بقلم: سجاد تقي كاظم -
01-12-2016 بسم الله الرحمن الرحيم
مشكلة شريحة من الليبراليين والعلمانييين ودعاة المجتمع المدني.. المحسوبين على الشيعة.. (انهم يعتقدون ان كل من يطالب باقليم وسط وجنوب ويطرح الدفاع عن المكون الشيعي العربي.. وحقه باقليم بمنطقة اكثريته من الفاو لسامراء.. لفشل المشاريع القومية والاسلامية المسيسة وفشل دعاة الوطنية المركزية.. بحقن دماء الشيعة وصيانة ثرواتهم وضمان مستقبل اجيالهم.. بل حتى فشلت بحقن دماء المكونات الاخرى ايضا..) .. يعتبروه ايضا طائفي بنظرهم.. ويتم مساواته حال الاحزاب الاسلامية المحسوبة شيعيا واتباع ولاية فقيه ايران.. ودعاة دولة الخلافة..
لان هؤلاء مشكلتهم انهم لم يفرقون بان (اقليم قائم على اساس انساني.. وبين اقليم قائم على اساس ديني او قومي).. فالدعوة لاقليم وسط وجنوب.. فهي دعوة (لاقامة اقليم وسط وجنوب انساني.. دفاعي.. لحماية المكون الشيعي.. دماءه وعرضه ومقدساته التي سفكت لقرون).. (وليس لاقامة اقليم شيعي اي ديني).. وهناك فرق بين الاثنين.. فالدعوة ليس لاقامة دولة دينية.. بل (دولة تقتضيها الحاجة لحق دماء فئة بشرية فشلت المشاريع السابقة بحمايته بل اوغلت بدماءه)..
ونسال الجاسلين على الارصفة التي كشفت بانها ارصفة بالية مستهكلة عفى عليها الزمن وشرب.. (كالجالس على رصيف وطن؟؟ ولم يقولون لنا عن اي وطن؟؟ وطن رسمه لكم الانكليز بخارطة سايكيس بيكو؟؟ ام وطن وهمي اسمه الوطن العربي وشعبه الامة العربية لو الوطن الاسلامي وشعبه الامة الاسلامية.. باسم الخلافة لو الولاية.. لو شنو؟؟ ).. فاليس افضل ان تجلسون على رصيف انهر الدماء الشيعية المسفوكة من دماء شعب وسط وجنوب).. وان تتكلمون معها من ان تجلسون مع انفسكم على رصيف وهم وطن.
ونقول ايضا للمتباكين على (اكذوبة العراق الواحد) .. نقول لهم (لم تكن هناك عقول وثابة ولا ثاقبة ولا وهاجة ببداية القرن الماضي ايضا.. عندما اسس شيء اسمه العراق كدولة.. بل ما كان موجود عقول مسترخية ومتكاسلة عطلانة.. اسس لها وطن على يد الانكليز بخارطة الشرق الاوسط القديم).. اسموه لهم (العراق).. (فالعراق ليس له مؤسس اصلا.. فاذا السعودية اسسها ابن سعود.. وتركيا اتاتورك.. وباكستان محمد علي جناح.. فالعراق معرف لمنطقة جغرافية عبر تاريخه وليس دولة.. اسسه الانكليز كدولة .. ونكسته سميت نكسة العشرين كان وراءها ايراني يقيم بالنجف.. محصلتها.. استورد حاكم اجنبي حجازي سني يخالف الاغلبية الشيعية.. فيصل الاول من الحجاز).. فاين (الوطن ومن اسسه ومن "العراقي" الذي دعى له.. )..
والغريب ان الجالس على رصيف وطن يكتب ما نصه ان (العقل العربي قد تعود على الاسترخاء والتثاؤب ..).. فنؤيده بذلك.. ولكن نسال لماذا لا تتكلم عن (العقل الشيعي العربي وكيفية النهوض به).. فما دخلك بالعقل الصومالي او المصري او المغربي او الاردني.. في وقت الشيعي هو ضحية للعقل العربي السني البائس ونتائجه الاجرامية الدينية الطائفية والقومية العنصرية..
ونؤكد (للجالسين على رصيف وهم وطن).. بان الدعوة لاقليم وسط وجنوب .. لا تتسلح ولاتتدرع بهذه العقول المسترخية و الفضاضة حتى تطالب بالتغيير او بمشروع جديد نحو التغيير.. وان كنا نفهم ما يقصده ونيته الصافية بذلك.. وكذلك نؤكد بان الدعوة لاقليم وسط وجنوب لا تنتظر (الامام المهدي ع.. ولا المخلص ولا المسيح الموعود.. ولا خليفة ولا امثالهم.. ليحقق المشروع الدفاعي الانساني اقليم وسط وجنوب).. (فالمانيا وماليزيا والامارات وفرنسا لم ينتظرون المخلص او المهدي حتى ينهضون بشعوبهم ويعمرون الارض بمنطقهم)..
ومع ذلك نسال (المعارضين لاقليم وسط وجنوب).. (هل تعلمون وطنكم الوهم العراق.. اسسه الانكليز لعقول ساذجة تسببت بنكسة العشرين وراءها ايراني، لتستورد حاكم اجنبي حجازي، ومن رسم الخرائط لمصالح دولية واقليمية هم اية الله سايكس وفضيلة الشيخ بيكو).. اذن بماذا تسلح من تسلح وتدرع من تدرع (لتاسيس دولة باسم العراق ببداية القرن الماضي)؟؟
وهنا ايضا نسال.. (الجالسين على رصيف وطن).. كتاباتكم وطروحاتكم ومقالاتكم .. لماذا لا تمد رجليه على كد غطاه.. لماذا لا تتحملون هم شعب وسط وجنوب من الفاو لسامراء والمطالبة بحقوقه المغتصبة كبادية كربلاء النخيب وديالى .. وغيرها.. فانتم تردون ان الكورد لديهم مثقفيهم وكتابهم وقضيتهم السياسية باقليم كوردستان.. والسنة العرب لديهم كوادرهم الثقافية والسياسية التي تدافع عنهم .. الا نحن (المكون الشيعي العربي) لا يوجد من يتكلم باسمنا ويطرح مظلوميتنا بشكل برغماتي ليبرالي.. لانسلاخ الليبراليين والعلمانيين بكثير منهم عن الواقع الشيعي بالخليج ومنطقة العراق.. كانسلاخ الاحزاب الاسلامية المحسوبة شيعيا عن الواقع الشيعي بوسط وجنوب.. وارتباطها باجندات خارج الحدود مع ايران نظام ولاية فقيه تحديدا..
فالقومي العربي من اصول محسوبة شيعيا يتكلم عن (العروبة وفلسطين والامة العربية و الوطن العربي) واخر ما يفكر به بل لا يفكر به هو (ماساة الشيعة العرب من الفاو لسامراء) الذين هم ضحية الفكر القومي العربي الذي بمحصلته هو سني طائفي بحكم غالبية (العرب) من المحيط للخليج من اهل السنة حواضن لصدام والبعث واليوم لداعش و القاعدة والانتحاريين.. والليبرالي والعلماني المحسوب شيعيا .. يتكلم عن كل شيء عن الدولة المدنية واللاطائفية ويتهجم على الطقوس الشيعية.. و اخر ما يفكر فيه ماساة وواقع الشيعي العربي بوسط وجنوب وبالخليج.. في وقت بالهند نجد العلمانيين والليبراليين الهندوس.. بنو دولة مدنية عظيمة مع احترامهم لطقوس مكونهم .. ولم ينسلخون عن واقعهم الهندوسي بحجة تخلف الهندوس بطقوسهم الدينية مثلا..
وكذلك نجد الشيوعي من اصول شيعية .. يتكلم عن كل شيء بالماركيسية وحتى يتكلم باسم العروبة والعرب.. بل ايد وحمل مشروع حق الكورد بالفدرالية بمراحل تاريخية.. ولكن اخر شيء يتكلم به عن الواقع الشيعي البائس لشعب وسط وجنوب منطقة العراق والخليج..
واستمرارا بالنقاش مع من (جلس على رصيف).. نتفق جملة وتفصيلا بمن كتب ما نصه ونؤكد له نحن اقليم وسط وجنوب يسعى لذلك.. لانها البيئة سوف تتوفر.. اما بظل عراق واحد مصخم بمكونات متنافرة ديمغرافيا وجغرافيا فيستحيل تحقيق من نتفق معهم بما نصه ( ولعله تحصيل حاصل القول أن أي تغيير جديد أو استحداث مشروع جديد يحتاج إلى عقول متجددة و رؤية جديدة ونهج جديد في النظر إلى الأمور ، لبناء دولة عصرية وإقامة مجتمع متمدن أسوة بباقي المجتمعات البشرية المتمدنة الأخرى)..
(وطبعا إلى جانب إقامة مجموعة أنظمة قيم أخلاقية و إنسانية و حضارية أصيلة و جديدة و موازية لمثل هذه المشاريع الجديدة ومستوعب لأهميتها التاريخية القصوى. مثل الشعور بالمسئولية في العمل و الإنتاج ، ثم النزاهة في التعامل الوظيفي ، و الأمانة و الإخلاص مع ممتلكات الدولة أو الشعب ، عدم الخلط بين طقوس دينية أو مذهبية وبين واجبات العمل الرسمي أو الوظيفي ..
ربما قد تبدو كل هذه القيم من المسلمَّات الشائعة موجودة و قائمة ، و لكن العبرة في التطبيق من خلال ممارسات يومية ، وليس في الإدعاء والمزاعم الجوفاء التي ثبُت بطلانها وزيفها الصارخين..)..
ما سبق بين الاقواس من الفقرتين السابقتين.. هي منطلقات من يدعو لاقليم وسط وجنوب..
بالمحصلة ان من يدعو لاقليم وسط وجنوب يطالب بالتغيير بمشرع جديد .. وبعقلية جديدة غير قائمة على الغيبية ولا تستنسخ القديم البالي.. من اجل ان لا تقع بالمراوحة والمتاهة التي اودت بالملايين للمناحة ..
فبظل اكذوبة العراق الواحد.. سوف نجد (اكذوبة شعب).. يستمر بظاهرة (شعب بس ينتخب المحروكه اوراقه.. شلون تتامل يجي تغيير.. وذاك احنه لصدام السفاح.. وذاك للمالكي اللي باكه).. اذن (المفروض نحن نكتب من اجل التغيير.. والتغيير يعني طرح بديل.. عن ما هو موجود.. اليس كذلك) لان غير ذلك سوف (نجرب اللي امجرب بسوءه وفساده وفشله).. لعدم وجود بديل.. والبديل ليس زعامات .. بل مشروع وقضية واضحة.. عن ما مطروح بالشارع اليوم)..
وهنا نجيب احدهم.. لا يعني اني كشيعي ارفض سياسيي ومعممي شيعة الكراسي (ان اقبل ان يكون البديل طارق الهاشمي والقوى السنية او داعش او البعث او القاعدة او الاخوان المسلمين او النجيفي او المطلك..).. كذلك الشارع السني لا يعني انه يرفض القوى والكتل السياسية السنية (ان يقبل ان يكون البديل خامنئي والمالكي وقيس الخزعلي واكرم الكعبي الذين يعلنون الولاء للخامنئي الزعيم الايراني زعيم دولة اجنبية الخ..
ونستغرب ان احدهم (ينتقد القوى السياسية الحاكمة بالخضراء.. ويصفها بانها تعلن ولاءها للاجنبي؟؟ )؟؟ فماذا عن قيس الخزعلي و اكرم الكعبي وكتائب حزب الله وامثالهم الذين يجهرون بخيانتهم وعمالتهم باعلان ولايتهم بالصوت والصورة ويجهرون بذلك.. بولاية خامنئي الزعيم الايراني ونظام ولاية ايران على العراق كله) فلماذا تدافع عنهم وتمررون قانون لهم.. في وقت امثال هؤلاء لا يجب ان يشملون باي قانون غير قانون الخيانة العظمى.. فالقانون للمتطوعين الشجعان الذين قاتلوا داعش بقلب مخلص للدفاع عن المظلومين.. وليس نيابة عن دولة ونظام اجنبي وحاكم اجنبي تحت ولاية فقيه وهلم جر)..
ونقول لمن (يعتقد ان الجيش المركزي يجب ان يكتفى به.. . وليس الحشد بديل عن الجيش المركزي).. نقول لهم نتفق معكم بجزئية وهي ان الحشد مليشات متنافرة المرجعيات والزعامات والتوجهات.. وارتباطاتها الاجنبية .. بل تعتبر (العراق كله ولاية تابعة لايران ولاية الفقيه) مثلما (يعتبر داعش تنظيم دولة الخلافة العراق ولاية تابعة لدولة الخلافة).. .. من جهة ثانية لا تنسون بان الجيش المركزي الذي يطلق عليه (الجيش العراقي).. .. مؤسسة بائسة فاشلة عبر تاريخها .. مؤسسة مفرخة للانقلابات العسكرية التي اوصلت انظمة فاشية كما قبل عام 2003 وتقمع شعوب ومكونات باكملها بمقابر جماعية.. الى جيش كمؤسسة فاسدة تتبخر بسويعات امام بضعة مئات من المسلحين كما في احداث الموصل
.. اؤكد لا حل الا ثلاث دول بمنطقة العراق.. فالحشد نتيجة لفشل التعايش السلمي بين المكون الشيعي والمكون الكوردي والمكون السني.. وخير مثال جمهورية اذربيجان التي غالبية سكانها من الشيعة.. ورفضت الانصياع لايران.. وبنفس الوقت حافظة على استقلالها وهذا ما نريده..
ولمن يقول ان (الحشد قانون.. ويدعي انه سوف يتم التخلص عن فصائل مسلحة خارج ايطار الدولة).. نقول لهم .. مهزلة.. هو اكو قانون اصلا.. بمنطقة العراق.. حتى يطبق قانون على عشرات الفصائل المسلحة التي تجهر بعضها بولاءها لزعيم دولة اجنبية.. عمي خلوه سكته..
فياتي من ياتي مثال قيس الخزعلي.. ليصرح بان (وقت حل الحشد).. (عند ظهور القائم).. فالم اقل لكم كلام امثال هؤلاء حجي شعارات ما اوكل خزز.. ماخذه قيس الخزعلي عندما كان صبيا عند مقتدى الصدر سيده.. الذي رفض سابقا.. حل مليشياته جيش مهدي وادعى انه جيش المهدي وعند ظهور المهدي سوف يسلم مقتدى الصدر الراية للمهدي؟؟ بكل مهزلة واساءة للمذهب الشيعي (لان القائد هو من يسلم الراية لاتباعه.. وليس الاتباع يسلمون ا لراي للقائد).. واليوم الخنفشاري قيس الخزعلي (امصدك نفسه زعيم وبطل وهلم جر).. يقول ان الحشد قائم حتى ظهور القائم.. اقول لك.. كل الشرفاء قريبا سوف ينسحبون من الحشد.. ويبقى امثالكم المليشياتيين.. واذا ظهر القائم سوف يضرب رؤسكم انتم قبل غيركم والله اعلم..
ونشير بان امثال البعث وداعش والقاعدة والخزعلي والصدر والزرقاوي وصدام والمالكي وبقية شلة الفاسدين والطغاة.. الشموليين.. هي نتائج فشل العراق كدولة.. وفشل التعايش السلمي .. بين المكونات بمنطقة العراق.. فماذا يريد المعارضين للاقاليم من دليل اكثر.. هل ابادة اخر طفل شيعي حتى يثبت له بان (العراق مشروع لدولة فاشلة، بل مشروع لدولة لم تتحقق منذ عام 1920 لحد يومنا هذا).. وانه مشروع استعماري بائس لم ياخذ بنظر الاعتبار الحقائق الديمغرافية على الارض..
فكيف يضم شعب كوردي امتداه جبلي.. متطلع للاستقلال.. مع (المكون السني العربي بامتدادهم الصحراوي لخارج الحدود وخاصة لاخوانهم العرب السنة بسوريا).. ومع (مكون شيعي عربي امتداده للسهل الرسوبي والاهوار لاخوانه العرب الشيعة بالاحواز والاحساء و القطيف).. فاليس الافضل لو اخذت هذه الحقائق عند تاسيس الكيانات السياسية.. واليس المفروض التصحيح اليوم.. بتمزيق خارطة الشرق الاوسط القديم واسقاط الدول المصطنعة وتاسيس دول جديدة.. اقرب للواقع السكاني والجغرافي للمنطقة..
وهنا ندعو المهتمين بالواقع الشيعي العربي بوسط وجنوب منطقة العراق و بالاحساء والقطيف والاحواز والبحرين.. بان يطلعون على قضية شيعة منطقة العراق بعشرين نقطة.. ليدركون بان المشروع ليس هدفه دولة دينية او دولة طائفية .. او عنصرية قومية.. بل مشروع انساني ينطلق من الواقعية ويطالب بحقوق مكون بشري تعرض للاضطهاد والاستغلال والابادة لقرون.. ليركب مظلوميتهم .. قوى واجندات عاثت الفساد وبددت ثرواته واستخفت بدماءه وزجته بالمستنقعات الحروب والازمات غير مبالية برفاهيته واستقراره وضمان مستقبل اجياله..
واخير يتأكد لشيعة العراق بمختلف شرائحهم.. ضرورة تبني (قضية شيعة العراق).... بعشرين نقطة.. كمقياس ومنهاج يقاس عليه كل من يريد تمثيلهم ويطرح نفسه لقياداتهم .. علما ان هذا المشروع ينطلق من واقعية وبرغماتية بعيدا عن الشعارات والشموليات والعاطفيات، ويتعامل بعقلانية مع الواقع الشيعي العراقي، ويجعل شيعة العراق يتوحدون ككتلة جغرافية وسياسية واقتصادية وادارية.. ينشغلون بأنفسهم مما يمكنهم من معالجة قضاياهم بعيدا عن طائفية وارهاب المثلث السني وعدائية المحيط الاقليمي والجوار، وبعيدا عن استغلال قوى دولية للتنوع المذهبي والطائفي والاثني بالعراق،.. والموضوع بعنوان (20 نقطة قضية شيعة العراق، تأسيس كيان للوسط والجنوب واسترجاع الاراضي والتطبيع) وعلى الرابط التالي:
http://www.sotaliraq.com/articlesiraq.php?id=3474
....................................
سجاد تقي كاظم
