ساعات قبل حسم مصير الحزب!!!!
ساعات قبل حسم مصير الحزب!!!!


بقلم: مازن الحسوني - 30-11-2016
لم يحظَ بالأهمية أي مؤتمر سابق للحزب الشيوعي العراقي مثل المؤتمر العاشر، ومرد ذلك إلى الظروف الحالية التي يعيشها البلد والتي تحتاج إلى موقف واضح وشجاع من الحزب لأخذ دوره الصحيح في اللوحة السياسية الحالية المعقدة وكذلك ظروف الحزب الداخلية والتي لا تسر كل من تهمه مصلحة الحزب سواء كان من رفاق الحزب أو مؤازريه.
- لهذا لابد من وقفة جدية لكل من بيده الحل الآن لتحسين وضع الحزب والمعني بهذا هو مجموعتان.
*المجموعة الأولى - هي قيادة الحزب حيث لابد لأعضائها من الاتفاق على أية حلول من الممكن طرحها للمؤتمر وهم واعون بأنها ستخدم مستقبل الحزب رغم أن هذه المجموعة حسب قناعتي تنقسم إلى ثلاثة أقسام.
1- القسم المحافظ والذي يريد بقاء الأمور على ما هي عليه مع بعض التحسينات البسيطة التي لا تمس جوهر إدارة وبرنامج الحزب والفكر السياسي الذي يسيّر الحزب وهو قسم كبير داخل القيادة مستفيدا من تجربة المؤتمر الخامس الذي طرح شعار التجديد، ولكن واقع الحال لم ينفذ إلا القليل بعد امتصاص موجة الدعوات الكبيرة للتغيير إبّان سقوط الاتحاد السوفيتي ومنظومة الدول الاشتراكية. هذا القسم رغم كبره لكنه لا يملك الكثير من الأوراق التي لصالحه بعد كثرة الإخفاقات التي سادت عمل الحزب بعد سقوط الصنم والتي لا يمكن تبريرها كالإخفاقات الماضية مثل فشل الحزب بالانتخابات وكذلك ضعف دوره السياسي في الشارع العراقي.
2- القسم الإصلاحي والذي يدعو إلى تغييرات جذرية بالقضايا الأساسية للحزب (الجانب الفكري والبرنامج السياسي والوضع التنظيمي) وهذا القسم من القيادة رغم قلة عدده ولكنه يملك الآن أوراق كثيرة للاستقواء بها ومنها ما ذكرت أعلاه، فشل القسم الأول في إدارة عمل الحزب بالطريقة الصحيحة إضافة إلى الزخم الكبير الداعي للتغيير سواء من داخل الحزب أو خارجه والذي تتعالى أصواته لأجل الحرص على تقدم مسيرة الحزب بعد أن أثبتت الأيام فشل القسم المحافظ في السنوات الماضية.
3- القسم الوسط وهم مجموعة غير قليلة ترى بعينها ما يجري دون أن تعبر عن موقف واضح لهذا الطرف أو ذاك خوفا من المستقبل والذي لا تعرف كيف سيكون ولكنها بموقفها لا تخدم التطور المنشود لمستقبل الحزب خاصة وهي تلاحظ عدم نجاح برامج وخطط العمل في الفترة الماضية.
* المجموعة الثانية هي المؤتمرون.
- كل ما ستتفق أو لا تتفق عليه القيادة من مواضيع تخص وضع الحزب سيطرح داخل المؤتمر لأجل إقراراه ووضع الأسس لتنفيذه وبالتالي تمتلك هذه المجموعة القرار النهائي لوضع حلول مستقبل الحزب أو عدمه. هل المؤتمرون على دراية كافية بكل هذه العقد الحالية؟ هل هم بالشجاعة التي تسمح بطرح قناعاتهم بكل حرية دون خشية من أحد؟ هل هم قادرون على المبادرة بحسم القضايا التي لم تتفق عليها القيادة؟ هل يفكرون مليا بمستقبل الحزب بعد أن شاهدوا تراجع دور الحزب ومن المسؤول حقا عن هذا التراجع؟
- لا أعلم كيف سيكون موقف هذه المجموعة، ولكني واثق بأن حال المجموعة هذه أفضل من حال مندوبي المؤتمرات السابقة بسبب وضوح النتائج بالعمل الحزبي ومعرفة دور وعمل كل فرد من القيادة وزيادة الخبرة بمثل هكذا فعاليات وضعف تأثير التقييمات السابقة حيث كان ينظر للمسؤول وكأنه آلهة لا تخطى ويجب طاعته واحترامه بشكل أعمى.
* في هذه الساعات المصيرية لمستقبل الحزب أتمنى أن يعي من قاد العمل ولم يوفق بأن الشجاعة تكمن في قبول الرأي الآخر وفسح المجال للأفكار والآراء الأخرى وعدم التعنت والتشبث بالموقف الخاطئ لأنه لا يخدم تاريخ ومكانة هؤلاء القادة ولا يخدم بالتالي الحزب ومستقبله.
* دعونا نذكركم بكل اعتزاز عندما تغادرون موقع المسؤولية الأول ونعتز بموقفكم الشجاع في ترك هذه المسؤولية للآخرين. فالتاريخ يذكر بكل عز وافتخار الكثير ممن ترك برغبته المسؤولية الأولى حفاظا على مستقبل المكون الذي يعمل فيه ولكم بمثال مانديلا خير نموذج، حيث ترك قيادة البلد والحزب لمن أعتقد بأنه قادر على العمل أفضل منه ولهذا كان نموذجا ليس لبلده فقط وإنما لكل شعوب العالم.
* للمؤتمرين كافة ضعوا الحزب بالمسار الصحيح وسترون الأصدقاء والرفاق خلفكم ينشدون معكم هذه المرة- يالرايح للحزب خذني وبنار المعركة ذبني - ولا أتمنى أن تنشدوا هذه المرة – سالم حزبنا – وكأننا مقدر لنا بأن ننتظر الكفخات من الآخرين على الدوام وماعلينا الا الوقوف من جديد.
*يكفينا ما تحملنا !!!

مازن الحسوني 30/11/2016



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google