لاتجحدو فضل الحشد كما جحدتم فضل الصحوات وديفيد بترايوس
لاتجحدو فضل الحشد كما جحدتم فضل الصحوات وديفيد بترايوس


بقلم: عبد الهادي كاظم الحميري - 01-12-2016
في الماضي القريب سيطرت القاعدة والمتجحفلون معها فعليا على محافظاتنا الغربية وبدأت حرب طائفية همجية تعصف ببغداد ومحافظات الوسط إتخذ الارهاب فيها من التفجيرات بالناس العاديين وقطع الطرق وذبح المسافرين على الهوية وسيلة للسيطرة على البلاد بالرعب اللامحدود .

ردت على هذا الوضع فصائل مسلحة بإنتقام وحشي مذهل وأصبح الناس البسطاء يطحنون بين فكين مفترسين بدون رحمة والحكومة عاجزة والأمريكان عاجزون والعالم يتفرج والجيران تزيد النار حطبا وزيتا.

لاح الفرج عندما إستلم الجنرال ديفيد بترايوس زمام القيادة في العراق وعالج الوضع في إجرائين :

الأول : طلب زيادة كبيرة كانت تبدو غير معقولة في عديد القوات الأمريكية في العراق رغم المعارضة الشديدة لذلك في أمريكا ليصبح عديدها بحدود مائة وخمسون ألفا وأطلق في حينه على طلبه (The Surge ( لأنه كان ينوي القيام بإندفاعة كاسحة على الارهابيين .

الثاني : نظم رجال عشائر المحافظات الغربية المناهضين لتنظيم القاعدة وحلفائها في منظومة الصحوات القتالية بالتعاون مع الحكومة العراقية .

نجحت الخطة وبدأت حالة إستقرار في الوضع الأمني في العراق ثم جاءت اتفاقية الإطار الستراتيجي مع الأمريكان ومن ثم الإنسحاب من العراق والوضع الأمني بحالة جيدة .

وبرغم أن القادة السياسيين والفئويين في العراق يعون جيدا المثل العراقي المشهور "ماكو بزون يلعب هيج شناو" ويدركون جيدا أن المزاج العام آنذاك في أمريكا مع الإنسحاب وأن الرئيس براك حسين أوباما قطع وعدا انتخابيا على نفسه بالانسحاب وكان وعده من أسباب فوزه في الانتخاب وقد نفذ وعده فإنهم لم يمنعو أنفسهم الدنيئة من الإدعاء بإخراج الأمريكيين رغم أنفهم وكادت الحكومة أن تحتفل بعيد جلاء مزعوم وزعم الزاعمون بأن الأمريكان خرجوا على أسنة حرابهم .

أما بالنسبة للصحوات ومع استتباب الأمن فقد أذلتهم الحكومة وأزدراهم بعض الجهلة المأفونين بالشمخرة الفارغة الكاذبة لأنهم قاتلوا الى جانب الأمريكان بدلا من أن تعاملهم الحكومة كقوة وطنية شريفة ساهمت في تخليص البلاد من الإرهاب وكان المفروض أن يتم العمل على رعاية وتطوير هذه القوة وإيجاد الأسس القانونية لعملها مع الجيش أو الشرطة أو بإمرة القائد العام لتكون سدا يمنع الإرهاب من بناء الأعشاش في البوادي الواسعة والتسلل وإعادة السيطرة على الحواضر .

وفي خضم صراع الطبقة السياسية على المصالح والكراسي ومغانم صعود واردات النفط الأسطوري عاد الإرهابيون لمسك مقدرات المحافظات الغربية وقتلوا رجال الصحوات وابتزوهم وفي ضوء جحد الطبقة السياسية بفضل من مكنها من السلطة أساسا وأنقذها من الهلاك على يد الإرهاب الأعمى وإدعاءات الطبقة المسموعة من العراقيين بطرد الأمريكان المزعوم نفضت أمريكا يدها عن العراق وحلت الكارثة الكبرى بسقوط الموصل والمحافظات الغربية بيد داعش وسالت دماء مساكين العراق أنهارا....

اليوم وبعد أن منعت دماء شباب مساكين العراق تحت مسمى الحشد بغداد من السقوط وأتاحت الفرصة لعودة الحلفاء للمساعدة على بناء قدرات الجيش القتالية والتسليحية وتطويرإمكانات الدولة . وبعد أن زحف الحشد على الإرهابيين من جرف الصخر حتى تلعفر ووضع حياة وسلامة المواطن أولا نصب عينيه كما أرادها القائد العام للقوات المسلحة عقيدة لازمة لكل صنوف القوات المسلحة العراقية وبعد أن أثبت الحشد إلتزامه الصارم بالخطط العسكرية والتنسيق التام مع الجيش والشرطة وجهاز مكافحة الإرهاب والبيشمركة يحاول البعض أن يجحد فضله كما فعلت الحكومة سابقا مع الصحوات ويبخل عليه بإطار قانوني ينصف رجاله .

يقال في الأمثال لا يلدغ المرء من جحر مرتين والدرس القريب يقتضي أن لا نفرط بحشدنا وحلفائنا مرة أخرى ومهما تكن الأسباب لا يسعنا أن نتخلى عن الحشد الجسور والذئاب تعوي في ثنايا الدار ..

إن الجيش العراقي البطل الذي شهدت كفر قاسم لصولات مشاته والجولان لصولات دروعه وخط وحصون بارليف الإسرائيلية على ضفاف قناة السويس لصولات طياريه هو معدن رجال جميع المقاتلين العراقيين فالقادة والضباط والآمرين والمراتب المتمرسة في الشرطة الإتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب والحشد والبيشمركة هم من أبنائه . ومن يزايد عن جهل أو قصد لصالح إحدى التشكيلات على حساب الجيش فليتمعن بتقارير المراسلين الحربيين المصورة من الجبهات ليتبين له أن الجيش العراقي بمدفعيته ودروعه وطيرانه المروحي يمهد الساحات لصولات الإتحادية ومكافحة الإرهاب والحشد والبيشمركة لا بل حتى يصول معهم إن إقتضى الميدان . وليرى أن التعاون والحب والتنسيق بين الجميع يذكي الشعور الوطني ويرعب أعداء الداخل والخارج ويلهم الشعروالحماس والخيال لأب يصول مع أبنائه حماية للدار .

تقول الأم المسكينة من أعماق جنوب العراق لإبنها الذاهب للقتال على أسوار الحدباء ... محروس بالله وعلي والخضر والعباس .

ويجدر بالشعب الآن أن يقول للعراق السابح في بحور الخطوب المتلاطمة بكل ثقة ... محروس بالله والجيش والشرطةالإتحادية ومكافحة الإرهاب والحشد والبيشمركة .



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google