتستقر جمرتها ! وهل تمكنت القدرة التكنولوجية اليابانية في اوج تطورها وقدراتها الهائلة من ايقاف موجة التسونامي التي اجتاحت و دمرت ارض اليابان وشواطئ بلدان اخرى ؟ لقد كان امر الله مفعولا ولا رادا لامر الله سبحانه وتعالى وتصديقا لقوله في هلاك الامم والشعوب من جراء فجورهم وفسادهم في الارض وخروجهم عن اوامر الله سبحانه وتعالى وطاعة الله وتوحيده، وتصديق رسله واتباعهم فيما جاؤوا به، ففسقوا، و خرجوا عن طاعة الله، وعن طاعة ما أمرهم به نبيه، وكذبوا رسله، فحق عليها القول، فوجب على تلك الشعوب والامم الوعيد، والهلاك فدمرها الله تدميراً، وقد أكّد الله التدمير بمصدره للمبالغة في شدة الهلاك الواقع بهم.

فقد جرت سنة الله عز وجل في عباده أن يعاملهم بحسب أعمالهم، فاذا اتقى الناس ربهم عز وجل الذي خلقهم ورزقهم؛ أنزل الله عز وجل عليهم البركات من السماء،

وإذا تمرد العباد على شرع الله، وفسقوا عن أمره؛ أتاهم العذاب والدمار من الكبير المتعال، فمهما كان العباد مطيعين لله عز وجل معظمين لشرعه؛ أغدق الله عز وجل عليهم النعم، وأزاح عنهم النقم، فإذا تبدل حال العباد من الطاعة إلى المعصية، ومن الشكر إلى الكفر؛ حلت بهم النقم، وزالت عنهم النعم؛

إن الله عز وجل قد أخبر في كتابه الكريم أنه أهلك أمماً وقرى كثيرة، فلم يبق لهم أثراً، بل صاروا أثراً بعد عين، وعبرة لمن اعتبر .. فما هي الأسباب التي أهلكهم الله تعالى لأجلها؟ فقد ذكر أسباباً كثيرة لهلاك الأمم، منها لظلم، والترف، وكفر النعم، وكثرة المنافقين، وموالاة الكافرين، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفشو الربا، وخراب المساجد، وترك الجهاد، وظهور الفواحش والفساد وترك شرع الله وعلى الامة العربية والاسلامية ان تأخذ العبرة في هذا الحدث الجلل وان تستفيق من سباتها العميق تجاه قضايا الامة الوحدوية المصيرية

ففي زحمة الأحداث، وتسارع المتغيرات، وفي خضم تداعيات النوازل والمستجدات، وكثرة الأطروحات والتحليلات، وكثرة الاحزاب يلحظ المتأمل الغيور غياباً أو تغييباً للرؤية الشرعية، والنظر في فقه السنن الكونية، والتشريعات الالهية والاحاديث النبوية حتى حصل من جرّاء ذلك زلل أقدام، وتزييف بالأقلام، وضلال في الأفهام، وتشويش وحيرة عند كثير من أهل الفقه في الإسلام، مما يؤكد أهمية المرجعية الموحدة للأمة الواحدة، التي ينبغي أن ترتكز في تحقيق أهدافها على صحة المعتقد، وسلامة المنهج، والعناية بمصالح الأمة الكبرى ومقاصد الشريعة العظمى، باعتدال في الرؤى، وتوازن في النظر، وأسلوب عال في الطرح والحوار، لتجنب كل الفتن والعواقب التي تحيط بالامة وتزيد من شرذمتها وسخط الرب عليها واليوم بات ضرورة أن يكون للمسلمين مرجعية واحدة مستندة الى مقومات الوحدة الاسلامية الحقيقية والنظر الى مواقف المسلمين بعين العدل والحق والمساواة من دون تمييز ولننظر بعقل وحكمة الى كل ما يحيط الامة من منزلقات خطيرة تهدم كل تاريخ الاسلام وحضارته ورسالته التي ارسلها الله لكل الامم والشعوب في الارض . ولنتذكر قول الله تعالى وما ارسله اليوم من اشارى عذاب وهلاك لاعتى قوة في الارض ظلما وسفكا للدماء والمؤامرات حيث ورد في قوله تعالى محذرا وموعدا لكل الشعوب والامم

(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ[6]إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ[7]الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ [8]وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ[9]وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ[10]الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ[11]فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ[12]فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ[13]إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ[14(

وان لا يغيب عن اذهاننا إن من أهم الأسباب وأعظمها في سقوط الدول وإنهيار الأمم وخراب الديّار هو الظلم لما فيه من القهر والفساد والتعدي بالخروج عن المبادئ الإنسانية من الأعراف المتبعة عند كل مجموعة من البشر يعيشون مع بعضهم البعض في مجتمعات وبيئات مختلفة متوافقون عليها وراضون بها وتسري عليهم جميعاً مبادئها وأحكامها بالإضافة إلى مبادئ وأحكام الشرائع السماوية والتي تساوي بين البشر في مختلف نواحي حياتهم بالحق والعدل والمساواة . فعند تعريف الظلم كما جاء على لسان علماء الإسلام وفقهائه وما إتفق عليه الجمهور هو مجاوزة الحد ووضع الشيء في غير موضعه الشرعي ، وهو أيضًا عبارة عن التعدي عن الحق إلى الباطل وفيه نوع من الجور، إذ هو إنحراف عن العدل . وهو محرم في شريعة الله تعالى في كل الاديان ، حرمه سبحانه وتعالى على نفسه وعلى عباده ، وتوعد عز وجل الظالمين بعذاب أليم في الدارين (الدنيا والآخرة) ، وذلك لما له من عواقب وخيمة على الأفراد والمجتمعات والأمم . إذن فالظلم هو أمر منبوذ عقلاً وفطرة ومحرم شرعاً قبحهُ الله تعالى وذمه وتوعد عليه وحرمه على نفسه . وهو يعد صفة نقص وضعف وهزيمة . لهذا كثيراً ما تجد سبب زوال دولة ما ، زاد فيها التعدي على الحقوق والحريات الإنسانية المشروعة سواء الشخصية منها أو العامة وكثُر فيها الفساد حتى طال كآفة نواحي الحياة الإجتماعية والسياسية والإقتصادية وشاع فيها الإسراف في الظلم والقهر والعهر الغير مبرر مثل القتل والأسر والإعتقال ومنع الحريات المشروع مثل ما حدث وما يحدث على الشعب الفلسطيني من انتهاكات تجاوزت كل الحدود الانسانية والشرعية من قبل يهود العصر حتى تجرأو مؤخرا على منع ذكر الله في اخر مشاريعهم الصهيونية المشبوهة والتي عرفت عبر التاريخ من خلال ذكرهم في القران الكريم بأنهم مكذبين لكل الرسل والاديان ويتمادون في القوانين الالهية ،حيث يمنح مشروع القانون وزير الداخلية صلاحية منع استخدام التكبير ورفع الاذان في مكبرات الصوت في دور العبادة خلال ساعات الليل وعند الفجر.وسيمنح المشروع في حال إقراره من الكنيست الحكومة الإسرائيلية صلاحية استدعاء المؤذنين والأئمة للتحقيق معهم، واتخاذ إجراءات جنائية ضدهم وفرض غرامات مالية على مخالفيه منهم.

تلك الممارسات تستهدف الفلسطينيين بمزيد من القوانين العنصرية، سعيا لإقصائهم وتحييدهم عن قضاياهم السياسية والدينية وسلب حقوقهم بالنضال والتنظيم والتعبير عن الرأي وتجريم عملهم الوطني. وواجباتهم الشرعية الوجه الحقيقي الإرهابي لإسرائيل التي استخدمت على الدوام سياسة البطش وارتكاب المجازر وسياسة التهويد لتحقيق أهدافها في فلسطين والمنطقة العربية كذلك، وإن الوضع في فلسطين القائم باستخدام اليهود القوة العسكرية المفرطة كانت ولا تزال من أهم المنطلقات الإستراتيجية لتحقيق أهداف الحركة الصهيونية وإسرائيل، وتنفيذ برامجها التوسعية في فلسطين والمنطقة العربية، فكانت المجازر المنظمة من قبل العصابات الصهيونية والجيش الإسرائيلي المستمرة ضد أهل القرى والمدن الفلسطينية من أبرز العناوين للتوجهات الصهيونية والإسرائيلية، وخاصة من أجل حمل أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين على الرحيل عن أرضهم وإحلال اليهود مكانهم. وامام صمت العالم العربي والدولي تجاه الترسانة المسلحة الارهابية التي تستخدمها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني والذي لم تعد قوة عادلة في الارض ان تبسط نفوذ عدلها على الارض سوى العدالة الإلهية القادرة على ردع الظلم والظالمين في بقاع الارض كافة بعد ان امتلئت ظلما وفسادا وفجورا

وأن هذا العداء والتحريض العنصري ضد الشعب المظلوم من قبل قوى الظلام وحلفائها لن يردع الشعب الفلسطيني المؤمن الصابر بل سيكسر لديه حاجز الصمت والخوف، ويدفعه للتصدي للانتهاكات وخوض معركة الدفاع عن الوجود والتمسك بالحقوق الوطنية. والدينية والتاريخية لانهم سيخوضون معاركهم القادمة تحت رعاية المعجزة الالهية

واما الصهاينة فمن سينقذهم اليوم من غضب الرب؟



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google