بقلم: علي شايع -
27-11-2016 يرجى الانتباه!.. يرجى الانتباه!.. نشرت تقارير رسمية تحذر من خطر انهيار بنايات مدرسية، والمسألة تتعدى ترف الحصول على مدارس مريحة ومهيأة للوقاية من التقلبات المناخية، وما تحمله من مخاطر صحية، إلى مسألة مهمة وحاسمة تتعلق بسلامة الأبنية وعدم صلاحيتها العمرانية لأنها معرضة للانهيار بحسب تقارير هندسية للجان مختصة.
قبل أيام أثار برلماني زار مواقع مدرسية متعددة تلك القضية مجدّداً، منبهاً إلى حجم ما تفرضه المشكلة من معاناة على آلاف الطلبة. النائب غزوان الشباني كشف في تصريحات صحفية عن وجود مئات المدارس الآيلة للسقوط في محافظة الديوانية، متوقعاً انهيار بعضها مستقبلاً في حال لم تتم معالجة المشكلة.
بالتأكيد إن هذه القضية تعد مشكلة وطنية وليست مرتبطة بمحافظة بعينها، وسبق أن حظيت باهتمام إعلامي بدا موسمياً ونُسي بعد حين، لكن للتصريحات الجديدة مقاصد أكثر جدية فلتصريح السيد النائب بعد مشاهداته الميدانية، أهمية استثنائية، لابد من أن تلاقي استجابة من الأوساط المعنية، وهنا يبرز سؤال ضروري: من هي الجهات التي تتحمل المسؤولية الآن؟. وهل القضية تخص وزارة التربية، أم تخص المحافظات وجهودها الاعمارية والإنشائية؟. فوزارة التربية تنشر في كثير من الأحيان تقارير تبين بشكل أو بآخر وجود مشكلة بينها والمحافظات؛ حيث بدأت تؤكد خلال السنتين الأخيرتين على أن حكومات 14 محافظة تعاملت بـ «إهمال وتقصير» مع قضية بناء المدارس المقترحة ضمن خطتها المفصلة للموازنة الاستثمارية الحكومية المصروفة للمحافظات، وكانت الوزارة قد بينت حجم معاناة آلاف الطلبة بسبب قلّة عدد الأبنية المدرسية، وأوضحت كيف تشغل أربع مدارس بناية واحدة في بعض المحافظات، إضافة إلى مشكلة وجود مئات المدارس الطينية.
وفي استباق مهم حذر النائب من تلك البنايات المتداعية بسبب «وجود مخاطر كبيرة تحيط بالتلاميذ الأبرياء وحتى لو لا قدر الله وسقطت أحداها فالتربية تعلق الأسباب على الوزارة بدعوى عدم وجود إجابات للمخاطبات العديدة وبسبب سياسة التقشف». متوقعاً «حصول حوادث مستقبلاً» ومطالباً» بتشكيل لجان للوقوف على هذه
المدارس.»
والاسئلة الاخرى الأكثر إلحاحاً موجهة للسيد النائب: هل المقصود من ذلك لجان برلمانية، وهل سيخصص المجلس بعض جلساته لبحث تلك القضية؟. وهل سيكون بمقدور تلك اللجان مطالبة وزارة التربية ببيان ما صرحت به منذ أربع سنوات في خطتها الستراتيجية لحل مشكلة بنايات المدارس المتهالكة، والمدارس الطينية، وفك ازدواج دوام الطلبة من خلال بناء عشرات المدارس الجديدة، وما الذي تم إنجازه منذ ذلك الحين؟. وهل سيكون بالإمكان العودة إلى جميع التصريحات الرسمية السابقة بهذا الخصوص؟ وهل يمتلك البرلمان أرشيفاً خبرياً يمكن العودة
إليه؟.
