(الطائفية).. سلسلة مقالات جديدة
(الطائفية).. سلسلة مقالات جديدة


بقلم: سليم الحسني - 28-11-2016
ظهرت داعش في سوريا، ثم توغلت في العراق فاحتلت عدة محافظات، وطوال أكثر من عامين كانت المعارك متواصلة لتحرير المناطق المحتلة، حتى وصلنا الى مرحلة تحرير الموصل.

هنا انطلق السؤال كبيراً: ماذا بعد مرحلة داعش؟

إنه السؤال الأكثر أهمية لمستقبل العراق، لأن نهاية داعش في العراق، يعني تعريض المشروع الإقليمي الكبير للانهيار، وهو مشروع جرى تبنيه قبل أحداث الربيع العربي، من قبل قطر وتركيا والسعودية والولايات المتحدة وإسرائيل، وكان لدول أخرى مواقفها المؤيدة له، لكن بدرجات متذبذبة بحسب الأدوار والحاجة والمتغيرات، كما هو شأن أي مشروع دولي متعدد المصالح.
...
لم يكن ظهور داعش، حدثاً عادياً، بمعنى أنه ليس من صنع أفراد ومجموعات تريد اسقاط نظام بشار الأسد، وإقامة دولة اسلامية كما هو الشعار المعلن، إنما هو مشروع عميق يتصل مباشرة باطروحة تنظيم القاعدة التي اثبتت نجاحها في أفغانستان، وفتحت على مخترعي الاطروحة أبواب تطويرها وتعديلها بحسب الحالات الإقليمية.

في نقطة المحور كان العراق مركز الحدث في أهم منطقة بالعالم، فهو يمتلك بحكم التاريخ والتكوين المجتمعي، عناصر التهدئة والاستقرار فيما لو أراد الكبار ذلك، وفي نفس الوقت يمتلك عناصر التأزم والانفجار فيما لو رغب الكبار بذلك. ومن سوء حظه أن القرار وقع على الخيار الثاني، لإعتبارات ملحّة كانت تجد فيها الولايات المتحدة أن النظام الشرق أوسطي بحاجة الى تعديل جوهري، باتجاه صناعة نظام دولي جديد. وهي الفكرة التي سيطرت على الذهنية الأميركية منذ منتصف التسعينات، ثم راحت تنضج مع السنوات بشكل متسارع، حتى حان موعد التنفيذ بعد اسقاط نظام صدام.
...
كان عامل التأثير الأكبر في العراق والمنطقة، هو العامل الطائفي الضارب بجذوره في عمق التاريخ العربي والاسلامي، والذي برهنت التجارب على إمكانية تحريكه بسهولة ويسر، لإنتاج أزمات كبيرة. فكانت الطائفية هي وسيلة العمل في العراق وفي المنطقة.

ومع أن (الطائفية) كلمة ممقوتة ثقافياً، إلا أنها متجذرة شعورياً لدى المسلمين، وكان ذلك مهماً لاستغلالها من قبل الكبار، فالوسط الثقافي سيتولى التقليل منها وإدانتها بحكم الاعتبارات الأخلاقية ومراعاة الجو العام، وبذلك يمكن استغلال قيم الوسط الثقافي، في التعتيم على المخطط الطائفي، بمعنى أن يُصار الى تفعل الطائفية في العمق، فيما يتولى المثقفون من حيث لا يشعرون التقليل منها. وهذه حالة مثالية بالنسبة لصناع القرار الدولي، عندما يريدون إحداث تغييرات كبيرة.
...
بهذا العنوان (الطائفية) ستكون لي سلسلة مقالات، استعرض فيها بالتحليل، ما جرى ويجري في العراق على وجه خاص، مع الحاجة الى الاستشهاد بالجانب الاقليمي والدولي بطبيعة الحال، وستكون أكثر الوقفات مع اللحظة المعاشة، ومع ما ينتظر العراق من متغيرات بعد تحرير الموصل.

ربما يكون العنوان باستخدام هذه المفردة الحساسة (الطائفية) غير مقبول من الكثيرين، لكن الغرض هو معرفة ما يدور، لمواجهة ما قد يحدث مستقبلاً، وهذا ما يدعونا الى الصراحة المباشرة، بعيداً عن الشعارات التي تضيع في طياتها الكثير من الحقائق.
مجموعة مقالاتي في صوت العراق على الرابط التالي:
http://www.sotaliraq.com/Salim-Alhasani.php



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google