"كادر الأخراج السياسي"
"كادر الأخراج السياسي"


بقلم: سعد السلطاني - 29-11-2016
بعد التغيير الذي حدث في العراق, شهدت خارطتهُ السياسية تغيير جذري, في كل المرافق وعلى جميع الأصعدة, ومنها السياسية.

فأستقبل العراق شخصيات بارزة, عُرفت بنضالها الطويل, ومقارعتها للطغمة الجائرة, تصدت للقيادة, وأدارة الحكم فيه.

منهم من جاهد بالسلاح, وأخرين جاهدوا بالقلم, والبعض بالدعم وأتخاذ المواقف المشرفة, ومنهم من جمع بين كل ماذُكر.

غير أن العشوائية الأدارية, التي تسببت بها الحكومة الأمريكية, ساهمت في تسلق بعض الأشخاص, من سياسيي الصدفة, الأنتهازيين المتلونيين, الغير مبالين إلا بمصالحهم, وجُل أمنياتهم تتلخص, في المكاسب المادية والنفوذ السلطوي.

وبسبب أولئك الأشخاص, أكتسبت الطبقة السياسية, تلك النظرة السيئة, وتصدر العراق بسببهم, قوائم الفساد العالمية.

فكان للطبقة السياسية منهاج, وبرامج عمل تتضمن مشاريع, قصيرة الأمد, وأخرى طويلة, كما ولهم وقفات ومواقف, على مشاكل الوطن الداخلية والخارجية.

أما سياسيي الصدفة, كانت جعبتهم خالية الوفاض, لاتحمل أي برنامج أو مشروع, يمكن تقديمه للجمهور, فكان لابد لهم من مواكبة, الطبقات السياسية ليحافظوا, على مواقعهم, ومكاسبهم المتحققة بالصدفة.

من هنا أصبح سلاحهم الوحيد, هو كادر الأخراج السياسي, والذي يتضمن كادر عمل كامل ومتكامل, مابين المخرج وكاتب السيناريو, والمنتج والمونتير والمكياج.

وكل ماتقدمه هذة الكتلة السياسية للجمهور,هو الأفلام بأختلاف قصصها, وكلفة أنتاجها ونسبة النجاح في تسويقها.

وقد أثرت هذة الكتل, الساحة السياسية العراقية, بالأفلام السينمائية الكبيرة, التي أثرت ببعض الجمهور من البسطاء, والذين يجدون في هذه الأفلام تنفيس لهم, وخروج من الواقع المرير.

فنراها تخرج علينا بدور البطل المجاهد, مُسندة دور البطولة لرئيسها, فيقوم السينارست بكاتبة الدور, ثم يقوم المخرج برسم الرؤيا لهذا الدور, فيقوم المسؤول عن المكياج بتجهيز بطل الفلم, من الزي الرسمي العسكري, وترتيب تفاصيل الوجه وتعابيره, وهو يتصدى لأعداء الوطن, وتجهيز البطل بالسلاح المناسب, ثم يُصدر هذا الفلم للجمهور.

وتارة تخرخ علينا بدور الأقصادي الوطني, وكالعادة بأسنادها البطولة لزعيمها, فيقوم السينارست بكتابة قصة الفلم, التي تدور أحداثه حول قائد وطني, يحاول النهوض بأقتصاد وطنه, بتمرير قرار برلماني, يقضي بتحويل الطماطم حمراء اللون, الى الأرجواني, ومايعانيه من معارضات تقوم بها الكتل الأخرى, في عرقلة تحويل اللون, فيقوم المخرج برسم رؤيا رائعة, تُنسي الجمهور السينمائي التفكير بسخافة القرار, والجدوى منه, ناهيك عن أستحالة تحقيقه.

بالأضافة الى المهمة الكبيرة, التي يقوم بها كادر الأخراج السياسي, في الأساءة للرموز الوطنية الكبيرة, بين الحين والأخر, كونه يملك في هذا الكادر قنوات أعلامية, وأقلام مأجورة.

وأنا أرفض تسمية الأعلام الذي تعرض مؤخراً, لجبل من جبال العراق الشامخة, وهو شخص قائد التحالف الوطني, بالأعلام الداعشي, لأن الرؤيا الداعشية هي رؤيا صهيونية, يتلخص عملها بتشويه صورة الأسلام, في نظر العالم, بطرق مختلفة ومتعددة.

أنما هذا العمل هو من إنجازات كادر الأخراج السياسي, وأنا أدعوكم مع أقتراب المنافسة على الأنتخابات, لمراقبة الوضع والتفكر به بصورة واقعية, متمنياً لكم متعة المشاهدة



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google