الحشد الشعبي ومخانيث الرأي
الحشد الشعبي ومخانيث الرأي


بقلم: عباس العزاوي - 27-11-2016
انت لاتمتلك الحق بالحديث نيابة عن الشعب,انت لست معني بتحديد الطريقة التي يجب عليهم العيش وفقها,انت لست مخولاً للمطالبة بترتيب اوراقهم حسب رؤيا ميتافيزيقة خاصة لايتفق معك فيها سوى جماعتك واهل بيتك،انت مجرد ظاهرة صوتية تبحث عن مكان مميز في خضم الصخب الاعلامي المنفلت وثورة التكنلوجيا التي منحت اصغرالحمير واقلهم فهماً، منبراً ينهق من عليه ويسمعه البعض ويصفق له اخرون, لك الحق في قول رأيك ولك الحق بالحديث عن اي موضوع تشاء لكن ليس بالضروة ان يكون فكرك النيّر وجليل قولك محل اكتراث الجميع ,او محط انظار الصحافة,رغم معرفتي بان اغلب الذي يجعجعون في الاعلام لايمتلكون العقلية الناضجة للتصدي وتمثيل الشعب بل يمتلكون شبكة واسعة من العلاقات والاصدقاء يضعونهم في الواجهة ليس الا ".


فكلما تناول الاعلام قضية تتعلق بالحشد الشعبي سوى في مايخص عملية اشتراكهم في معارك التحرير او التحرك وبأي من الجبهات او كان الحديث عن المستقبل السياسي لقادة الحشد او مصير افراده بعد ان اصبح قوة كبيرة ومرعبة لاعداء العراق لاسباب كثيرة،اضافة لاعدادهم المذهلة وكمية المتطوعين والمنتظرين في طابور طويل لتأهيلهم عسكرياً، لديهم العزيمة والفداء الذي يمتازون بهما في المواجهات، لم يخسروا معركة لحد الان لم يتم كشف اجنحتهم مطلقاً، لم يتراجعوا في ايِّ معركة مهما كانت شرسة ومعقدة ،لم يسقطوا في مصائد الدواعش ولم يقعوا اسرى الا ماندر وهذا يعني اننا امام قوة وطنية رصينة تسر المخلصين وقيادة مقتدرة ومدركة تماما لطبيعة المعارك التي تخوضها وفيما يعنيه ايضا ان هذا الحشد كامل الدسم الوطني وخالي من الخونة والمرجفين.

اقول فكلما طرح هذا الموضوع تتعالى اصوات شابه واخرى في ارذل العمر،تطالب بحل الحشد وتفكيكه فور انتهاء المعارك والخلاص من داعش!! لان الدولة المدنية لاتُبنى في ظل وجود ميليشيات مسلحة خارج اطار الدستور والقانون وقد يبدو هذا الطرح ظاهره الرحمة والتحضر وباطنه العذاب والحقد،اي انّكم ياأبناء الحشد قدمتم مايكفي من الدماء من اجل وطنكم وهذا واجبكم فشكرا لكم!! نحن سنقود العراق ولا كرامة لكم!! فنحن لم ندعكم انما السيد السستاني دعاكم فاذهبو اليه ليعطيكم حقوقكم ، فاليات قيادتنا للبلاد تتطلب ان يتنحى المضحي والمقاتل الذي حمى الارض والعرض ويتسلق الوصولي والمخنث النائم في فراشه الوفير والدافئ ايام المحنة والقتال، ليقود الدولة المدنية المعاصرة!! هذه هي طبيعة الاشياء، التي يفهمها التقدميون الجدد،ومناضلو المقاهي والاعلام ومقاتلو الفضائيات وقنوات التواصل الاجتماعي!.

ولأنّ العراق مختلف في كل شي كما قلت مراراً، اصحاب النظريات العريقة والافكار التنويرية يرون ويرى معهم بعض السذّج ممن لايمتلكون الشجاعة لقول الحقيقة، فان قاطعي الروؤس وقطّاع الطرق ومرتكبي المجازر وصناع المفخخات والخونة والمتآمرين منذ 2003 ولحد اللحظة لهم حق المطالبة بحقوقهم ولهم الحق باقامة المؤتمرات الخيانية وتحقيق مكاسب سياسية على ضوءها والاستحواذ على المزيد من المناصب والامتيازات واسقاط جميع التُهم عنهم وعلينا كذلك التعاطف معهم وتفهّم غضبهم وسفالتهم واجرامهم "الشرعي "، اما من يدافع عن نفسه وارضه ويحمي الوطن من هجوم بربري وهابي وبرعاية مخابراتية عالمية وينقذه من السقوط ويقدم التضحيات الجسيمة دون ان يتقاضى افراده لاشهر طويلة درهماً واحداً ، فيجب محاربته والتشكيك بنواياه ومحاولة تحييده والقضاء عليه لانه سوف يهدد السلم الاهلي مستقبلاً!!. فهل هناك جُبناً ونفاقاً في قول الحقيقة اكثر من هذا؟؟



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google